تشهد جريمة الجامعة العربية المتمثلة في تشريع التطبيع الوجودي مع كيان العدو على تصاعد مركب التطبيع رباعي الأبعاد تبعية وارهابا وفسادا وتطبيعا، وبالتالي سياسيا وأمنيا واقتصاديا وخارجيا.
وهنا سؤالنا: ترامب/نتنياهو/ آل نهيان هل يسقطون عروشا عربية جديدة أم ينجحون في إخضاع من تبقى، أم يسقطون؟
رغم كل ما يجري ويكتب ويقال بحثا ووقائع ومعطيات، فإننا لا نرجح سقوط هذا الثلاثي العدواني والإجرامي اللدود ومن يقف معه في الوقت الحاضر وبمفاعيل ما يجري داخليا في هذه الكيانات ولا حتى الصراعات الاقليمية والدولية المتداخلة حولها، بل نحن نرجح العكس أي إسقاط عروش عربية أخرى بحكم التبعية والإرهاب والفساد والتطبيع الذي تطور إلى تحالف واندماج وأصبح عنوان العدوان الأخطر والعامل الرئيسي المحدد للسياسات العامة والخارجية في ما تبقى من دول عربية من المحيط إلى الخليج. هذا العامل يتطور منذ سنوات إلى برنامج استعمار وهيمنة وتقسيم مثله مثل عوامل التبعية والإرهاب والفساد والتطبيع.
إنه، أي مركب التطبيع برباعية التبعية والإرهاب والفساد والتطبيع، يضعنا أمام استنتاج وحيد ومهم وخطير: مركب التطبيع سياسة جيوستراتيجية غير مسبوقة ومترجمة لكل مخططات العدو الأمريكي – الصهيوني – التطبيعي
ويضعنا (هذا المركب التطبيعي) في مواجهة ثلاث فرضيات كبرى لا أحد فيها أقل خطورة:
1- مزيد زعزعة ما تبقى من الأنظمة العربية إذا مانعت ورفضت الاندماج الإقليمي في مشروع الشرق الأوسط الجديد وشمال إفريقيا، حسب المصطلحات الاستعمارية، أي برنامج “إسرائيل” الجديدة والخليج الكبير وشمال افريقيا الجديدة، وإسقاطها بالاملاءات التبعياتية المدمرة أو بالإرهاب أو بالخنق الإقتصادي وتفجر الأوضاع الإجتماعية واستغلال فوضاها المنظمة والمحررة وبالتطبيع الناعم والتدريجي والجزئي أيضا
2- إخضاع من تبقى باستسلامه دون اللجوء إلى الأساليب المذكورة في الفرضية الأولى
3- خوض حرب مباشرة في شكل عدوان كبير وغاشم على طرف من أطراف مدار الصراع الكبير متعدد الأوجه الذي يجري ما بين محور المقاومة من جهة والصهاينة والأمريكان ومن معهما من جهة أخرى ونقصد العراق واليمن أو حتى سوريا أو لبنان أو الاستفراد بقطاع غزة المحاصر أو حتى الضفة الغربية والسعي إما إلى تصفية المقاومة أو إلى تصفية السلطة الفلسطينية أو معا، ما قد يمكن من تحقيق الهدف المباشر وهو عزل فلسطين والفلسطينيين عن العرب والمسلمين شعبا وحاكما وإخراج قطر وتركيا أيضا من دائرة التأثير باعتبار أنهما حجر عثرة أو حتى حجر متعثر ما بين الاصطفاف التام مع أميركا والعدو الصهيوني أو الانصياع إلى حقيقة المعركة أو البقاء بين بين كما هو الوضع الحالي أي العمل مع الصهاينة وفي نفس الوقت الايحاء بصراع وهمي مع الإمارات والسعودية ومصر وغيرهم وادعاء ان شروطهم في التفريط في فلسطين وتقسيمها أعلى وأغلى من شروط أو غياب شروط غيرهم وان تطبيعهم الكامل مرهون بقبول السلطة والمقاومة زائد الحصول على منافع معينة في الخليج أو في شرق المتوسط أو في سوريا أو في ليبيا أو حتى خارج المجالات الجيوسياسية الحيوية المعهودة إلى نطاقات دولية وعلاقات دولية جديدة.
غير أن هذه الفرضية الثالثة ليست بديهية أبدا وليست سهلة إطلاقا باعتبار الفشل الأمريكي والصهيوني في تحقيق اهدافهما أو كل أهدافهما في مراكز الاستهداف الرئيسية المذكورة في الفرضية الثالثة وباعتبار إرتقاء محور المقاومة إلى العمل كجبهة واستعدادها الواضح لقلب موازين القوى في أي عدوان كبير تكون له كل هذه الأهداف التدميرية مجتمعة.
ولذلك فإن فرضية المواجهة تفرض نفسها بقوة إذا اجتمعت عناصر ضرورتها، والتي يمكن أن تقوم من أجل كسر كل الفرضيات الثلاث السابقة وافشالها وبالتالي قلب الطاولة على ترامب ونتنياهو وآل نهيان والاطاحة بهم وبعروشهم من خلال تصعيد المقاومة المسلحة في غزة وتصعيد المقاومة الشعبية في الضفة وتكثيف الضربات في العراق حتى مزيد تخفيض التواجد الأمريكي ودحره وكذلك تكثيف المقاومة الشعبية في سوريا إلى جانب عمل الجيش العربي السوري والحلفاء والقوات الرديفة وأيضا تصعيد الرد الاستراتيجي الإيراني والدعم والاسناد على أكثر من صعيد وتوجيه الهجوم الإستراتيجي اليمني إلى أدق وأعلى ما في بنك أهدافه.
إننا في فرضيات تفكير فرضها إسقاط أي مشروع إدانة للاستسلام وموالاة العدو والتطبيع وما بعده في الجامعة العربية التي يتوجب جديا إيجاد بديل عنها. واننا نرى أن ما وقع اليوم في الجامعة العربية له ما بعده وان ما قبله ليس كما بعده وهو مؤشر نهائي على أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة اشتباك وجودي، وإلا مرحلة سقوط وتراجع إلى ما قبل سنة 2015 والتسليم في كل الانتصارات الإستراتيجية وهذا محال في دماغ المقاومة وفي العقل الاستراتيجي المقاوم.
ومجملا وفي الأمد القصير جدا وبما أن الثلاثاء المقبل هو موعد حفلة توقيع موالاة الإمارات للعدو الصهيوني في أميركا وقد يكون آخرون معها، فإن ترامب ليس مضطرا لتذكير عرب آخر الزمان انه شأن أميركي. ونتنياهو ليس مضطرا للحرج من أعراب آخر الزمان، فالشأن شأن صهيوني. والقضية قضية صهيونية. والوجود ليس وجودا عربيا والحق ليس حق عربيا. والمسلمون جالية أجنبية اقلية في الشتات. غير اننا نتطلع في مب الأحوال إلى يوم غرب عربي واسلامي واسع النطاق ونرجح أن يتقدم رد المقاومة اللبنانية على العدو الصهيوني على حفل توقيع الإماراتيين ومن معهم صك موالاة كيان العدو والعدوان على المقاومة دون أن نذكر بتفاصيل الخنق والحصار والعقوبات والتفجيرات وعودة تشغيل المجاميع الإرهابية وزلزلة الحكومات في كل المنطقة.
هي فرضية قوية من وجهة نظرنا، بل مطلب كما نراه. غير أن الكلمة الفصل في مسؤولية وقرار وعمل الرجال في القيادة عامة وفي قيادة الميدان ولا نستثني غزة وصنعاء وبغداد.