لقد أفسد كل شيء في بلدنا. ولا علاج للافساد الشامل إلا الثورة الشاملة.
هذه الثورة لا يجب أن تكون ثورة المجهول. أو ثورة شعبية بالمعنى العفوي ولا بالمعنى الفوضوي، لأنها ككل ثورة معاصرة ستلون حتما وستحول حتما وسيدخل عليها العامل الإرهابي والعامل الاجرامي والعامل الاستعماري وسائر العوامل التوجيهية والتخريبية بكل الطرق.
ومع ذلك لا خيار الا بالثورة المضحية ولا سبيل الا بالتضحية الثورية التي يمكن أن تسند اخيرا من طرف غالبية الشعب وتصبح ثورة مقاومة ثم ثورة اصلاح وبناء. ويمكن في الاخير ان تقف أجهزة الدولة المتبقية لحماية الواقع الجديد من التدخل الأجنبي.
كيف ومتى ومع من، باعتبار كل العوامل الموضوعية والذاتية والاستراتيحية… أسئلة صعبة في واقع أصعب. غير انه من الممكن جدا أن يبدأ العمل إذا اجتمعت القلوب والعقول والسواعد في جبهة وطنية ثورية واجتماعية للتحرير والإصلاح والبناء تكون فيها كل الوجوه المعروفة التي لم تتورط في خراب الحكم جنود ميادين وتكون كل الوجوه المألوفة في ساحات النضال ولم تبدل تبديلا واجهة سياسية.
هذا النوع من التمشي يستوجب عقيدة وطنية وحدوية مقاومة بعيدة عن الشطط الايديولوجي الفاشل والمستورد والمتناسخ من بعضه داخل البلد من أقصاه إلى أقصاه. والذي لا يعني أحدا ولا يحبه أحد من غالبية الشعب. وتلزمه خطط وبرامج بديلة شاملة وسيادية من ألفها إلى يائها.
لن نخسر أكثر مما خسره الوطن. لن نربح شيئا لأنفسنا.
نكون متى توجب علينا تحديد المصير. نكون متى اصبح الواقع مهددا لوجود الوطن. عدا ذلك خزعبلات لا قيمة لها ولن تغير شيئا لا اليوم ولا غدا ولا بعد غد.