أخبار عاجلة

وزير الدفاع: « مشاركة وحدة عسكرية جوية تونسية بجمهورية مالي واجب أخلاقي واستجابة للنداء الإنساني الذي أطلقته الأمم المتحدة »

أكد وزير الدفاع الوطني، عبد الكريم الزبيدي، أمس الأربعاء، أن مشاركة وحدة عسكرية جوية تونسية بجمهورية مالي تحت راية الأمم المتحدة، تندرج في إطار « آداء الواجب الأخلاقي نحو بلد إفريقي صديق، كما أنها تعد استجابة للنداء الإنساني الذي أطلقته ودعت اليه منظمة الأمم المتحدة ».
وقال الزبيدي في كلمة له أمام أفراد هذه الوحدة والمتمركزة منذ جانفي 2019 بالقاعدة الجوية المالية 101، بمنطقة سونو المالية، قرب مطار باماكو الدولي، « إن هذه الوحدة العسكرية المتكونة من 75 فردا، من مختلف التشكيلات وطائرة من نوع س 130، تشارك في هذه المهمة، نظرا للخبرة الكبيرة التي اكتسبتها القوات المسلحة التونسية من خلال مجمل المهمات الأممية في إطار بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الإستقرار في مالي ».
ولاحظ الوزير أن تونس العضو في الأمم المتحدة « ملتزمة بالمواثيق والمعاهدات الدولية التي صادقت عليها في إطار تفاعلها مع قضايا الأمم والسلم والتضامن في العالم وانخراطها في المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب والتهريب والجريمة المنظمة والتصدي للهجرة غير النظامية ».
وأفاد أيضا بأن تونس سترسل خلال السداسي الثاني من 2019، فيلق تدخل سريع وسريّة شرطة عسكرية، في إطار مهمات حفظ السلام تحت راية الأمم المتحدة، مضيفا أن تونس تنتظر إشعارا من الجانب الأممي يحدد الآجال والبلد الذي سيتم فيه انتشار تلك القوات.
وتعود آخر مشاركة لقوات تونسية في مهام أممية إلى سنة 2010 وقد بلغ عدد المهمات الأممية التي شاركت فيها تونس 24 مهمة.
وحث عبد الكريم الزبيدي، في كلمته، أعضاء الوحدة، من ضباط وضباط صف ورجال جيش، على « الحفاظ على أمنهم وسلامتهم والتقيد بالتعليمات العسكرية « وعلى أن يكونوا « خير سفراء لبلدهم »، داعيا إياهم إلى « القيام بالواجب وفق ما يقتضيه القانون الدولي الإنساني ومزيد دعم قدرات البعثة الأممية داخل مالي ».
من جهته قدم آمر الوحدة العسكرية التونسية للنقل الجوي في مالي، عرضا أبرز فيه مجمل المهام التي قدمتها وحدته مند انتشارها في هذا البلد الافريقي. وذكر في هذا الصدد أن القوات الجوية التونسية والتي تساهم للمرة الأولى في تاريخ جيش الطيران، في مهمة تحت راية الأمم المتحدة، قامت خلال الفترة المنقضية ب 200 مهمة جوية وبلغ عدد ساعات الطيران 285 ساعة كما تم خلال هذه المهمات نقل 510 طن من العتاد وغيره ونقل 3946 شخصا.
وأوضح المسؤول العسكري أيضا أن مجمل المداخيل التي حققتها هذه المهمة العسكرية منذ انطلاق نشاط الوحدة الجوية في مالي، بلغت 725ر1 مليون دولار أمريكي لفائدة الدولة التونسية.
يُذكر أن وزارة الدفاع الوطني وضعت عقب اتفاق مع الأمم المتحدة، معدات على ذمة بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الإستقرار في مالي، تشمل طائرة عسكرية من نوع (س 130) ومعدات دارجة وأسلحة وذخيرة لحماية الأفراد وتجهيزات ومعدات إشارة وإعلامية على ذمة هذه الوحدة الجوية العسكرية في مهمتها الأممية في مالي والتي انطلقت في جانفي 2019، لمدة سنة قابلة للتجديد.
واطلع الزبيدي خلال زيارة العمل والتفقد إلى مالي والتي تتزامن مع الإحتفال بالذكرى 63 لانبعاث المؤسسة العسكرية في تونس، على مختلف مكونات الوحدة العسكرية الجوية. كما عاين ظروف عمل وإقامة وإعاشة أفراد هذه الوحدة العسكرية.
وقد رافق وزير الدفاع الوطني خلال هذه الزيارة، أمير اللواء، رئيس أركان جيش الطيران وعدد من المسؤولين العسكريين ورئيسة لجنة شؤون الإدارة والقوات الحاملة للسلاح بالبرلمان (لجنة تشريعية) ورئيس لجنة الأمن والدفاع بمجلس نواب الشعب (لجنة خاصة).
من جهة أخرى كان وزير الدفاع التقى في وقت سابق أمس الأربعاء بالعاصمة المالية باماكو، عددا من المسؤولين في البعثة، تتقدمهم مبارانغا غازارابواي، الممثلة الخاصة المساعدة للأمين العام للأمم المتحدة في مالي والتي تتولى أيضا خطة المنسقة الإنسانية والمنسقة المقيمة لبرامج المنتظم الأممي في هذا البلد الإفريقي الذي شهد اضطرابات سياسية أواخر 2012 عجّلت بإطلاق الأمم المتحدة في السنة الموالية، لمهمة أممية هناك.
وقالت هذه المسؤولة الأممية، في تصريح إعلامي عقب اللقاء إن الأمم المتحدة « تقدر عاليا مساهمات القوات العسكرية التونسية في عديد المناطق في العالم وفي المهمة الأممية الحالية في مالي والتي وصفتها بالمهمة الصعبة »، مشيدة في هذا الإطار ب »شجاعة وانضباط القوات العسكرية التونسية الموجودة في هذا البلد ».
وكان عبد الكريم الزبيدي شرع الثلاثاء الماضي، في زيارة عمل وتفقد للوحدة العسكرية للنقل الجوي والتي تم نشرها بجمهورية مالي والتي بدأت عملها الفعلي تحت راية الأمم المتحدة في فيفري 2019.
وتقدّم هذه البعثة العسكرية للقوات الأممية المنتشرة في مالي، منذ 2013 والتي تساهم فيها حاليا إلى جانب تونس، 13 دولة من أوروبا وإفريقيا ، دعما لوجستيا لهذه القوات في مجال نقل الأفراد والعتاد، بما في ذلك الإخلاء الصحي.
وتعد هذه المشاركة للبعثة العسكرية التونسية والمتألفة من 75 فردا من طواقم وعسكريين من مختلف الإختصاصات، الأولى لوحدة جوية في تاريخ المؤسسة العسكرية التونسية التي ساهمت منذ سنة 1960 وما تزال، بعديد مهمات حفظ السلام في العالم، بمجموع فاق عشرة آلاف عسكري، سواء تحت راية الأمم المتحدة أو الاتحاد الإفريقي.
وتساهم تونس حاليا إلى جانب هذه البعثة، بـ23 ضابطا بصفة ملاحظين ومستشارين ومراقبين، ضمن أربع بعثات لحفظ السلام في دول إفريقيا الوسطى والسودان الجنوبي ومالي والكنغو الديمقراطية.

شاهد أيضاً

فرنسا في السنغال زرعت الريح.. هل تحصد العاصفة؟…بقلم م. ميشيل كلاغاصي

أوقات عصيبة شهدتها مؤخراً ستة دولٍ في القارة السمراء, وبدا المشهد وكأن عجلة الإنقلابات تتدحرج …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024