بقلم د. عادل بن خليفة بالكحلة (باحث إناسي، ناشط مدني) |
يجب أن لا تكون أزمة الكورونا مساحة لننشغل عن مصير مدينتنا…
فالمستقبل يبدأ الآن…
المستقبل يبدأ بالقرار أو بإهمال القرار المناسب…
المستقبل يبدأ بالتخطيط الاستراتيجي البعيد المدى، وإلا فإن انقراض مدينتنا سيكون حتميا حتى إن بعد
ظاهريا.
* **
إنكم تريدون الفضلين مركز تخييم، ومكانا لممارسة اللعبة الكبرى لأطفالكم وناشئتكم…
إنكم تريدون الفضلين مكانا أخضر لتنزه العائلة وخرجات الجمعيات… فماذا فعلتم من أجل ذلك؟؟! إنني
لا أرى سوى اللا تخطيط العمراني والفوضى البنائية، على حساب مساحات الزيتون التي كانت تملأ
العين جمالا وتملأ القلب سعادة…
كيف تبنون 3 مساجد كبيرة على حساب الزيتون، دون مراعاة للقانون الفقهي في عدد أفراد
الجماعة، وخاصة جماعة الجمعة، وعدد السكان، وفي المسافة التي ينبغي أن يكون عليها المسجد…
وفي الآن نفسه لم تراعوا المخطط البلدي في تلك البناءات، وفي الآن نفسه بقي مستوصفكم مستوصفا
ولم يصبح مستشفى كما تدعون… بينما كان بإمكانكم أن تبنوا بدل إثنين من تلك المساجد الثلاثة
مستشفى عظيما بحجم شهدائنا يوم 23 جانفي 1952، وبحجم الممرض وليد العياشي، وبحجم الحاج
فرج بن فضل وغيره من مؤسسي المستوصف… وبحجم امهاتنا وابائنا الذين تبرعوا من أجل مؤسستنا
الصحية الأولى…
أرجوكم لا تهملوا ندائي هذا…ماذا فعلتم لإنقاذ مستقبل الفضلين؟!
ماذا ستفعلون من أجل منطقة إسمها الفضلين تكون من أروع مراكز التخييم وتنزه العائلة والجمعيات
في البلاد التونسية؟!! أم إنكم كالمجلس البلدي لا تجيبون!!
أجيبوني أرجوكم… هل تريدون طبلبة ذات حزام فلاحي أو بؤر فلاحية، أم مدينة بدون ذاكرة
فلاحية؟! ألا يجب أن نخلق مستقبلنا عوض أن يفرض علينا بوجه لا نريده؟!!
***
إن دفاعنا عن الفلاحة وأشكالها الفضائية ليس مجرد دفاع عن طبقة اجتماعية (الفلاحون) هي
التي بنت طبلبة والبقالطة بأيديها الخشنة (التي قبل رسول الله مثيلاتها) وبقلوبها الندية… إنه يا سادة،
دفاع عن استراتيجيا تكون أجيالنا القادمة بها أقل أمراضا…
لا تتركوا المضاربين العبثيين الجشعين والليبراليين المتوحشين وقتلة مستقبل طبلبة بأنانياتهم هم
الذين يصنعون لكم مستقبلكم…
ستصبح مدينتنا مدينة بلا روح، مدينة مصطنعة، مدينة اسمنتية، دون فلاحة بأمجادها التاريخية،
وبدون زيتون، وبدون جمال وخضرة… وبدون جبل الفضلين ومنطقة الفضلين، وبدون اللعبة الكبرى
على طول شاطئ الزيتون الأخضر… فأرجوكم، أرجوكم، ارفقوا بهذا الأرض العظيمة من
تونس…ارفقوا بأجيالكم القادمة وبسعادتها… أنقذوا ما بقي من منطقة الفضلين ومن مساحات فلاحية…
*****
أريد أن انسى واقع اللا عقلانية في مدينتي… أريد أن انسى واقع تجاهل أهمية الحوار
والمقترحات العقلانية… أريد أن أنسى واقع سيطرة الليبرالية المتوحشة على مدينتي وقرارها البلدي…
أريد أن أحتفظ بطفولتي السعيدة في الفضلين باللعبة الكبرى مع القائد الحبيب النابلي والقائد منجي
بالكحلة والقائد مراد الشبلي… ولتحتفظوا بليبرالييكم الأنانيين وأحزابهم العظمى…
خدني معك على درب بعيدة
مطرح ماكنا ولاد صغار
ودفي ربيعي بشمس جديدة
ونسيني يوم اللي صرنا كبار
فوق جبال اللي مالها حدود
بكره الزمن راح يمحي أسامينا
يشحط عليها رياح السود
خدني معك خدني ونسيني
نسيني يوم اللي صرنا كبار