الخميس , 7 نوفمبر 2024

يكذبون.. شركاء في الإبادة…بقلم راتب شاهين

كثيرون هم التجار والانتهازيون، الذين حملوا لواء القضية الفلسطينية، والذين ينطبق ‌‏عليهم قوله تعالى: «وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ»، وهم بالحقيقة مجرد أصوات دعائية ‌‏كاذبة، ضجيج مزيف و«زعيق»، وهم بخداعهم وبفعلهم شركاء الكيان الصهيوني في ‌‏إبادته المتواصلة للشعب الفلسطيني وتدمير لبنان وتهجير شعبه.‏
عند التوقف عند تصريح وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان: «بيع الأسلحة ‌‏لإسرائيل‎ ‎يعني المشاركة في الإبادة الجماعية»، يجب تذكيره أيضاً بالتقارير التي تؤكد ‌‏وجود أكثر من 2700 منتج غذائي تركي في «إسرائيل»، فالكيان لم ينقصه شيء ‌‏خلال قيامه بكل تلك المجازر، قذائف وحماية أمريكية وسلع غذائية وغيرها من ‌‏تركيا، الشراكة واضحة، والحقيقة لا يمكن طمسها بتصريح هنا، أو بتهديد فارغ ‌‏هناك. ‏
ما يجري من إبادة إسرائيلية لسكان المنطقة، في فلسطين ولبنان يحرك حتى الحجر، ‌‏ولكن لا يحرك هؤلاء العملاء، فلسطين ليست بحاجة للشعر والشعراء والمنافقين، في ‏مواجهة آلة ‏القتل الصهيونية، بل بحاجة لأشخاص غير هؤلاء التجار،‌‎ ‎أصحاب ‏الأصوات الدعائية، ‏والتجار الذين وظفوا الدين لمأربهم، وركبوا موجة ما سمي ‏بـ«الربيع العربي»- وصدقوا أو ربما خدعوا بهذه التسمية، فهو لم يكن سوى «ربيع ‏إسرائيلي»، فالقضية الفلسطينية جمعت كل هؤلاء على كاهلها، ‏حملتهم إلى عروشهم، ‏وأسكنتهم على ظهور شعوبهم باسمها الكبير، فلسطين.‏
تقع على تركيا المسؤولية في تفاقم الوضع في المنطقة، وبنتيجة أفعالها ازدادت ‌‏الغطرسة الإسرائيلية، فتركيا من دعمت المنظمات الإرهابية في سورية، ما دفع ‌‏الجيش العربي السوري، إلى التقليل من ثقله النوعي في المناطق الحدودية مع ‌‏فلسطين، لمجابهة التنظيمات الإرهابية التي أول ما استهدفته المنظومة الدفاعية الجوية ‌‏السورية، وبالتالي انتشر ولا يزال الجيش السوري على مساحة البلد، كل عسكري ‌‏سوري استشهد بنيران الإرهابيين أو دبابة دمرت بقذائف أتت عبر تركيا، ذاكرتنا لا ‏تزال تنزف بالوجع، وشمالنا يشهد على الكذب التركي كل يوم. ‏
إذا كانت حركة «أنصار الله» اليمنية تقوم بواجبها، تجاه فلسطين بمنع السفن من ‌‏العبور إلى الكيان الإسرائيلي في البحر الأحمر، فماذا عن السفن التجارية التركية التي ‌‏تقدم العون لـ«إسرائيل»؟. ‏
شركاء الكيان الإسرائيلي في مجازره، أكثر بكثير من الذين تعرضهم الشاشات، هم ‌‏كل هؤلاء من منافقين وتجار وسماسرة، ركبوا على القضية الفلسطينية، وباعوها عدة ‌‏مرات حينما أرادوا، وعملوا على إشغال الدول المساندة لها، لتمكين الكيان الإسرائيلي ‌‏من المنطقة، وهذا هو الحاصل.‏

شاهد أيضاً

من اجل فلسطين… المقاومة تتجدد… بقلم ميلاد عمر المزوغي

في البدء خاضت الحركات اليسارية معركة تحرير فلسطين, حينها كانت الضفة والقطاع تحت الوصاية العربية, …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024