شدّد قائد الثورة الاسلامية الايرانية آية الله السيد علي الخامنئي، على ان فترة الدفاع المقدس، التي انطلقت مراسمها الاثنين 21 سبتمبر، تشكل جزءا من الهوية الوطنية للشعب الايراني، مؤكدا بان الجمهورية الاسلامية لم تكن تواجه في الحرب المفروضة، صدام وحزب البعث فقط، خلال الفترة 1980-1988،بل ايضا قوى الشرق والغرب التي كان لها الدور الأساس .
واوضح السيد خامنئي الى ان القوى الدولية شعرت بالقلق من ظهور عنصر جديد في المنطقة وهو الجمهورية الاسلامية الايرانية المبني على اساس الدين والاسلام واضاف، لم تكن اميركا فقط بل كان هنالك ايضا الاتحاد السوفيتي والناتو والدول الاوروبية الغربية والشرقية.
واضاف قائد الثورة، ان القوافل العسكرية كانت ترسل دعما لصدام امام انظارنا بصورة مستمرة وكانت السفن ترسل يوميا بلا توقف من موانئ الامارات في هذا السياق.
واكد بان العدو اراد من وراء الحرب اسقاط الدولة في الجمهورية الاسلامية الايرانية وفرض هيمنته على البلاد من خلال المجيء بنظام عميل وذليل، واضاف: ان كل القوى الدولية سعت لاسقاط الجمهورية الاسلامية والهيمنة على البلاد وتفكيكها وبذلت كل مساعيها في هذا السياق على مدى ثمانية اعوام لكنها لم تستطع ان ترتكب اي حماقة وحقق الشعب الايراني نتيجة باهرة وخرج منتصرا منها.
واعتبر سماحته الدفاع المقدس جزءا من الهوية الوطنية للشعب الايراني وواحدا من اكثر اجراءاته عقلائية.
ولفت السيد الخامنئي الى ان الامام الخميني الراحل ادرك منذ البداية بان الحرب المفروضة لم تكن حربا عادية بين بلدين جارين اذ ادرك من هو العدو الحقيقي في هذه الحرب وان صدام هو مجرد اداة واضاف: ان الامام قال في احد تصريحاته حول الحرب بان اميركا اسوأ من الاتحاد السوفيتي وان الاتحاد السوفيتي اسوأ من اميركا وان بريطانيا اسوأ من كليهما اي انه ادرك بان هؤلاء هم العناصر الرئيسية وما وراء الستار في الحرب.
وصرح قائد الثورة بان الامام الراحل شخّص بان قضية الحرب ليست متعلقة بالقوات المسلحة فقط بل ان الشعب يجب ان يدخل الساحة، فمثلما اوصل الشعب الثورة الى ساحل الانتصار فانه بامكانه ان يصل بالحرب الى الانتصار ايضا، وبناء على ذلك عمل الامام واوجد هذه الحركة الشعبية العظيمة.
واعتبر قائد الثورة الدفاع المقدس واحدا من اكثر اجراءات الشعب الايراني عقلائية ولفت الى الوحدة والتضامن والتنسيق بين الجيش وحرس الثورة الاسلامية والذي كان عملا عظيما ومن ثم اختيار التكتيكات الابداعية والشجاعة التي كانت متميزة جدا في الحرب.
واوضح سماحته بأن القبول بقرار الامم المتحدة لوقف اطلاق النار كان ايضا من الاجراءات الحكيمة وعملا عقلانيا جدا ولو لم يكن كذلك لما قام به الامام واضاف، انه بناء على ذلك فان قضية الدفاع المقدس كانت ظاهرة عقلائية واحدى اكثر حركات الشعب الايراني عقلائية وينبغي الحذر من التحريفات في هذا المجال.
واكد قائد الثورة بان الاعمال التي انجزت خلف الجبهات دعما لها بانها كانت مهمة ايضا بقدر اهمية الجبهات نفسها حيث ابلى الشعب الايراني بلاء حسنا بصموده ومقاومته منقطعة النظير واضاف، ان احد الامور الباعثة على الفخر خلف الجبهات كان بقاء المواطنين فيها رغم انها كانت معرضة لهجمات شديدة ومستمرة من قبل العدو.
*الشهيد سليماني
واشار قائد الثورة الاسلامية الى ان الحرب كانت ساحة تبلورت فيها ارصدة بشرية مميزة خدمت سابقا وتخدم الان وفي المستقبل ايضا بعون الله من ضمنهم الشهيد قاسم سليماني الذي كانت له انشطة مذهلة على الصعيد الدبلوماسي والدولي في المنطقة واضاف، ان الشعب الايراني العزيز مازال لم يطلع على سعة انشطة الشهيد سليماني، لربما مطلع على بعض الامور لكنه غير مطلع على تفاصيل انشطته التي هي اكبر بكثير مما ظهر للعلن، حيث ان امثال الشهيد سليماني تبلورت شخصياتهم في الحرب ومرحلة الدفاع المقدس.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية امن البلاد بانه من بركات الدفاع المقدس واضاف، ان الدفاع المقدس اثبت قدرة الشعب الايراني في الدفاع عن نفسه ورده الصاعق على العدو كما اثبت بان العدوان على البلاد يكلف العدو ثمنا باهظا وعليه التفكير مليا قبل ان يشن عدوانه.
واكد بان الدفاع المقدس بث روح الاعتماد على الذات والثقة بالنفس لدى الشعب الايراني مثلما نشهد الان في ساحة العلم والبناء، واضاف، ان الدفاع المقدس اظهر للعالم قدرات وطاقات الشعب الايراني.
وصرح سماحته بان الدفاع المقدس ازال القناع وكشف عن الوجه الحقيقي للغرب، لافتا الى ان كل القوى العالمية ومنها بريطانيا والمانيا والاتحاد السوفيتي وحتى يوغسلافيا كانت تنشط ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال الحرب المفروضة وتحرمها من ادنى الامكانيات فيما كانت تزود نظام صدام بمعلومات الاقمار الصناعية عن اماكن تجمع قواتنا وتحركاتها وكذلك كانت تزوده بكل الامكانيات العسكرية من طائرات ميراج ومدافع ودبابات وحتى الاسلحة الكيمياوية التي استخدمها ضد شعبنا وضد شعبه ايضا في حلبجة.
*الاشادة بجهود القطاع الصحي
وفي حديثه اشار قائد الثورة الاسلامية بالجهود التضحوية والدؤوبة للكوادر الصحية والطبية والمسؤولين المعنيين بمواجهة فيروس كورونا، واعرب عن الاسف لوفاة ما بين 150 الى 170 من المواطنين يوميا بسبب هذا المرض وقال، ان علاج هذا الامر المؤسف هو بيد المواطنين انفسهم ومن خلال التزام التوصيات الصحية مثل التباعد الاجتماعي واستخدام الكمامات وغسل الايدي.
*مراسم الاربعين
وحول مراسم زيارة اربعينية الامام الحسين (ع) لهذا العام قال سماحته، ان شعبنا عاشق للامام الحسين (ع) وزيارة الاربعين الا ان مسالة مسيرة الاربعين متوقفة على راي مسؤولي اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا الذين عارضوا المشاركة فيها لغاية الان لذا فانه ينبغي علينا جميعا الامتثال والعمل بهذا الامر.
وانتقد سماحته توجه بعض الافراد للحدود وقال، ان اظهار المحبة (للامام الحسين عليه السلام) يمكن القيام به في المنازل ايضا حيث وردت عدة زيارات حول يوم الاربعين وبامكان المواطنين قراءتها وبث الشكوى لدى سيد الشهداء (ع) باننا كنا نتمنى الحضور ولكن لم تتوفر الظروف عسى الباري تعالى ان يفرج الامور.
وكالات