مها سلطان |
لم تقل لنا نيكي هايلي وهي تتحدث و«تهنئ» «إسرائيل» بما سمته بكل وقاحة «70 عاماً من الاستقلال».. لم تقل لنا عمَّن «استقلت إسرائيل»، ولم يسألها أحد هذا السؤال، بمن فيهم معظم المندوبين العرب.. وبينهم الكويتي الذي دعا إلى جلسة عاجلة لمجلس الأمن «عقدت مساء الثلاثاء» وكانت فرصة لهايلي لتوغل أكثر في التبجح والوقاحة والاستهانة بعربان «الاعتدال» والنفط وإذلالهم.
لم تكن الجلسة لبحث نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة بل فقط لبحث «الرد الإسرائيلي على مسيرات العودة» ومرة أخرى كانت فرصة لهايلي للاستثمار العدواني واتهام إيران «بالمسؤولية»! عن الدماء التي سالت وليس قوات الاحتلال الإسرائيلية التي كانت تقتل الفلسطينيين العزل على «الهواء مباشرة» حيث كانت الكاميرات تنقل للعالم من هو القاتل الحقيقي.
لا شك أن اتهام إيران أرضى مشايخ النفط والتطبيع، فاسترخوا على كراسيهم ورَبَتوا على البطون.. تدلت الذقون وانفرجت الأشداق وكأنهم عادوا تواً من «نصر ساحق»!.
نعود لسؤال: عمّن «استقلت إسرائيل»؟ فعلى حد علمنا وعلم الجميع وفي كتب التاريخ وفي وثائق الأمم المتحدة.. «إسرائيل» صُنّعَتْ في مطابخ المستعمر الغربي وهو يندحر عن منطقتنا أواسط القرن الماضي، لتكون كياناً بديلاً يضمن بقاء «رِجْلٍ» له في المنطقة.. ولا نأتي بجديد إذ نقول ذلك.
عمّن «استقلت إسرائيل»؟ وهل كانت مستعمرة قبلاً.. وممن، وهل كان لها وجود في منطقتنا أو في أي منطقة في العالم أصلاً؟
لن نقول ما أكذب هايلي وما أشد نفاقها، ونحن كعرب بين ظهرانينا من هو أكذب وأشد نفاقاً.. ماذا عن «مُسيلمات الربيع العربي».. فليس أكذب من «مُسيلمة» السعودي سوى أخيه القطري.. السعودي وبعد أن وضعت «صفقة القرن» أولى شرورها- بالتخلي عن القدس- أعلن «رفضه لها»!.. والقطري حمد بن جاسم تساءل كعاهرة «تحاضر في العفة» عن ثمن التفريط بالمقدسات والحقوق وهو وبلاده جزء من الجريمة!.
لنسأل ابن جاسم عن ثمن التفريط بسورية وليبيا واليمن والعراق وتونس والسودان ومصر.. كم قبضَ، وعلى ماذا حصل.. ألا يُفترض أن التآمر على الأمة ودولها هو ذروة التفريط بالمقدسات؟
نحن لا نأتي بشيء من عندنا.. ابن جاسم اعترف قبلاً، وها هو اليوم يعترف أن «صفقة القرن» تُنفّذ بتآمر عربي وبأيدٍ عربية.
.. هذا لا يبرئ ابن جاسم وقطر، وهو وبلاده وكل «مُسيلمات الخليج» أيديهم كانت ومازالت ملطخة بدماء أبناء الأمة.