منذ تولي دونالد ترامب زمام السلطة في الولايات المتحدة، كان يحاول جاهداً بين الحين والآخر أن يهدد إيران بعقوبات قاسية لا مثيل لها في التاريخ حتى وصل بالفعل إلى مرحلة إعادة فرض جميع العقوبات الاقتصادية عليها التي رفعت من قبل، بعد إبرام الاتفاق النووي بينها وبين مجموعة (5+1) في 2015 وذلك في استهداف للقطاعات الاقتصادية الرئيسة في إيران..
أمريكا تحاول منذ عام 1979 كسر إرادة إيران وتدمير النظام السياسي الذي تبلور بعد سقوط شاه إيران. منذ ذلك الحين وأمريكا تتعاون مع الصهاينة وبعض البلدان العربية لحبك المؤامرات والدسائس ضد الثورة الاسلامية والتهديد بالحرب أو شن الحرب عليها، كما حصل إبان عهد صدام حسين. الحرب على إيران فشلت، والعقوبات التي فرضتها أمريكا لم تحقق النتائج المطلوبة والمؤامرات من بعض العرب عليها لم تتكلل بأي نجاح، وكان من المفروض أن يتعلم الأمريكيون وبعض عملائهم العرب أن مختلف سياساتهم ضد إيران رفعت من صلابة القيادة الإيرانية وتماسكها، لكن الأمريكيين لم يتعلموا الدروس ولا يريدون أن يتعلموا، ويلجؤون من جديد إلى العقوبات تارة والتهديد بالحرب تارة أخرى وتجفيف مصادر الدخل المالي.. نعم الأمريكيون عادة يفكرون بعضلاتهم وليسوا بعقولهم.. أما عملاؤهم من بعض العرب فلا يفكرون، وعادة تقودهم أحقادهم ولهذا من الصعب أن يحرز الطرفان الحليفان نجاحاً في محاولاتهم لتحجيم إيران أو عزلها.. أو تغيير نظامها السياسي إلى نظام يعمل شرطياً أمريكياً مثل البعض من عربان الخليج.
نعم من أبرز الأسباب التي أفشلت المساعي الأمريكية في تحقيق غاياتها تنوع الاقتصاد الإيراني وعدم اقتصاره على جانب من دون آخر، فكما هو واضح فإن العقوبات تستهدف بالدرجة الأولى النفط وعائداته بينما إيران لا تعتمد على نحوٍ كامل على النفط بل إن لديها قائمة طويلة من المنتجات المحلية بما فيها الصناعية واليدوية والأهم من ذلك أن الشعب الإيراني سبق وأن واجه مثل هذه العقوبات وأقسى منها ولم تستطع تغييره وتالياً، فإن الشعب والقيادة الإيرانية يمتلكان تجارب سابقة يمكن توظيفها لتجاوز العقوبات الحالية.