الأربعاء , 20 نوفمبر 2024
Breaking News

إيران تحجز مكانها في مجال الفضاء مع الكبار…بقلم محمد الرصافي المقداد

ليس جديدا أن تستعد إيران لإطلاق قمر صناعي إلى الفضاء، فقد دأبت على القيام بذلك العمل الدقيق بنجاح منذ سنوات، متحدية الحصار والعقوبات الأمريكية الظالمة، في حركة علمية أثبتت للعالم أن الشعب الإيراني أهل لرفع التحدّي والإنتصار فيه على أعدائه من قوى الإستكبار، تحت ظلّ قيادته الحكيمة، ومُثبتا في نفس الوقت، أنّ أصْلَ تطوّر الغرب في العلوم وصناعتها، منشؤه إسلامي بالأساس، والتاريخ أثبت ذلك لمن اطّلع عليه وبحث فيه.
جديد السنة القادمة من إيران، يتمثل في إطلاق أربعة أقمار صناعية، متعددة الإختصاصات والقدرات، مما يبيّن بوضوح التطور العلمي والصناعي الإيراني في مختلف المجالات، وفي مقدمته برنامجها الفضائي الطموح، وهو برنامج قادم بخطى ثابتة، قطع مراحل تكللت أغلبها بالنجاح، كافح فيه النظام والشعب الايراني بقدراتهما، من أجل أن يبلغ مصاف الدول المتطورة علميا وتقنيا، فلا يعوزهما شيء من دول الغرب الإستكبارية المعادية للإسلام، وتكون بذلك قد صانت بلادها من الإحتياج لمن غزا الفضاء، ونصب أقماره المختلفة فيه تجسسا على الدّول الآمنة.
وفي هذا الصّدد أعلنت إيران – وعادتها كلّ سنة – بأن أربعة أقمار صناعية إيرانية، دخلت مرحلة الإختبار النهائي، وستكون جاهزة للإطلاق، والإستقرار في المدار الفضائي حول الأرض قريبا، هذه الأقمار هي: “ظفر 2” و “ناهيد 2 و 1” و “بارس 1″، وتخضع كتلة النقل المداري “سامان”، والمحرك الفضائي “آرش” لاختبارات نهائية، وتعتبر هذه الأقمار الصناعية الأربعة، وكتلة النقل المداري للقمر الصناعي والمحرك الفضائي، من أهم الإنجازات التي حققتها صناعة الفضاء الايرانية خلال العامين المنصرمين.
وتُعدّ إيران من بين الدول الكبرى التي تمتلك برنامجا فضائيا فتيّا، سريع النموّ بحسب ولادته، فقد تأسس في 1/2/2004، ومحطّة الفضاء الأرضية الإيرانية، المسمات باسم الإمام الخميني رحمه الله، قائد انتصار الشعب الإيراني في ثورته الإسلامية، التي بنيت بسواعد وعقول أبنائه من مهندسين وعلماء فضاء، نجحت في إطلاق أقمار صناعية خاصة بإيران، وهي بصدد تهيئة الظروف الملائمة والإعداد، لإرسال أربعة أقمار صناعية جديدة، لسدّ احتياجاتها في مجال الإتصالات والإستشعار والتصوير الدقيق.
17 سنة مرّت على بدء برنامجها الفضائي وانجازاتها الظاهرة اليوم، تؤكّد على أن إيران معدودة سادسة في ترتيبها العالمي بعد كل من أمريكا وروسيا والاتحاد الأوروبي والصين والهند، وستكون قريبا ضمن الدول الطامحة لغزو الفضاء بإمكانياتها الذاتية، وستقطع نصف الزمن الذي قطعته الهند في هذا المجال، علما وأنّ برنامج الهند الفضائي بدأ في سنة 1969، بمعنى أن عمره بلغ 52 سنة، تفوّقت فيه الهند على أمريكا وروسيا والصين، في عدد الأقمار التي أطلقتها دفعة واحدة، من قاعدتها الفضائية الأرضية، فقد توصلت بتكنولوجيتها الخاصة، إلى وضع 104 أقمار صناعية في مدراتها بصاروخ واحد، من بينهم قمر جزائري،(1) وهو انجاز لم تحققه أمريكا نفسها، على مدى تاريخها في مجال إطلاق الأقمار الصناعية، وحدا بها الأمر إلى الاعتماد على الهند في وضع أقمار لها في مدراتها.
وفيما يخص الأقمار الإيرانية الأربعة، فقد بدأ صنع القمر الصناعي “ظفر 2” قبل حوالي ثماني سنوات، في جامعة العلوم والتكنولوجيا الإيرانية، وهي النسخة الحديثة من القمر الصناعي “ظفر 1” وتنتظر الإطلاق منذ سنتين، وتبلغ الدقة المكانية لكاميراته 16 متراً، “إن القمر الصناعي “ظفر 2” محلي الصنع بنسبة 95 بالمائة، ومن بين 86 قطعة من المعدات المستخدمة في صنعه، 4 منها متوفرة من الخارج.

أما القمر الصناعي “ناهيد 2 ” فهو مخصص للإتصالات ويبلغ وزنه 100 كلغم وعمره المفيد سنتان وانتهى صنعه أواخر العام الماضي الإيراني، والمهمة الأساسية له هي التركيز على تنمية واختبار التقنيات الهامة، وأما من جملة مهامه الأخرى، فهي اختبار مواقع البث لإشارات الراديو المستقلة، كما له القابلية على استكشاف الإتصالات واختبار الإتصال الهاتفي المتزامن، وقياس مستوى التشعشع، وأحد أهم الأنظمة التقنية في هذا القمر الصناعي المتطور، يتمثل في منظومة تعيين المواقع والسيطرة عليها بمعدل ثبات يبلغ ثلاثة محاور، ودقة تعادل ثلاث درجات RMS ، وهو مزود في كل جهة بمجسات لتعيين المواقع وكيفية أدائها.

مشروع تصنيع القمر الصناعي ” ناهيد 2 ” في الحقيقة تتمة لعمليات فضائية واسعة النطاق، والقمر الصناعي “ناهيد 1 ” مخصص للبحوث العلمية، وتم تزويده بلوحين قابلين للسحب من الألواح الشمسية، ومن المقرر أن ينفتحا وينغلقا في الفضاء بزاوية 90 درجة، بمساعدة المحركات الصغيرة، وأن يتم التحكم في آليتهما أيضًا، أما مهامّه فإتصالاتيّة، وستقوم بتبادل المعلومات مع المحطات الارضية، وهو مزود بكاميرا للاستشعار عن بعد، وبإمكانه أن يحل في مدار حول الأرض، على ارتفاع 250 كم لفترة شهرين ونصف،

إن مشروع إنتاج “ناهيد 1 “وإنتاج الأجيال اللاحقة منه، هو مسؤولية مركز البحوث الفضائية، الذي يتولى مهمة التصميم والتصنيع والإختبار، كما أن جامعة (أمير كبير) تعتبر إحدى الجهات الأساسية التي تقدم الدعم التقني، وتوفير بعض القطعات لهذا المركز، بصفتها جهة مقاولة، إلى جانب جهات مشاركة أخرى، والقمر الصناعي ” ناهيد 1 “، فهو على شكل مضلع مستطيل، يبلغ قطره 80 سم، ونصبت حوله خلايا شمسية، وفيه أيضاً خليتان شمسيتان متحركتان، ووزنه التقريبي 50 كلغم، ويتحرك في مدار بيضوي قطره 250 كم x 370 كم بزاوية انحراف مقدارها 55 درجة.

وفي طريق الوصول إلى سواتل استشعار احترافية وكاملة، يعتبر القمر الصناعي “بارس 1” الخطوة الأولى في تصميم وبناء أقمار الإستشعار، وتم استخدام حمولات مختلفة، ذات دقة متوسطة في هذا القمر الصناعي، لتنفيذ مراحل تطوير التكنولوجيا لمهمة القياس النهائية، وتم تصميم القمر الصناعي “بارس 1” للتصوير التطبيقي، وتطوير سوق بيانات القياس الداخلي، وتطوير واختبار التقنيات الأساسية، لسواتل القياس وأجزاءها الأرضية.

وتتمثل المهام العملية لـ”بارس 1″، في إعداد خرائط بالمقاييس المطلوبة، من الموارد المائية والمناطق البيولوجية، والمراكز السكانية، وفي البعثات الفضائية، يعني الاستشعار عن بعد استخدام تفاعل الموجات الكهرومغناطيسية، مع مختلف الظواهر على سطح الأرض والغلاف الجوي، لدراسة وقياس خصائص تلك الظواهر.

وسيحلق القمر الصناعي “بارس 1” في مدار، على ارتفاع حوالي 500 كيلومتر، وبالإضافة إلى مستشعر التصوير في المنطقة المرئية، بأربعة أطياف من الأزرق والأخضر والأحمر والأشعة تحت الحمراء القريبة، فانه يحتوي على مستشعرات في منطقة الأشعة تحت الحمراء القصيرة (SWIR ، والأشعة تحت الحمراء الطويلة أو الحرارية ( TIR )أو LWIR) ) ، وستكون قادرة على تلبية احتياجات مجموعة واسعة من المستخدمين النهائيين في الدولة.

وتبلغ كتلة القمر الصناعي “بارس 1” أقل من 150 كلجم، وسيتم حقنه في مدار يبلغ ارتفاعه حوالي 500 كيلومتر، ومنحدر مداري 55 درجة، بواسطة صاروخ الإطلاق من نوع سيمرغ، وتشمل حمولات التصوير الثلاث للقمر الصناعي كاميرا MS ، ذات تفكيك مكاني يصل الى 15 مترًا، وكاميرا SWIR بتفكيك 150 مترًا، وكاميرا TIR بتفكيك 300 متر.

أمّا المحرك الفضائي “آرش” فيعمل بالوقود الجامد، هو العنصر الأساس في الإرتقاء بالمدار العملاني للقمر الصناعي، وتم تصميمه وصنعه بعدة نماذج للإنتقال المداري للقمر الصناعي، وتم استخدام التيتانيوم في صنع المحرك، من أجل زيادة نسبة الوقود بالمقارنة مع الوزن الجامد للمحرك، وهي المرة الأولى التي يتحقق فيها مثل هذا الإنجاز في المجال الفضائي بالبلاد…

وكتلة النقل المداري تعد تكنولوجيا خاصة لزيادة ارتفاع مدار القمر الصناعي من 400 -500 كم إلى 7000 كم، وهذا العمل بحاجة إلى محركات قوية جدا، تشكل الطاقة غالبية نسبتها، ويكون الهيكل خفيفا، بحيث يتم استهلاك الطاقة في غالبية فضاء المحرك، والمحرك الفضائي “آرش” قادر على نقل الأقمار الصناعية من المدار 500 كم إلى المدار 21 الف كم.

وبما أن كتلة الإنتقال المداري للقمر الصناعي ينبغي أن تنجز عملياتها في الفراغ، فإنه يمكن القول بأنه تم وبنجاح إجراء اختبارات مماثلة للفراغ على محرك “آرش” للمرة الأولى في البلاد، وفي الواقع من المقرر استخدام هذا المحرك في كتلة النقل المداري “سامان 1″ و”سامان 2” وفي إطار نماذج مختلفة، وكتلة النقل المداري تعد تكنولوجيا خاصة، لزيادة ارتفاع مدار القمر الصناعي من 400 -500 كم إلى 7000 كم، وهذا العمل بحاجة إلى محركات قوية جدا، تشكل الطاقة غالبية نسبتها، ويكون الهيكل خفيفا، بحيث يتم استهلاك الطاقة في غالبية فضاء المحرك، والمحرك الفضائي “آرش” قادر على نقل الأقمار الصناعية من المدار 500 كم إلى المدار 21 الف كم.(2)

ما يمكن التأكيد عليه والجزم به، أن إيران الإسلامية قد حجزت مكانها ضمن الدول الحائزة على تكنولوجيا الاقمار الصّناعية صناعة وارسالا، وقد دخلت كذلك مجال برنامج فضائي باقتدار رغم كل العوائق، إيران نووية لم يعد هنالك شك في ذلك، وإيران فضائية ببرنامجها الطّموح، يشهدان لقوم سلمان المحمديّ، أنهم من سينتصر الله بهم لدينه الخاتم، بقوة الارادة والفكر، وحكمة التسيير، والثّبات على المبادئ.

المراجع

1 – الهند تستعد لتصبح رابع دولة في التاريخ تتمكن من إرسال البشر إلى الفضاء في 2023

https://amp-mc–doualiya-com.cdn.ampproject.org/v/s/amp.mc-doualiya.com

2 – https://nournews.ir/Ar/News/81688

Check Also

الردّ على جرائم الكيان قادم لا محالة…بقلم محمد الرصافي المقداد

لم نعهد على ايران أن تخلف وعدا قطعته على نفسها أيّا كانت قيمته، السياسية أو …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024