تحدث ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان شبكة فوكس نيوز بان بلاده تقترب من التطبيع مع إسرائيل, بالتأكيد لم يكن ذلك محض صدفة بل نتيجة مبادرات تقدمت بها السعودية لحل المشكل الفلسطيني بدءا مبادرة الامير فهد بقمة فاس مرورا بمؤتمر بيروت الذي يدعو الى الارض مقابل السلام ولكن هل قبل الصهاينة ذلك؟ رموا تلك المقررات في سلة المهملات ان لم نقل في وجوه الزعماء العرب واستمروا وبوتيرة اسرع في تهويد الضفة عبر اقامة مستوطنات ولم تسلم القدس من ذلك, وان حل الدولتين لم يعد بالإمكان تحقيقه, السعودية تسير وبخطى سريعة نحو التطبيع منها فتح مجال المملكة السعودية الجوي أمام الطيران الإسرائيليّ. وكذلك مشروع التبادل التجاري بين شرق اسيا واوروبا (مشروع الربط القاري)حيث تستخدم الموانئ الخليجية والاراضي السعودية لعبور المنتجات الى موانئ فلسطين المحتلة أي استفادة الكيان الصهيوني وادخاله ضمن المنظومة ما يعطي الكيان مكانة استراتيجية , من ناحيته قال وزير الخارجية الصهيوني، إيلي كوهين ان الإطار العام لاتفاق لإقامة علاقات بين إسرائيل والسعودية بوساطة أمريكية قد يصبح جاهزا بحلول مطلع العام المقبل وذلك بعد أن أشارت الدول الثلاث إلى إحراز تقدم في المفاوضات المعقدة, أما نتنياهو فانه قال عند التطبيع مع السعودية فلم تعد هناك قضية بيننا والدول العربية .
وبشان السلاح النووي قال لا تحتاج إلى امتلاك سلاح نووي؛ لأنك لا تستطيع استخدامه, لكنه استدرك الامر قائلا بان السعودية ستحصل على سلاح نووي إذا حصلت عليه إيران أولا. الكيان الصهيوني لدية مفاعل نووي ويمتلك اسلحة نووية منذ عقود والوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يسمح لها بالتفتيش بمفاعل ديمونة, ومنذ نشأة الكيان يهدد الامة العربية, لماذا لم تسعى السعودية خلال العقود الماضية الى امتلاك السلاح النووي الا يمثل ذلك تهديدا لوجودها والدول العربية التي تنظر اليها على انها الشقيقة الكبرى لهم. أم ان امتلاك ايران السلاح النووي هو ما يشكل تهديدا لهم؟,ربما السلاح النووي لن يستخدمه أي طرف يمتلكه ولكنه يظل سلاح ردع. وعلى هذا الاساس أي عدم امكانية استخدامه, فلماذا تلوح السعودية بامتلاكه ,أ ليس الاجدر بها ان تنفق او بالأحرى تستثمر اموالها في مشاريع اخرى تدر عليها الربح الوفير؟.ايران ومنذ تورتها تتعرض لأشد العقوبات من امريكا ودول الغرب ولكنها رغم ذلك استطاعت ان تبني نفسها ,دخلت وبمساعدة بعض الدول مجال الصناعات الحربية برية وجوية وبنت لنفسها هيبة واصبحت دولة اقليمية لها وزنها ,ترى ما الذي منع ويمنع دول الخليج وبالأخص السعودية على انشاء الصناعات العسكرية فهي تمتلك المال ولديها او لنقل بإمكانها اعداد الخبراء في مختلف المجالات بمساعدة الدول الاخرى ,لتكون للدولة هيبة وبالتأكيد سينعكس ذلك على امتنا العربية, إلى متى تظل السعودية وغيرها تنفق الاموال لأجل شراء الاسلحة المختلفة والتي تكلف خزينة الدولة المليارات من العملة الصعبة وفي النهاية بضع طائرات مسيرة للحوثيين ذات الصناعة الايرانية استطاعت ان تطال المواقع الاقتصادية بالمملكة ولم تستطع صدها بينما وقف الصديق الامريكي متفرجا.
ألم تهن امريكا ورئيسها ترامب الدول الخليجية وفي عقر دارها, بان عليهم ان يدفعوا ثمن مساعدة امريكا لهم ولولاها لما بقي الحكام في مناصبهم لأكثر من اسبوع على اقصى تقدير, كنا نعتقد ان انعطافه السعودية نحو الصين وروسيا جاء لأجل وضع حد لاستهتار الغرب بدولنا واستفادته من امكانيتنا, ولكن ومع مرور الوقت تبين لنا ان تلك الانعطافة ماهي الا نوع من الزعل ليس الا, تداركته امريكا ورجعت المياه الى مجاريها وبوتيرة اسرع..
لا شك ان التطبيع الرسميّ الفلسطينيّ عبر اتفاقية اسلو وغيرها والتنسيق الأمنيّ مع الاحتلال وموافقة السلطة المُعلنة والضمنيّة على التطبيع الرسميّ قد قدم اوراق التوت لبعض الانظمة العربية والأفريقية, التي كان جلها قد قطع العلاقات خلال ثمانينات القرن الماضي مع كيان التمييز العنصري المغتصب لفلسطين لتغطية تطبيعها وخيانتها لشعب لا يزال يرزح تحت نير الاستعمار بشتى اصنافه وان ارسال السلطة بعض رجالاتها الى السعودية لأجل الحصول على بعض المكاسب قبل تطبيعها لن يكون ذا جدوى ,وان عليها فك الارتباط او التحلل من الاتفاقيات المذلة والاعتماد على شعبها في تحرير الارض المغتصبة وان حل الدولتين ما هي الا كذبة اريد بها تضييع الوقت لقضم المزيد من الاراضي. .
تقول المصادر بان (اتفاقيات أبراهام), ساهمت في رفع نسبة المبيعات الإسرائيلية للسلاح الى الدول العربية والإفريقية المطبعة بنسبة فاقت 30 بالمائة، وذلك منذ بداية العام الماضي ، ما يعني بأنّ دول المنطقة ستدخل في حروب بينية وان حكوماتها ستخصص الجزء الأكبر من الميزانية لشراء الاسلحة, اضافة الى انها ستدفع بأبنائها الى اتون الحروب العبثية, فتسيل الدماء وتحدث العداوة بين ابناء الامة الواحدة وتفقد سيادتها بسبب التدخل الخارجي.