يفرض الشعب اليمني حضور بلده الفريد كما هو عبر التاريخ عقدة انكسار غزوات المستعمرين ويجدد ابداع المقاومة التي هزمت من قبل عتاة الاستعمار العثماني والبريطاني اللذين فشلا في اخضاع الحفاة من محاربي الجبال الأشداء المتمسكين بترابهم الوطني وبهويتهم العربية والمستعدين لبذل التضحيات النفيسة في سبيل تحررهم وصد نير الاستعباد الاستعماري
تلبست حرب الابادة ألف قناع وسخرت في هذه الغزوة الاستعمارية الصهيونية الرجعية الدموية والمتوحشة احدث منتجات الغرب الاستعماري من أجهزة القتل وأدوات الابادة وتم اختبارها بأجساد النساء والأطفال والشيوخ في المدارس والأسواق والمعامل والمساجد وقاعات الأفراح والمآتم ورافقت عدة القتل الجماعي آلة التضليل والكذب العالمية التي فضحها العدوان الاستعماري على سورية.
هذه الحرب تقودها الإمبراطورية الأميركية مباشرة واليمن يربض على ثروة خرافية من الغاز والنفط والاستئثار بها يبيح للمستعمر الغربي سفك الدماء لإخضاع شعب حي مقاوم.
اليمن في الجغرافية يمتاز بشاطئ ممتد لمئات الكيلومترات على مفارق الممرات البحرية الأهم في العالم لأساطيل التجارة ولناقلات النفط بين الغرب والشرق.
اليمن هو الموقع الجغرافي المتحكم بفرص الوصول الاستعماري الى أفريقيا في سباق القوى العظمى المستعر على الأسواق والموارد الأفريقية الهائلة والمثيرة.
واليمن بؤرة شاسعة من التعاطف مع شعب فلسطين من زمن بعيد وفيه قابلية تاريخية للتحول الى قوة منخرطة في اي مقاومة جدية لتحرير فلسطين وبيد اليمنيين خناق الصهاينة في باب المندب وممرات كثيرة قد تصل بالسلاح الى الضفة وغزة وعمق فلسطين واليمنيون هم بالسليقة خبراء المسالك البرية الوعرة من قرون وهم صيادو المحيطات والبحار وخبراء ركوب الموج العاتي بزوارق صغيرة.
وثمة الكثير مما يكشف الحصة الصهيونية الكبرى في تلك المجزرة المستمرة.
اما الرجعية العربية بحكوماتها التي يحركها الحلف الأميركي الصهيوني فهي لم تشترك في العدوان فقط اخلاصا لسيدها الامبريالي الغربي او لتكريس تحالفها مع اسرائيل بل لأن انتصار اليمن وتحرر اليمن واستقلاله سيعني قيام قوة عربية جبارة في الخليج ستكون بخصائصها الجغرافية والسكانية وبثرواتها الضخمة قادرة على انتزاع الموقع الاقليمي الاول بلا منازع من المملكة السعودية وتعيد رسم الخرائط السياسية والاقتصادية في المنطقة كلها.
المذبحة تلو المذبحة في اليمن وحرائق متواصلة وخراب يتوسع ويصر اليمنيون على تطوير مقاومتهم التحررية وتجذير صمودهم ويبدعون في تطويع المستحيل.
اربع سنوات من القتل والحصار والتجويع والشعب اليمني العظيم يظهر قدرة جبارة وأسطورية على الصمود والتضحية مع قيادة مقاومة فتية تأبى الخضوع والاذعان للقتلة واللصوص الدوليين وشركائهم ومقاوليهم ووكلائهم جميعا.
فضح الصمود اليمني الجبروت الأميركي الصهيوني والتجبر السعودي الخليجي.
عرى صمود اليمن اكاذيب عديدة صدقها كثيرون بيننا عن حقوق الانسان والمنظمات المدنية غير الحكومية المهتمة بقضايا النساء والاطفال والفقراء وضحايا الحروب فسقط القناع بصمت الجبناء عن جرائم جزاري العدوان على اليمن وسقطت كذلك اقنعة سياسية كثيرة واخطر ما سقط مرة أخرى هو قناع الاعلام الباحث عن الحقيقة والمتعاطف مع الضعفاء والضحايا وقد سيق عبدا في نخاسة نفط ودماء وخراب.
دروس يمنية للعالم كله ينبغي استخراجها وتعميمها اكراما لأرواح نبيلة وشجاعة يبذلها أبطال اليمن دون تردد.
قال العديد من المعلقين الأميركيين ان اليمن هي فيتنام السعودية وهي في الواقع فيتنام اميركا وجميع عملائها في العالم والمنطقة والهزيمة التي سيلحقها اليمنيون بحلف العدوان المجرم سوف تعجل في نهاية الهيمنة الاستعمارية الصهيونية الرجعية كمنظومة تسيطر على منطقتنا العربية كلها.
الشعب الذي يقاتل أبناؤه حفاة في الجبال الوعرة يتقن ابناؤه كذلك صناعة الصواريخ الحديثة واستخدامها وثمة الكثير مما سيصنعه اليمنيون لأمتهم العربية والعالم وهم يشقون دروب التحرر الدامية والمشرقة لوطنهم العظيم.