أيامٌ قليلة تفصلنا عن موعد الإستحقاق الدستوري الرئاسي في سوريا , والذي يأتي طبيعياً في سياق الحياة الدستورية للبلاد , والذي يعتبر حقٌ سيادي للشعب السوري المسؤول والمعني الوحيد بتحديد مستقبل بلاده بنفسه , ولا يحق لأحد سواه التدخل فيه.
إن إقامة الاستحقاق الرئاسي وفي موعده , هو بحد ذاته يشكل انتصاراً سورياً جديداً يضاف إلى سجل الإنتصارات التي حققتها الدولة السورية شعباً وجيشاً وقيادةً في مواجهة قوى الشر التي تكالبت عليها من خلال الحرب الكونية , كما يأتي الإستحقاق ليؤكد فشل وهزيمة المشروع الصهيو- أمريكي وكافة دول العدوان على سوريا ومجاميعها الإرهابية وتنظيماتها القاعدية , التي حاولت على مدى السنوات العشر الماضية تمرير مخططاتها الجهنمية وفرض إرادتها على الشعب السوري والتحكم بحاضره ومستقبله ومصيره.
– الإستحقاق الرئاسي في سوريا بعيون سورية …
وينظر السوريون للإستحقاق الرئاسي بكامل البهجة والعنفوان والكبرياء , يترقبون موعده على أنه عرسٌ وطني بإمتياز , يتوج إنتصاراتهم كدليل على بقائهم وقيادتهم وجيشهم , ويكلل صمودهم الإسطوري , ويضع بصمتهم في رسائل إلى العالم والأمم المتحدة وإلى حكومات وشعوب الأرض قاطبةً , ولسان حالهم يؤكد , بأننا كنا ولازلنا وسنبقى راسخون على أرضنا كجبالنا , وسنتابع ما لنا وما علينا شأننا شأن كل الدول السيدة الحرة المستقلة الموحدة القادرة على تطبيق دستورها والمضي قدماً على طريق مستقبلها الباهر الذي حاولت قوى الظلام والغدر العالمي منعه وحرمانها منه , لتبدو دولةً فاشلة ممزقة غير قادرة وقابلة للحياة.
ويرون فيه نقطة الإنعطاف التي ستجبر العالم على الرضوخ لإرادة الشعب السوري وخيارته الديمقراطية , وستجبرهم على وضع الحد لحربهم الكونية الظالمة اللا أخلاقية غير المبررة .. وأنه بات عليهم إحترام قرار الشعب السوري وخيارته التي ستكون دليلهم على دروب البناء والنهوض وإعادة الإعمار, وتزيل كافة العراقيل والتي وضعها أعداء سوريا ذرائع أمام الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية السورية.
كما يرون فيه مناسبة للتعبير عن حبهم وولائهم لقيادة الرئيس بشار الأسد الذي لطالما جسد تطلعاتهم وطموحاتهم وهو الذي قادهم بثباتٍ وإصرار في مواجهة الإرهاب الدولي .. وسيؤكدون من خلال الإستحقاق إيمانهم به كبطلٍ للحرب على الإرهاب والغطرسة , وبطلاً للسلام الذي به يرغبون ويتطلعون إليه من خلال رؤيتهم وبوصلتهم وثوابتهم مبادئهم السورية البحتة التي قاتلوا لأجلها وانتصروا لها.
ويعتبر السوريون أن الإستحقاق هو واجب وطني وقومي , ويرون فيه مناسبةً لتحدي الضغوط الأجنبية المعادية التي حاولت على الدوام ثنيهم عن أداء حقوقهم وواجباتهم الوطنية والدستورية تحت مبررات وعناوين زائفة , ودفعهم من خلال الترهيب الإقتصادي والحصار والتجويع للقبول بالإستسلام للمخططات الخارجية وزيف وعودها وأوهامها.
كما يضع السوريون ثقتهم بأن الإستحقاق سيشكل الضربة القاضية للبروباغندا الغربية التي تذرعوا بها لغزو العقول قبل الجغرافيا , وادعوا من خلالها حمايتهم للشعب السوري وبجلب الحرية والديمقراطية إليهم ..
– الموقف الأمريكي من الإستحقاق الرئاسي السوري …
إذ يلخص ويختزل الموقف الأمريكي كافة مواقف الدول التابعة والتي تدور في فلكه وتحت أمرته , وهو موقفٌ سياسي عدائي , يتماشى مع فلسفة العدوان على سوريا , والذي تحاول من خلاله تبرير حربها القذرة وتواجدها اللا شرعي على الأراضي السورية ومخططاتها الدنيئة .
ففي منتصف شهر اّذار الماضي , دعت سفيرة الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي إلى عدم الانخداع بالانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا، وبأنها “لن تكون لا حرة ولا نزيهة”، وأنها “لن تُكسب نظام الرئيس بشار الأسد أي شرعية” .. وأصدروا بياناً مشتركاً دعا فيه وزراء خارجية أمريكا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا أن دولهم “لن تتخلى عن الشعب السوري” وتدعو إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية.
كم يبدو من السخيف أن يتحدث الأمريكيون وغيرهم عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان , والعالم يرى ركبة الشرطي الأمريكي تخنق جورج فلويد , وبندقية اّخر تردي الناس قتلى في الشوارع بداعي إختلاف لونهم أو عرقهم , فيما انتهت الإنتخابات الأمريكية الأخيرة على وقع التزوير والتلاعب بصناديق الإقتراع , وبعدم القبول بنتائج الإنتخابات , وبالكاد تمت السيطرة على الفوضى قبل أن تتحول إلى حرب أهلية وبإمتياز.
في حين أن العروش الخليجية تعد السوريين بديمقراطيةٍ لم يسمع بها الخليجيون من ذي قبل! , في حين أن الإنتخابات الأوروبية خاضعة بالمطلق لإرادة الصهيونية العالمية , ناهيك عن تزوير الإنتخابات التركية , والتي تجري أصلاً تحت سطوة سلاح الديكتاتور أردوغان واستخباراته…
في وقتٍ يتناسى فيه العالم أن سوريا هي مهد الحضارات , وأعرق بلاد المعمورة , ومنها إنطلق الحرف والفكر والثقافة والحضارة لتصل إلى كافة أرجاء العالم .
الوسومالانتخابات السورية ميشيل كلاغاصي
شاهد أيضاً
ألمانيا تدفع ثمن أخطائها الإستراتيجية من غزة إلى أوكرانيا…بقلم م. ميشال كلاغاصي
لطالما دعيت بالمحرك الأوروبي بفضل صناعاتها التي ضمنت لها مكانةً إقتصادية هامة, وقوةً عسكرية لا يستهان بها, استطاعت من خلالها رسم حكايتها مع التاريخ القديم والحديث, هي ألمانيا التي خاضت حروبها العالمية وكادت...