الإثنين , 23 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

التقدم الى الخلف…بقلم د. اسامه إسماعيل

تابعت باهتمام الاحداث الجارية والتعليقات المنشورة والتي نالت اهتمام الجميع بعد اعادة اسر الابطال الفلسطينيين الاربعة، واهتمام المسؤولين الاسرائليين بالتغطية الاعلامية علي الساحة الدولية لتبرير خيبتهم ؛ واضافة الي الزيارة رفيعة المستوي للقاء الرئيس المصري لفتح ابواب الحوار التي اضحت منهكة من كثرة فتحها واغلاقها.

حيث شهدنا في العقود الأخيرة مبادرات دولية ومشروعات سياسية تحاول حلّ القضية الفلسطينية واخرها ما عرضوه من خلال حزمة تسهيلات بمنهج اقتصادي، في ظل مقولة إننا لو استطعنا أن نرفع من مستوى معيشة الشعب الفلسطيني، وأن نُغدق عليه بالسلع والخدمات، وأن نُحدث حالة من الانتعاش الاقتصادي للأرض المحتلة، فإن ذلك قد يكون بديلاً عن المطالبة بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها في القدس.

وهذا تفكيرٌ معوّجٌ، ولا يعكس الواقع على الإطلاق، لأن الشعب الفلسطيني بطبيعته وبعد سنوات طويلة من تضحيات جسيمة لا يقبل بغير حقوقه السياسية، ولا يتصوّر أن يكون هناك حلّ اقتصاديّ يمثل بديلاً عن حقوقه الشرعية في أرضه ودولته، ولقد بدأت بوادر ذلك بقوة نتيجة الرفض الفلسطيني الشديد لصفقة القرن سابقا والحديث عنها باعتبارها آخر محاولة لتصفية القضية الفلسطينية.

رغم كل هذه الملاحظات السابقة، فإننا ندعو إلى دراسة مُتأنية لبعض النقاط القليلة في الصفقة، وفي مقدمتها تبني حلّ الدولتين، وإمكانية إعلان عاصمة للدولة الفلسطينية في جزءٍ من القدس، ولو كان في أطرافها، فضلاً عمّا تضمنته الصفقة من إمكانية إيقاف الاستيطان لعدة سنوات تستغرقها المباحثات بين الجانبين لحل تلك المشكلات التي اتسمت بالشائكة واولها موضوع الاسري في ظل التحام أرضي بين الضفة وغزة في الدولة الفلسطينية المنتظرة.

لكننا تعوّدنا دائماً من إسرائيل كثيراً من الوعود البراقة، خصوصاً عندما تضع السُّم في العسل، وتلاعب مشاعر الشعب الفلسطيني، بما لا يتحقق، محاولة إجهاض ثورته الوطنية، ونضاله الكبير تحت مُسميات جوفاء وعبارات مرحلية.

إما تلك المبادرات الصبيانية الواهية فلا نتوقّع لها أن تكون حلاً لقضية شعب فقدَ وطنه، واحتلّ آخر أرضه بدعوى وجود دولة يهودية تستقطب يهود العالم، ودولة فلسطينية لا مانع أن يكون (حق العودة) إليها وحدها من أبناء الشعب الفلسطيني في الشتات.

إن القضية أكبر من ذلك كله، ولن يتحقق السّلام بغير إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في أرضٍ ووطنٍ وعاصمة في القدس بمباركة اشقائنا الشرفاء من الدول العربية والاسلامية

شاهد أيضاً

وبالمناسبة… هكذا يولد النصر…بقلم د. أسامة إسماعيل

تمر أيام (العدوان) الصهيوني على (فلسطين) محملة بمزيد من الألم والقهر نتيجة ما لا يمكن …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024