بقلم: مباركة البراهمي |
ان المعارك النبيلة.. لا تقاس بالنتائج السريعة.. بل يُستمدّ نبلها من الصبر فيها وطول النفس.
كذلك المعارك مع أعداء الشعوب والإنسانية.. هل انطفأت جذوة المقاومة ضدّ للعدوّ الصهيوني مثلا رغم قلّة قوى المقاومة؟ أم أن التحالف الامبريالي الصهيوني الرجعي العربي كسر شوكة المقاومة؟
أبدا.
وما شاهدناه بالأمس القريب من رعب تملّك الصهاينة – وأسلحتهم بين أيديهم-،، جعلهم يوقنون أن عقل المقاومة وسواعدها أقرب إليهم من حبل الوريد.
كذلك نحن هنا في تونس…
طيلة أيام مناقشة ميزانية الدولة لسنة 2019.. انتقل الصراع صارخا وحادّا بين القوى السياسية المدافعة عن الشعب التونسي والقوى المعادية له إلى داخل البرلمان في غرف اللجان وقاعة الجلسة العامّة.. بين من يتبنّى قضايا التونسيين ومن يتبنّى قضايا البرجوازية وكبار رجال الأعمال.
الليلة… سيتمّ التصويت على الميزانية بأغلبيّة تُريح كبار اللصوص الذين تسلّل العديد منهم إلى مجلس النواب مدافعا عن مصالحه.. ومُطوّعا القوانين على مقاسه ومقاسات أمثاله. في كلّ مناسبة يتحيلون فيها على الشعب التونسي… إلّا ويرفعون النشيد الرسمي.. “فلا عاش في تونس من خانها”.. يرفعونه بنبرة تقطر سخرية واستهزاء من الشعب الذي فوّضهم… فخذلوه… ونصرهم… فهزموه… ومنحهم الثقة… فغدروه.
لذلك… نحن في معركة نبيلة… بل في أمّ معارك النبل التي لن ننتظر نتائجها اليوم… بل سنُراكم كما راكم آباؤنا نضالهم ضدّ الاستعمار الفرنسي بالوسائل البدائية…. سنواصل… ونواصل التصدّي لوكلاء الاستعمار و ممثّلي النظام الرأسمالي المتوحّش في بلدنا.
وسنظلّ ندافع عن حقّ شعبنا العزيز… عن غذائه… ودوائه.. وعن صحته.. وتعليمه.. عن حق الشباب في الشغل والتفكير والأبداع… عن تونس الجميلة التي ارتوت بالدماء الغالية.. ولن نتوقّف..
ولن نتردّد..
ولن ترتعش أيادينا.
نحبّ شعبنا… ونتفهّم القصور في فهم خُبث نوايا أحزاب الأغلبية التي فوّضها في صناديق الاقتراع.
سبعون عاما مرّت على احتلال فلسطين…. ولم يستسلم الصادقون…ومن مقاومة هذا الشعب وصموده… نستمدّ النفَس الطويل لمقاومة عصابات اللصوص وأعوانهم في تونس.