الثلاثاء , 26 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

بقلم محمد ابراهمي: ثورة الشجعان يركبها الجبناء..

بقلم محمد ابراهمي

أعتقد ﺃﻥ ﺛﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻗﺪ غرقت ﺃﻗﺪﺍﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺭﻛﺎﻡ ﻫﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ تحصى ولا تعد ، ﺳﻮﺍﺀ ﺑﺴﺒﺐ ﺩﺧﻮﻝ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺩﻭﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ موجة الربيع العربي ﻟﻀﺮﺏ ﻫﺬا المسار ﻭﺗﺨﺮيبه ﺑﺄﻱ ﺛﻤﻦ، ﺃﻭ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﺍﺭﺗﻜﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﻌﺪﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﻌﺪ الثورات العربية و سوء الإدارة و الفشل العميق ..
تونس كانت منطلق الربيع العربي أو كما يسميها البعض الثورات العربية ، التي إقتلعت الدكتاتورية و أعادت الحرية للشعوب المنتفضة أو الثائرة ،
ومن هذا المنطلق و بما أني “إبن” هذا البلد مهد الثورات و خاصة وأني “إبن” سيدي بوزيد شرارة الثورة و فقط كلمة 17 ديسمبر تكفي ليعيد التاريخ نفسه و يسجل هذا اليوم في ذاكرة كل عربي أو كل شعب ذاق طعم الحرية و ثار على عرش الطغيان و أزاحه من كرسيه إما مطرودا أو تنحيه أو فقد حريته و ربما تكون هذه عبرة لكل من يعبد الكرسي و ينسى شعبه او يدوس على كرامته و يقمع حريته فتكون نهايته على يد شعبه.. كما قال أسد العروبة “صدام حسين” :” أنا ستعدمني أمريكا.. أما أنتم ستعدمكم شعوبكم”..
الطمع الداخلي و الإنتهاز الخارجي أجهض الربيع العربي بالثورة المضادة و الركوب على أحداثها ..
فمصير الثورة المضادة حتما سيعيد ثورة جديدة و ربما أشد من سابقتها لأن قبل الثورة قمع للحرية و الآن إنتهاز و مصالح شخصية ضيقة و تدهور عميق لكل الأوضاع و في كل بلدان الربيع العربي …الشعوب العربية أرادت الحرية فآستجاب القدر و لكن الطمع السياسي أعمى بصيرة هواة السياسة و يجرهم للمجهول … هاته ليس ثورة كما تمناها الشعب و للأسف الجياع يصنعون ثورة و الجبناء يركبون عليها ..
فاﻟﺜﻮﺭﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻲ ﺍﻷﻓﻀﻞ وإحترام حرية الشعب ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻩ ﻭﺃﻣﻨﻪ، ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﺎﺩ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ الشعب وانجاز إستحقاقاته من الحرية و العيش الكريم ..فالثورﺓ ﻗﺎﻣﺖ ﺿﺪ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ و الحكم الظالم و التهميش و التفقير..إلا أنه و للأسف لم يتغير شيئ أو بل تأزم الوضع السياسي و تدهور الإقتصاد في حين أن الشعب يدفع الضريبة غالية بالزيادات العشوائية و غلاء المعيشة مقابل البطالة و التهميش و اللامبالاة بالطبقة المهمشة، و أرى انه حان الوقت لوقف غليان الشعب فهو قنبلة موقوتة و أتقوا ثورة الجياع .. و لا شك ان أغلبية الشعوب الثائرة لم تعد تعرف هل الثورة نقمة أم نعمة ؟
فالشعب نجح في القيام بثورة ثم فشل في إختيار من يقود البلاد لبر الأمان فالسياسات المتعفنة التي طغت عليها المصالح الضيقة أصبحت هاجسا يطارد الشعب و لا يعلم متى يخرج من عنق الزجاجة إلى الحرية التي يبحث عنها ؟؟
و الأسوء عزوفه عن الحياة السياسية من جراء عودة الفساد و تغوله و إستهداف الطبقة المهمشة وإثقال كاهله مقابل إستنزاف ثروات البلاد لاجندات خارجية دون رقيب و بدون مقابل ،
فاﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﺭ ﻣﻜﺮﻫﺎ ” ﻋﺒﺪﺍ ” ﻣﺄﻣﻮﺭﺍ ﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻋﺎﺟﺰﺍ ﻛﻠﻴﺎ ﻋﻦ ﺃﻱ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺃﻭ ﻗﺮﺍﺭ ﻓﺮﺩﻱ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ يتصارع فيها الساسة على المناصب و إقتسام ما تبقى من ثروات البلاد و هي أساسا ثروات الشعب المستعبد في أرضه..
فلا تنتظروا التغيير ليأتي وحده بل مارسوا حقوقكم الإنتخابية و إختاروا #بديلا_لتونس
فالحقوق تفتك و لا تهدى

 

شاهد أيضاً

#تونس : من سيستفيد من “معركة كسر العظام”.. !؟

 بقلم: الناشط_السياسي محمد البراهمي | إلى أين تسير تونس؟ وهل سيتوصل الفرقاء السياسيين إلى حل …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024