رغم ان العالم يرى مسرحيات الرئيس الامريكي “دونالد ترامب” في دعاياته الاقتصادية، الا ان الولايات المتحدة الامريكية تعيش في حالة من الانهيار الاقتصادي.
و الولايات المتحدة، التي تدور رحى الحرب التجارية لحمايتها وبعض التغييرات الجذرية في البلاد من ضمنها قانون ترحيل المهاجرين لحل أزمة البطالة تكشف الكثير من كواليس الاقتصاد.
كما كشف معهد التمويل الدولي سابقاً عن تقديرات لحجم الديون العالمية ، مؤكدًا أنها وصلت إلى مستوى قياسي خلال الربع الثالث من العام الماضي ، إلى نحو 233 تريليون دولار ، بزيادة 16 تريليون دولار عن نهاية عام 2016 .
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، في يناير 2018م، تشمل الديون العالمية، التي يرصدها المعهد في تقرير دوري تحت عنوان مراقب الديون العالمي، كلا من ديون الحكومات والشركات المالية وغير المالية بجانب ديون الأسر.
وتتجاوز الديون العالمية قيمة الناتج المحلي الإجمالي لأكبر مائة اقتصاد في العالم. وتقع الولايات المتحدة على رأس هرم الديون العالمية، ويأتي في المرتبة الثانية المملكة المتحدة التي لديها ديون بقيمة 7.9 تريليون دولار، وفي المركز الثالث فرنسا التي تصل ديونها إلى 5.4 تريليون دولار، ثم ألمانيا بقيمة 5.1 تريليون دولار، وهولندا بقيمة 4.3 تريليون دولار.
وافاد “بيتر شوايزر” في كتابه الجديد تحت مسمى “امبراطوريات سرية” بأنه كيف تخفى النخبة السياسية الامريكية الفساد، وهو الكتاب الذى يصفه المراقبون بالقابل للانفجار, وكعادة المؤلف يكشف من جديد النقاب عن المزيد من الحقائق السرية من داخل عالم الفساد الأشبه بعالم المافيا كما يصفه , والمتورط فيه بعض أبرز السياسيين الامريكيين واكثرهم تأثيرا فى السياسة الامريكية لعقود, ويسرد فى كتابه الجديد كيف استشرى فساد هؤلاء النخبة الامريكية لتؤسس عائلاتهم امبراطوريات مالية سرية تحقق مكاسب لا يمكن تخيلها استنادا فقط على موقع هؤلاء السياسيين داخل الإدارات الامريكية المتعاقبة, الكتاب الذى صدر منذ أسابيع قليلة يهدد فعليا بإشعال غضب الكثيرين من الامريكيين, الذين كما يؤكد المؤلف دائما, سوف يعرفون المزيد عن الصفقات التى تدار باستغلال اموال ضرائبهم.
يبدو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معزولا أكثر فأكثر بعد تخلي محاميه السابق مايكل كوهن عنه وتعاونه مع فريق المحققين الفيدراليين. عزلة الرئيس ترامب تتجلى في الملاحقة القضائية للمقربين منه، ومن ضمنهم بول مانافورت مدير حملته الانتخابية السابق وانتقادات حادة توجهها إليه الصحافة الأمريكية. لكن ترامب لجأ لسلاحه المفضل فشن “حربا كلامية” ضد أعدائه السياسيين ووسائل الإعلام، ليدافع عن منصبه بدعوى المصلحة العامة و”عافية” الاقتصاد الأمريكي.
اعتبر الرئيس الأمريكي أن الحفاظ على نشاط الأسواق المالية في الولايات المتحدة رهين ببقائه في السلطة. وصرح خلال لقاء تلفزيوني مع قناة “فوكس نيوز”: أقول لكم إنه في حال تم عزلي، أعتقد أن الأسواق ستنهار. أعتقد أن االجميع سيصبحون فقراء جدا”.
بشعار “أميركا أولاً”، اتخذ الرئيس دونالد ترامب على مدى 8 أشهر قرارات جمركية وتجارية هزّت العالم ووصلت الشكاوى منها إلى منظمة التجارة العالمية، لكن إجراءاته غير المدروسة بإحكام تلحق أضراراً بالغة أيضاً بالاقتصاد الأميركي الذي كان هدفها أن تحميه وذلك بحسب منتقديه.
من انحسار النمو وتقويض حجم التجارة، إلى الإضرار بشركات الشحن، وإيذاء المحاصيل الزراعية الأميركية والقطاعات الصناعية المحلية، والموجات المتتالية لتسريح آلاف العمال وبالتالي مفاقمة أزمة البطالة، حاول موقع “بزنس إنسايدر” الأميركي المختص بالشؤون المالية والاقتصادية، رصد الجوانب السلبية لسياسات الرئيس الأميركية على اقتصاد بلاده.
وافادت مجلة “The American Conservative” في نوفمبر 2018م، أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية يمكن تؤدي لحروب “غير قانونية” ستكون لها عواقب وخيمة على البلاد، لذلك تحتاج واشنطن لإعادة التفكير بسياساتها من أجل المحافظة على البلاد وإعادة تقييم المصالح الوطنية.
تحدثت هذه الجملة مجلة الأمريكية في مقال نشرته، عن خطورة تعجرف السياسة الأمريكية، الأمر الذي يهدد بانهيار كبير للبلاد.
وجاء في المقال بأن عجز الميزانية الفيدرالية الأمريكية في الوقت الحالي وصل لـ800 مليار دولار، ويقترب الدين القومي من 22 تريليون دولار، وهو ما يعتبر بحسب المجلة أكبر مبلغ من الديون الحكومية في تاريخ البشرية.
ومع الأخذ بالاعتبار وجود العديد من الدول الفقيرة في العالم مقارنة بالولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن أمريكا مهددة بشكل كبير بانهيار اقتصادي.
هذا الأمر يجادل فيه ويرفضه الكثيرون من الاقتصاديين الأمريكيين في واشنطن، حول استحالة إفلاس أمريكا. وبحسب رأيهم، فإنه من الناحية النظرية تستطيع البلاد طباعة العديد من الدولارات لسداد ديونها.
إلا أن التضخم الناجم عن الديون سيحرم الدولار من قيمته، الأمر الذي سيؤدي لإغراق السوق العالمي بالعملة الأمريكية.
وأضافت المجلة بأنه عندما يتوقف العالم عن الاعتقاد بقدرة الولايات المتحدة على سداد ديونها، أو عندما تصبح أسعار الفائدة على الدين العام مرتفعة بشكل كبير، ستضطر واشنطن إلى خفض ميزانيتها بشكل كبير، الأمر الذي سيدفع الإمبراطورية نحو الانهيار.
وذكر المقال بأن منطق المحافظين الجدد قائم على دور الولايات المتحدة في إنقاذ العالم من الشر، وبأن الديون هي الأمر الوحيد الذي من الممكن أن يشكل عائقا أمام الجيش الأمريكي.
وبحسب المقال، فإن المحافظين الجدد يخوضون حربا بتريليونات الدولارات لإعادة بناء الإنسانية على الصورة التي ترغب بها الولايات المتحدة.
وتابع المؤلف قائلا بأن هذه الغطرسة المتعجرفة ستؤدي للموت، وبأن الحروب التي تخوضها أمريكا، المعلنة منها والسرية، تؤدي لزعزعة استقرار العالم، وبأنه يجب إعادة الجنود الأمريكيين الموجودين في العالم إلى بلادهم، ويجب
أن يكون ذلك بقرار أمريكي أفضل من أن يكون بقرار من أصحاب الأموال والاقتصاد.