تونس على كف عفريت…عشر سنوات عجاف!!

. بقلم: #الناشط_السياسي محمد البراهمي |

مناخ عام متوتر تعيش على وقعه البلاد حيث الكل يهاجم الكل و المتأمل في المشهد السياسي التونسي اليوم يلاحظ حالة غير مسبوقة من التعفن في الحياة السياسية مما ينذر بأزمة مفتوحة على كل الاحتمالات،وحتى الآن لا توجد بوادر انفراج في الأزمة و البلاد غير قادرة على تحمل مثل هذه الهزات السياسية في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية وبائية غير مسبوقة..

 

في قراءة للمشهد السياسي ، لايزال الاستقطاب على أشده بين مكونات المشهد السياسي في ظل ان البلاد رهينة هذا الصراع العقيم الذي لم يخرج ولا أفق لنهايته بل نرى أزمة سياسية حادة و عميقة منذرة بانهيار سياسي كبير يتبعه انهيار اقتصادي واجتماعي أكبر.. و لاشك وان البلاد كانت تعيش قبل أزمة كورونا صعوبات اقتصادية و اجتماعية و كان هناك أيضا مجموعة من الاستحقاقات جعلت فئات اجتماعية عدة تحتج و ذلك نتيجة ضعف في النمو و تعطل التنمية بالجهات الداخلية اضافة الى تنامي الفوارق الاجتماعية.. قبل جائحة كورونا، الحكومات المتعاقبة قطعت عدة وعود أبرزها وضع حد للتشغيل الهش و إعادة الدور الاجتماعي للدولة، نظرا وان أن جائحة كورونا خلفت كارثة اقتصادية و قابلتها الحكومة الحالية بإجراءات غير مجدية من الناحية الاجتماعية و الاقتصادية و هذا ما جعل الفوارق الاجتماعية تتنامى و الفئات الفقيرة و الهشة كانت الأكثر تضررا من تداعيات الأزمة.، مما أدى الى ظهور تحركات اجتماعية في مختلف المناطق و هذا يؤكد تنامي المطالب الشعبية يوما بعد يوم، و لاشك وان ضعف التعاطي الحكومي في التعامل مع هذه الاحتجاجات و غياب التنسيق مركزيا و جهويا و محليا خلق ارتباكا كبيرا لدى أجهزة الدولة جعل الحراك الاجتماعي يتطور أكثر فأكثر و سلبية الحكومة في التعامل مع هذه التحركات قد يؤجج الأوضاع أكثر في قادم الأيام.. و يبدو أن قدر حكومة المشيشي هو مجابهة الأزمات واحدة تلوى الأخرى فبعد أزمة جائحة كورونا و التداعيات الخطيرة التي رافقتها هاهي اليوم تواجه وضعا اجتماعيا في قمة الاحتقان و قابل للانفجار في أية لحظة مما قد يجعل هذا الخريف ساخن للغاية بسبب التحركات الاحتجاجية.. ،

 

الشعب التونسي أصيب بحالة من اليأس والإحباط من أداء الحكومة ووعودها بتحقيق الإصلاح، في ظل تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مما يتطلب تغيير النهج السياسي القائم وتحقيق الإصلاح الشامل والمحاربة الجادة والفاعلة للفساد لمعالجة ما يمر به الوطن من تحديات.. البلاد على كف عفريت، والمواطن قلق على المستقبل المجهول والأزمات تزداد تعقيدا، والحكومة تراوح مكانها و الساسة غير مدركين ان تونس تسير بأقصى سرعة نحو الهاوية !!

 

“عشر سنوات عجاف” بعد الثورة، تعددت الأزمات و تتالت الحكومات، و الوحيد الذي يدفع الثمن باهظا هو الشعب البريئ..في ظل أزمة كورونا و أزمة إقتصادية خانقة و أزمة إجتماعية تلوح في الأفق ، تتطل علينا أزمة قوارير الغاز !! والتي تستوجب تحركا عاجلا من الحكومة لحل هذا الملف، أيعقل أن الحلول والمعالجات لأزمة الغاز أصبحت منعدمة أم أن التساهل وعدم الشعور بالمسؤولية يجعلها غير مجدية ، أصبح البعض منهم بعيدا كل البعد عن الإنسانية والأخلاق والشعور بالآخرين بالمماطلة و اللامسؤولية و أتعبوا الوطن والمواطن، ان كانوا غير جديرين بالمسؤولية، فليتركوا مناصبهم ليستلمها من هو أجدر منهم، الوطن لم يعد يتسع للمزيد من الغوغائيين الذين لا يستشعرون مسؤوليته وهمومه وأزماته ، الوطن بحاجة إلى من يعطي السعادة والطمأنينة إلى أبنائه وليس إلى من يضايقه ويضايق أبناءه و يزيد أزمات أخرى فوق معاناة الناس وهموهم..أرفقوا بهذا الوطن ويكفي ما يعانيه وما نعانيه ، أفيقوا من هذا السبات العميق..راجعوا حساباتكم و حكموا عقولكم قبل فوات الأوان !!

تحتاج الحكومة إلى كثير من الشجاعة والصدق مع نفسها و شعبها لمواجهة الشارع بحقائق الوضع بصراحة ووضوح، ، و إن عجزت عن إقناع المواطنين او المحتجين بسياساتها، فمن واجبها أن تستقيل، و ان يثور الشعب على الساسة و القيادات التي جاءت بهم الصدف و النظام الانتخابي الأعرج و المخادع، وبخلاف ذلك، سيصبح الجميع، ومعهم الشعب، من النادمين في ظل الخراب و الإفلاس..

رغم الأزمات سيصمد هذا الشعب الزوالي و هذا الوطن والخزي والعار لكل الخونة ومن لا يستشعرون مسؤولياتهم تجاه الوطن والشعب، يجب أن تعلموا يا سادة بأن البلاد لم تعد تحتمل المزيد من الهزات و الفوضى و الشعب تعب و مل من هذا الوضع المشؤوم !!

#إلـــــــــى أين بهذا الوطن و بهذا الشعب ؟!

 

 

شاهد أيضاً

القضية الفلسطينية.. بين الصمت والتآمر والتضليل!!…بقلم الناشط السياسي محمد البراهمي

يرى كثيرون ان أصل الشرور في الشرق الاوسط في المائة سنة الاخيرة هو (اغتصاب فلسطين) …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024