تكررت بوحشية فاقت كل الحدود، جرائم التعطيش التي يرتكبها المحتل التركي بحق أبناء محافظة الحسكة، في انتهاك سافر لكل الشرائع والمواثيق الدولية والإنسانية.
جريمة جديدة بحق الإنسانية يمضي نظام أردوغان ومرتزقته بارتكابها، عبر حرمان السوريين من مياه الشرب، وتعطيشهم لفترات طويلة، عقاباً لهم على خياراتهم بالوقوف إلى جانب الدولة السورية.
لم يترك نظام أردوغان جريمة أو أذية ضد سورية والسوريين إلا وأقدم عليها، فدوره في الحرب الإرهابية على سورية كان الأكبر والأخطر منذ أكثر من عشر سنوات، عندما فتح حدوده على طولها لدخول أعتى جماعات الإرهاب من مختلف أصقاع العالم، ثم انتقل لسرقة الثروات السورية من نفط وقمح ومصانع وآثار.
ليس هذا فحسب، بل قام بعدوان مباشر واحتلال أجزاء واسعة من الأرض السورية، وعمل على تطبيق سياسة التتريك وتبديل الهوية ومناهج التعليم، وحتى تبديل العملة الوطنية والتهجير العرقي.
وغني عن القول إن هذا النظام نفسه وقف، ولا زال، وراء أزمة اللجوء وتاجر بآلام السوريين، وابتز بها دول الاتحاد الأوروبي بمليارات الدولارات تحت مسمى “المساعدات الإنسانية”.
إلى اليوم مازال مستمراً في التهديد بفتح حدوده أمام اللاجئين، بغية الحصول على مليارات جديدة، كما يمضي بمنع عودة أي لاجئ سوري إلى دياره، بعد فتح السلطات السورية، العديد من المعابر الآمنة وبضمانات روسية.
شرور نظام أردوغان أكثر من أن تحصى وقد تعدت هذه الشرور والأضرار سورية، ومعظم دول المنطقة من العراق إلى ليبيا إلى مصر إلى دول شرق المتوسط، وصولاً إلى تفجير الصراع في ناغورني قرباخ، وإذكاء التوتر بين روسيا وأوكرانيا وتحريض السكان التتار في جزيرة القرم على موسكو، ذلك كله تلبية لنزعات مريضة يعيشها رأس النظام التركي بتحقيق “أحلام” إعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية الطورانية البائدة.
وتأتي جرائم التعطيش المتكررة بحق السوريين لتذكر بمدى الانحطاط الأخلاقي لنظام أردوغان الغاشم وهي جرائم قتل موصوفة وجرائم إبادة جماعية مارسها أجداد أردوغان في الماضي ضد شعوب المنطقة كما في مجازر الأرمن التي مرت قبل أيام ذكراها السادسة بعد المئة لتذكر الجميع بالطبيعة الإجرامية لأردوغان وأسلافه العثمانيين.
أن إحياء الشعب الأرمني ذكرى المذبحة والتضامن العالمي الواسع مع حقوق الشعب الأرمني، يعني أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، ولابد أن يدفع مرتكبوها الطغاة الثمن والتاريخ لن يرحم.
tu.saqr@gmail.com