مع استمرار التحركات الشعبية في لبنان ما زالت هنالك بعض الاطراف اللبنانية مدعومة من قبل دول إقليمية وخارجية غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة تسعى الى جر البلاد الى فتن طائفية ومذهبية ودفعها الى حافة الانهيار كوسيلة للضغط لاخراج حزب الله من المعادلة السياسية في لبنان وإخراج وزنه الفاعل على الساحة اللبنانية وتحميل الحزب والسيد حسن نصرالله مسؤولية تدهور الاوضاع في لبنان. وكأن هنالك من يقول إذا أردتم الابقاء على حزب الله كطرف في المعادلة السياسية اللبنانية فعليكم تحمل تبعات ذلك من ضائقة إقتصادية وهذه احدى السبل التي يحاول البعض وخاصة الضالعين في الفساد المالي والاداري ونهب الاموال وتهريبها الى الخارج التملص من المسؤولية والمحاسبة امام القضاء اللبناني.
والمتتبع للساحة اللبنانية يرى بوضوح ان هنال بعض الاطراف اللبنانية وعلى رأسها القوات اللبنانية تحاول جر عناصر حزب الله الى المجابهة المسلحة مهما كلف ثمن ذلك غير آبهة بإرتداداته ونتائجه الكارثية على الساحة اللبنانية. والمؤشرات على ذلك كثيرة وربما حديثها وليس آخرها هي محاولة قطع الطرقات التي تصل الجنوب ببيروت والحادثة المؤلمة التي نتجت عن ذلك باستشهاد مواطنين لبنانيين نتيجة هذه الزعرنة. والذي يبدو من الخارطة اللبنانية ان قطع الطرقات بات يعكس في بعضها على الاقل أخذه طابعا طائفيا ومذهبيا وهو مؤشر خطير جدا. وهذا يستدعي التدخل السريع والعاجلمن قبل قوى الامن والجيش اللبناني للحفاظ على السلم الاهلي ومنع هذه الظواهر الخطيرة وإحتواءها قبل ان تصبح السمة الطاغية على التحركات الشعبية المطلبية وإنفلات الوضع الامني.
ولا بد لنا من طرح السؤال لماذا تقطع الطرق التي تصل الجنوب اللبناني ببيروت؟ ولماذا تقطع طريق المصنع التي تصل لبنان مع سوريا؟ وهل قطع هذا الشريان الحيوي الذي يصل لبنان بمحيطه العربي سيعمل على تحسين الاوضاع الاقتصادية؟ وما شأن ذلك بالتحركات المطلبية المحقة لأغلبية المواطنين اللبنانيين؟ نخشى ما نخشاه من التصعيد الامني الذي يريده البعض لجر البلاد الى مرحلة كارثية ترجعنا الى أجواء الحرب الاهلية اللبنانية ويقوم كل طرف في رسم حدوده ونشر أزلامه على الطرقات وتقطيع أوصال لبنان الذي نحبه ولا نتمنى له الا كل الخير والاستقرار وخاصة في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها المنطقة حيث تتربص لها وتتكالب عليها الذئاب الاقليمية والدولية لتمزيقها وفرض سيطرتها عليها خدمة للاستراتيجية الصهيو-أمريكية.