ما أعلمه ان حضور سفير المملكة السعودية أمام احدى اللجان البرلمانية كان من أجل تداول العلاقات التونسية السعودية .رئاسة البرلمان المرتبكة ترجت النائب مباركة عواينية براهمي بأن لا تحرج “الدولة” أمام “الضيف” و يبدو انها أجابت عن “الرجاء” بما تقتضيه مسؤوليتها و التزامها ما دام حديث “الضيف” سيكون متعلقا بما يخص العلاقة بين الدولتين.
لكن “سعادة ” السفير السعودي “توسع في مهامه” و تصرف بصفته “عادل الجبير” و أراد بطبيعة الحال أن يقدم انجازات المملكة الرائدة في السياسة الدولية و “خدماتها” العظيمة للأمة في مجال القضية الفلسطينية و “الانتقال الديمقراطي” في سوريا و الدفاع عن “الشرعية” في اليمن و حمايتنا من “ارهاب” حزب الله و التدخلات الأجنبية للاعداء قبل أن يتطرق طبعا على “هذا الاساس” الى العلاقات التونسية السعودية .
بطبيعة الحال مباركة عواينية براهمي في تدخلها لنقاش كلمة “صاحب السعادة” لم تفوت الفرصة لابراز “انجازات المملكة” للأمة مادام سعادته “جابها لروحو” و يبدو انها تعرضت للتمويلات السعودية السخية بالمال و السلاح “لرسل الديمقراطية” في سوريا من دواعش و نصرة و جند خلافة و أبرزت انجازات “الحزم” في الدفاع على الشرعية في اليمن عبر قتل الأطفال و النساء و قصف حفلات الاعراس و مواكب العزاء لحماية اليمن من التدخل “الصفيوني الرافضي الفارسي” و عرجت على دور السعوديين في صفقة القرن و تجريم المقاومة .
غضب صاحب السعادة الذي كان يظن أنه و أمثاله يقول دائما و يسمع الجميع كما في كل عواصم الهوان و ان أجابوه كان ذلك بخطاب الخشب و الفارينة .و مثلما “عزل” سابقا وزير شؤون دينية في بلد “الانتقال التوافقي” توهم أنه يمكن ان يتحكم في القرارات السيادية لتونس و دعا الى “رفت” السيدة مباركة البراهمي من “لجنة الصداقة التونسية الخليجية” …
هو أصلا أنا لا أفهم معنى هذه الصداقة ..و لكن مهما كان الأمر فما يجب أن يعلمه “سعادته” و غيره من “أصحاب السعادة” القائمين هنا أن علاقتهم “بحكام التوافق التلحيسي المنافق” لن تسمح لنا بالسكوت على التدخل في أي شأن من شؤوننا و لو كان الأمر متعلقا “بمذيع مقابلة رياضية” ..
بقطع النظر عن تفصيل الخبر و حيثياته ..عليك أن تخرس يا صاحب السعادة حين تكون في حضرة تونس