الخميس , 28 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

كتب د. فؤاد شربجي: ‏أمريكا بمواجهة ‏(القوة الناعمة) الصينية!!

‏(تطبيقكم تيك توك يمثل تهديداً لأمريكا عليكم بيعه لشركة أميركية أو سنقوم بحظر الدخول إليه في بلادنا) هكذا بدأت رئيسة لجنة التجارة في الكونغرس( كاتي ماكموريس رودجرز) الأسبوع الماضي جلسة الاستماع إلى الرئيس التنفيذي لشركة تيك توك (شو زي تشيو) أي أنها أصدرت حكمها قبل أن تبدأ المحاكمة، كما يقول القانونيون. ويبدو أن هذا النهج (إصدار الحكم قبل المحاكمة) هو ما يتبعه حكام أمريكا كشكل من أشكال الهيمنة والسيطرة، حتى على تطبيق لوسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي كـ(تيك توك).

‏يبدو أن الإدارة الأمريكية انتبهت إلى مدى تأثير (القوة الناعمة) الصينية التي يمثلها تيك توك. حتى داخل الولايات المتحدة الأمريكية حيث يتابعه من الأمريكيين أكثر من مئة و خمسين مليون أمريكي. وهذه الحقيقة جعلت الإدارة تجفل من ولوج الصين مجال القوة الناعمة الذي تتباهى أمريكا بمدى تأثيرها فيه. إذاً القوة الناعمة هنا هي السلاح الصيني الذي باتت واشنطن تخشى تأثيره.

‏حجة الإدارة الأمريكية تجاه تيك توك اشتباهها بأنه يتعاون مع الحزب الشيوعي الصيني الحاكم. ورغم أن الرئيس التنفيذي لـ( تيك توك) أكد أنه ليس عضواً في هذا الحزب (الشيوعي) حتى إنه ليس صينياً. هو بريطاني من سنغافورة. وشدد (شو زي تشيو) على أن الحكومة الصينية لم تطلب و لم تستخدم أياً من بيانات التيك توك، لكن الحجة الأمريكية تستند إلى فقرة وردت في قانون الاستخبارات الصيني تقول : (على جميع الكيانات والمؤسسات والأفراد التعاون ودعم الاستخبارات) هذه الفقرة الواردة صراحة في الصين، هي موجودة حكماً ومن دون تصريح في كل دول العالم حيث يصبح على كل كيانات الدولة وأفرادها التعاون ودعم السلطات في حالة الطوارئ. أي أنها لحالات الطوارئ و أنها معتمدة في الصين كما أنها معتمدة في أمريكا وفي كل دول العالم، ورغم ذلك لم يتغير الرأي الأمريكي تجاه تيك توك.. ألم نقل إن الحكم صدر قبل المحاكمة ؟؟

‏حاول ترامب من قبل حظر تيك توك لكن المحكمة الفيدرالية يومها ردت على أسلوبه الطائش منبهة أن الأمر التنفيذي الرئاسي لا يملك سلطة الحظر. ‏الآن الحزبان الديمقراطي والجمهورية يعملان لإصدار تشريع يسهل حظر هذا التطبيق، و المتابعون يقولون إنه وراء هذه الحملة على تيك توك أولاً انتشاره و تأثيره. ثانياً دفع من المنافسين الأمريكيين (فيس بوك و إنستغرام و غيرهما )الذين يشعرون بأن تيك توك تسحب البساط من تحت أقدامهم، إضافة إلى الخشية من تأثيرها السياسي, وفي هذه النقطة فقد لفتت وزيرة التجارة الأمريكية (ريموندو) أن لحظره تأثيراً أيضاً، وقالت: (إنني ككائن سياسي أشعر بأنني سأخسر أصوات كل الناخبين تحت سن 35 إذا قمنا بحظر التطبيق) لذلك فإنّ الجمهوريين مرتاحون لقيام بايدن بالحظر ليخسر أصوات متابعيه. وهذا ما يؤكد مدى تأثير (القوة الناعمة) الصينية في عقر الدار الأمريكية

‏تيك توك إحدى أسلحة الحرب بين أمريكا والصين وسواء حظر التطبيق أو تم بيعه فإنّ الصين دخلت عالم (القوة الناعمة) و إنّ هذه التجربة يجب أن يتعلم منها الجميع أهمية وتأثير القوة الناعمة، وعلى كل دولة أو أمة أن تمتلك قوتها الناعمة كي يبقى صوتها مسموعاً وكي تحافظ على مكانتها الحضارية ..

شاهد أيضاً

دعايات الغرب ضد إيران أسهمت في جهل حقيقتها…بقلم محمد الرصافي المقداد

من مفارقات الوضع العربي خصوصا والإسلامي عموما على النطاق السياسي والاقتصادي والاجتماعي، أنّ الشعوب أصبحت …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024