السبت , 23 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

محاربة أعداء البشرية الثلاثة…”كورونا” و”الفقر” و”الجهل” ٠٠ في زمن الكورونا

بقلم #الناشط_السياسي محمد إبراهمي |

كوفيد “التاسع عشر” هذه الجائحة رغم مساوئها الكثيرة، إلا أنها ستعيد ترتيب أوراق الطبقة السياسية والمجتمعية ولعلها تساهم في تقوية روح المسؤولية والتضامن فيما بينهم ومع الدولة حتى تنتصر في معركتها المعلنة على كورونا بمعنى” وحدة وطنية صماء”

كورونا : أزمة وبائية عالمية وضعت ثلث البشرية في حالة الحجر الصحي وأدت إلى وفاة الآلاف من البشر، وهي تهدد الاقتصاديات الوطنية وعطلت كل مرافق الحياة العامة والسبيل الوحيد للإنتصار في الحرب على جائحة كورونا هو الإنضباط والإلتزام بالتعليمات الوقائية والإحترازية لمنع إنتشار الفيروس بالحجر الصحي التام، ولا يتحقق النجاح إلا بالوحدة الوطنية الصماء بين كل الجهات وكل الأطراف الفاعلة في مفاصل الحكم وكل الأطياف السياسية والمجتمعية دون إستثناء، الجميع في مركب واحد لمواجهة كورونا ولا خيار سوى الانتصار بأي شكل من الأشكال، بعيدا عن التجاذبات السياسية والإستهتار الشعبي والإستهانة بهذا الوباء القاتل.. كورونا كائن مجهري يهدد الجميع ولا يفرق بين هذا او ذاك والجميع أمام معركة موحدة في سبيل الوطن والشعب، ويبدو أن العدو الحقيقي الذي يسعى لإرباك مجهودات الدولة في مواجهة “كوفيد-19 “هو الفقر والبطالة جراء تداعيات كورونا والحجر الصحي التام، وهي مسؤولية ملقاة ﺑﺎﻟﺪرجة الأولى على عاتق الدولة ،تتطلب قرارات وإجراءات لفائدة الفئات الهشة، لتحقيق وتطبيق الحجر الصحي وبالتالي تنتصر على كورونا والفقر معا، ولكن يتطلب تدابير وقرارات جريئة تلزم هذه الطبقات الضعيفة التقيد بالحجر الصحي في هذا الظرف الإستثنائي للتصدي للفقر إلى جانب مكافحة كورونا وبهذه المعادلة العادلة تخرج البلاد من الأزمة الوبائية ،

الفقر : نتحدث اليوم عن فقر آخر في زمن الكورونا ويهدد الطبقة الوسطى والطبقة المهمشة بالتحديد وهم العمال في القطاع الخاص واصحاب المهن الصغرى والمشاريع الصغري وعمال المصانع والمهن الحرة وبدرجة أولى العاطلين عن العمل والعائلات المعوزة ومحدودة الدخل، هؤلاء في احوج الضروف من أي وقت مضى للمساعدات الإجتماعية لتأمين مواد غذائية وبعض الأدوية والمستلزمات الأساسية لعائلاتهم التي نهشها الفقر بأنيابه ، فحرمهم لقمة عيشهم وقوتهم اليومي، خصوصا وأن فيروس “كورونا” اجبرهم على ملازمة منازلهم من دون عمل أو مدخول لإعالة عائلاتهم، وضروري جدا التضامن من أجل وضع خطة استراتيجية واحدة وموحدة كفيلة بإنقاذ البلاد من الأزمة الإجتماعية وبالتالي لن تواجه الدولة مشكلة خلال فترة الحجر الصحي في تأمين والسلع الأساسية والاحتياجات الضرورية للفئات الإجتماعية الهشة بصفة خاصة وإستثنائية في هذا الظرف الإستثنائي للتصدي للفقر إلى جانب مكافحة كورونا، لأن محاربة الفقر أمر هام كمحاربة كورونا وينبغي لنا الاهتمام بالجبهتين وبهذه المعادلة العادلة نستطيع أن نتحدث عن دولة قوية وعادلة تتخذ كل التدابير لإنقاذ الشعب من الموت بالكورونا ومن الجوع وبالتالي لابد من التضامن مع الدولة ومعاضدة مجهوداتها للتصدي للوباء بأخف الأضرار والتكاليف، حتى لا تكون للأزمة الوبائية تداعيات وخيمة على الأزمة الإقتصادية والإجتماعية لأنه سوف يكون هناك زمن ما بعد الكورونا،

الجهل : وتداعياته على الحرب على كورونا، هنالك مسألة في غاية الأهمية وبالتالي تتطلب معالجتها لنستطيع التغلب على إنتشار الفيروس وهي مسألة “الجهل” بمخاطر كورونا وهذا الجهل الصحي لايصيب الفئات المهمشة فقط بل ينطبق أيضا على بعض المثقفين ، إذ أن بعضهم ليس لديه معرفة كافية بالحقائق الصحية، كما أن الكثير منهم لا يأخذ الاحتياطات الوقائية لتجنب عدوى الإصابة. وبالتالي وجب التأكيد على أهمية النظافة والتحسيس والتوعية بشكل منتظم ودائم في وسائل الإعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك أمام الأماكن المعنية بالتجمعات ،حتى يتمكن المواطن من المعرفة الصحية وأخذ الحذر من أجل التعامل مع هذه الظواهر الصحية بعقلانية بعيدا عن الإستهتار والجهل بمخاطر فيروس مخفي يهدد البشرية جمعاء، والبعض لايزال غير واعي طغى عليهم الإستهتار والإستهانة بهذا الوباء الخبيث ولا شك وان الجهل الصحي والمعرفي لا يقلان خطورة عن كورونا في حد ذاتها وبالتالي لابد من اتباع شروط العلم من أجل الخروج بأقل الأضرار والخسائر بعيدا عن قصص الجهل والأخبار الزائفةواللامبالاة ، ويبدو أن فيروس إنتهازية بعض السياسيين وكورونا تجار الأزمات هم أشد فتكا في هذا الظرف ،و الشيء المؤكد ان “كوفيد-19 “مهما كان نوعه وخطورته وخلفياته وإنعكاساته السلبية لكنه حتما سيزول ولكن سيبقى داء الجهل والفقر وكم نحتاج للقضاء عليهما ؟

النجاح في زمن الكورونا لا يتحقق إلا بمحاربة أعداء البشرية الثلاثة ” كورونا” و”الفقر” و”الجهل”

 

شاهد أيضاً

القضية الفلسطينية.. بين الصمت والتآمر والتضليل!!…بقلم الناشط السياسي محمد البراهمي

يرى كثيرون ان أصل الشرور في الشرق الاوسط في المائة سنة الاخيرة هو (اغتصاب فلسطين) …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024