بیان صادر عن مرکز حوار الأدیان والثقافات لرابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في قضية استغلال (الرئیس الأمریکی دونالد ترامب ) للکتاب المقدس
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الإنسانية في عالمنا المعاصر وأكثر من أي زمن مضى، تعيش حالة الألم، نتيجة الإنفلات اللا أخلاقي السائد في العلاقات الإجتماعية و سياسات التمييز العنصري، والبعد عن تطبيق القوانين، فهي اليوم تستشعر أنها بأمسّ الحاجة إلى التمسك بتعاليم السماء.
إن أنبياء الله الكرام، من ابراهيم وموسى وعيسى الى محمد عليهم السلام، واتباعهم المخلصين، بذلوا ولا يزالوا يبذلون، منتهى جهدودهم من أجل بسط العدل، وإشاعة المحبة والأخوة، وإقامة السلام والأمن الدائم، ونشر الورع والتقوی في العالم.
مع كل هذه الجهود الخيرة المبذولة، نشاهد مع الأسف، ونحن في بدايات الألفية الثالثة، بعض المجاميع المفرطة وبعض الحكام، يبتعدون عن تعاليم السماء، ليس هذا فقط، بل يحاولون التظاهر بتبعية التعاليم السماوية، للتغطية على أعمالهم الإرهابية والعنصرية اللاإنسانية، سيادة للفوضى في أوساط المجتمعات الإنسانية، وتضييعا لحقوق الإنسان، وجعل الناس يواجه بعضهم البعض الآخر.
من المؤسف أن يشهد العالم، هذا النوع من التطرف تحت غطاء الدين، وفي الحقيقة، إن هؤلاء المجاميع والحكام، يسعون إلى تبرير أو تشريع أعمالهم اللا إنسانية.
إن جريمة القتل العنصري الغاشم، في الأيام السالفة، وهذه التي أودت بحياة المواطن الأمريكي المضطهد(جورج فلوید)أمام أعين العالم برمته،هزت مشاعر كل حر وأبي، وكان من المفترض، أن تندد الحكومة الأمريكية بهذا العمل البشع، وتعاقب مرتكبيه على الفور، لكن ما شاهده العالم، كان خلافا للمتوقع.
خروج رئيس أكبر دولة تدعي الديموقراطية دونالد ترامب، وتنديده للمتظاهرين المطاللبين بحقوقهم المشروعة، وتهديدهم بالعقاب، بدلا من تقديم الإعتذار إليهم، ورفعه للكتاب المقدس، مبررا أعمال العنف التي قامت بها شرطته تعسفا وظلما، كان مؤسفا للغاية.
لقد شاهدنا في الآونة الأخيرة، أن المجاميع الإرهابية، تتمسك بالنصوص الدينية، لتمرير أفعالها و مشاريعها الإرهابية، وأما اليوم، فنحن نرى أن الرئیس الأمریکي دونالد ترامب وهو رئیس دولة، يحاول تبرير الجريمة، بالذهاب إلى كنيسة الرؤساء، والتمسك بالكتاب المقدس، وهذه بداية خطرة، لا بد من الوقوف بوجهها وتقبيحها بشدة، وعدم السماح لأي مجموعة وحاكم، استغلال الكتب المقدسة، لتشريع الظلم والقتل.
أملنا أن تندد الكنائس، وسائر القیادات الدینیة، من الأديان الإبراهيمية وكافة البشرية، هذه الأعمال الإجرامية، وتقبح كل استغلال للكتاب المقدس، يقوم به الحكام، أو تقوم به المجاميع الإرهابية.
وعلى الحكام في أمريكا أن يصغوا إلى مطالبات شعبهم المحقة، ويبتعدوا عن التمييز العنصري، ومن إيجاد الشرخ والفرقة، في أوساط شعبهم، وعدم استغلال تعاليم الكتاب المقدس، لتبرير أفعالهم اللامشروعة.
على أمل نشر ثقافة المحبة والأخوة في هذا العالم نتواصل
مركز حوار الأديان والثقافات لرابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية – إيران