الثلاثاء , 26 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

من أجل بناء تعليم مقاوم…بقلم سيرين الخضراوي

حاربت الإمبريالية العالمية كل خط نضالي يسعى إلى استقلال التعليم أو إصلاحه وجعله تعليما يخدم الوطن والأمة ويسعى لتحريرها، حيث تتواصل إلى اليوم محاربة كل طالب ينقد الفكر الليبرالي في كليات الاقتصاد والفلسفة والتاريخ وغيرها من العلوم الإنسانية ..كما صنعت الامبريالية العالمية عملاء لها في تونس زرعتهم في الاعلام وفي الثقافة والفن وفي التعليم. واليوم الغرب الاستعماري تقريبا سيطر على جميع الجامعة وجعل أغلب أساتذتها تناضل من أجل نشر اخلاق فردانية مرتكزة على فكرة اللذة والاستهلاك والمنفعة لضمان عدم اهتمام الشعوب المفقرة بتحرير ثرواتها وأوطانها.
يحرص الاستعمار الفرنسي اليوم على ان يتواصل التعليم التجهيلي التضليلي خوفا من أن يعي الشعب بضرورة تحرير أرضه وثقافته وثرواته المنهوبة.
والحلول المطروحة اليوم غير ناجعة لأنها تحاول الإصلاح من داخل السياسية الغربية حيث يرغب من يدعى انه مصلح بتغيير التعليم من تعليم على المنوال الفرنسي إلى تعليم على المنوال الأمريكي متعللا ان التعليم الأمريكي أنجع ويجب الاقتداء به ويجب خوصصة التعليم ليحرم الفقير من التعليم وليقتصر على أبناء العملاء ويحرم أبناء الشعب حتى من الكتابة والقراءة.
واليوم تونس تعيش صراع الخوصصة بين قوى يسارية تطالب بان يتوفر التعليم لأبناء الطبقة الكادحة وقوى امبريالية تسعى إلى خوصصة التعليم ليصبح مقتصرا فقط على أبناء عملاء الغرب، أما الاسلاميين فوضعهم أكثر بؤسا فهم يناقشون قضايا لا علاقة لها بالواقع لم تتجاوز قضايا القرن الرابع هجري وهي بهذا تقدم خدمة تخديرية من جهة وتزرع الفتن بين المذاهب من جهة أخرى وكله يكون في نهاية الأمر لصالح الامبريالية.
التعليم لا يمكن إصلاحه بدون إصلاح لجميع القطاعات الأخرى أي أن إصلاح التعليم يتطلب تغييرا جذريا وبالتالي ثورة تحرير وطن من الاستعمار.

شاهد أيضاً

الفن والمقدس: نحو انتماء جمالي إلى العالم – أم الزين بنشيخة المسكيني

إعداد: غلاء سمير أنس \ مُترجمة كتب من الكتب الجديرة والمُهمة اليوم، والتي تُثبت الإنسان …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024