الثلاثاء , 26 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

هدم السلطة بواسطة السلطة، الانقلاب على الشعب، والانقلاب على الوطن… هذا ما يحدث في تونس اليوم. فمن الضامن للانقلاب وما هو الحل؟

عندما تكون المآزق أكثر من المخارج من السياسي إلى الدستوري، يكون الأمن القومي الشعبي أو حتى الأمن القومي السياسي أو حتى الأمن القومي الدستوري محتما للتحرك السريع.

نأمل أن يكون ما تبقى من أيام من الأيام العشرة كافيا لتفادي الانهيار الذي حذرنا منه أكثر من مرة حقيقة لا تهويلا. وإذا لم يكن ذلك ممكنا والأقرب أن الاستباق في هذه الحالة هو عين العقل، فنحن نطالب صراحة بترك الشكلانيات الدستورية جانبا أو تحمل مسؤولية مخالفتها قبل الاضطرار إلى ممارسة دور المسهل والقابل والمشارك والدافع إلى الانقلاب التدريجي والسلمي والسلس أو الضامن للانقلاب على الوطن (فلا ثورة في الأمر)، والذي نأمل أيضا أن لا يتحول إلى انقلاب برك من الدماء.

وبعد مراجعة مجموعة من التصريحات والفيديوهات لمختلف الأطراف في المدة القليلة الماضية إلى تاريخ هذا اليوم ومراجعة الفصول الدستورية المطلوبة والوقائع والأحداث وقراءة التكتيكات والاوزان والاستعدادات واستقراء الاستطلاعات ورصد ومتابعة ردود الأفعال في المؤسسات وفي الأوساط الشعبية ومعاينة بعض الأفعال والاستقصاء حول بعض الكواليس والخطط والتحضيرات واستشراف ما بعد السيناريوهات وغياب استنباط الحلول حتى الآن، تيقنا من أن كل عناصر وتقنيات الدفع نحو الانقلاب تمت صناعتها وترسيخها بوعي ودون وعي وتم ترتيب المسارح والبيئات بشكل متقدم.

وحيث لا يوجد حجب للسلطة نافذ بقوة النضال ولا يوجد مكان لإدارة أو لتجاوز اغتصاب السلطة بقوة القانون ولا مكان لافتكاكها بقوة غالبية الشعب ورضاه ولا مجال لانتقال السلطة لا في حالة ثالثة ولا في حالة رابعة حتى، ولا إمكانية لتطبيق الدستور بجدوى واقعية تصب في مصلحة البلد.

وحيث ان كل الأطراف المتموقعة والمتموضعة في مختلف مؤسسات الدولة تعلم ذلك. وحيث لا يمكن المراهنة على القوة العامة بشكل آمن ولا تحميل القوات الحاملة للسلاح الأمنية منها والعسكرية مسؤولية فض هذا الاشتباك غير المسبوق، فإنه يتعين على عقل الدولة حفظ كيانها الطبيعي والمعنوي وحفظ أمنها وحدودها ومؤسساتها والسلم لاهلها فورا إما بتجميد سياسي مؤقت للبؤر الحاضنة لحافة الانقلاب حتى إيجاد مخرج سياسي بالحوار وإما حل مجلس النواب وتعيين رئيس حكومة جديد مباشرة دون مشاورات أو تكليف وزير من الطاقم الحالي بمهام رئيس الحكومة أو إشراف رئيس الجمهورية مباشىرة على أعمال الحكومة المستقيلة إلى حين انجاح حوار ما تمهيدا لانتخابات مبكرة أو إجراء انتخابات مبكرة جدا قبل الاجال أي مسبقة عن اجالها وليس سابقة لاوانها.

أما في صورة ثبوت وتأكيد إمكانية الإنقاذ في غضون أيام مقبلة ومن ثم في غضون شهر. فيتوجب محاورة الجميع وطمانة الشعب ومختلف القوى الماتمنة على كيان الطابع الجمهوري المدني للدولة والسياسة عامة. وسنقدم مثل غيرنا ما نراه مناسبا.

مؤسسات الحكم الثلاث تتحمل المسؤولية لوحدها كاملة.

والله ولي التوفيق.

 

شاهد أيضاً

كتب صلاح الداودي: ندعو الغنوشي للاستسلام الهادئ

  كان الغنوشي وأتباعه ينوون دفع النهضة إلى النهاية في الشارع أو عن طريق الشارع …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024