الجمعة , 22 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

إرحموا هذا الوطن الذي إذا إنهار لا تنفع لا الكراسي ولا المواقع..!!

إن مرحلة التعقيد الشديد التي وصلتها الأزمة السياسية التونسية تفرض على الجميع الوقوف بصدق وشفافية أمام متطلبات المرحلة، ولعل من أهم متطلباتها القيام بمراجعات عميقة وحقيقية وصادقة حول مجمل تداعيات المرحلة السابقة للقيام بمراجعات ضرورية وعاجلة وعميقة إزاءها، للوقوف على الأخطاء المرتكبة وتحمل مسؤولية ما هم مسؤولون عنه من تداعيات وإصلاح مايمكن إصلاحه من مسارات خاطئة و إنهاء ملف الانقسام وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تخرج البلاد و شعبها من هذا العذاب اليومي والصراعات العقيمة،

بعض الأطراف السياسية اعتمدوا في إدارتهم على صنع الأزمة وتداولها مقدمين مصالحهم ومكاسبهم السياسية على وطننا وشعبنا.. متى تنتهي هذه النكبة الكبيرة والمسماة بالانقسام اللعين ،في ظل ان البلاد تحتاج إلى أكثر من وحدة وطنية لتحصين الوطن من القوى العابثة و الأجندة الخارجية ، نجد ان بعض الأطراف تواصل التمادي في صراعاتها بدل إيجاد حلول للقضايا الحارقة في البلاد غير مدركين ان تونس أمام أزمة سياسية حادة إضافة إلى الأوضاع الإجتماعية و الإقتصادية المتأزمة و تتجه إلى الإنهيار الخطير.. حذار من لغة الاستقواء والعناد السياسي في ظل ان هناك من يتحدث عن حرب أهلية افتراضية وهذه الحرب من الممكن أن تصبح حقيقة إذا ما وجدت الظروف الملائمة.. و أدعو الجميع إلى تحمل مسؤولية انقاذ البلاد..

في ظل التجاذب السياسي يظل الخوف على التجربة الديمقراطية مستمرا على خلفية المناخ السياسي المشحون و الصراع الأيديولوجي العقيم الغير محمود العواقب و الأطراف الفوضوية لا تدرك ان التهديد الحاضر لوحدة وطننا وسيادته واستقرار شعبه قائما ولم يبتعد ، إضافة إلى الأوضاع الإقليمية المتقلبة و المتسارعة ، و المحيط الإقليمي للبلاد مقلق ومضطرب جدا والمخاطر المحدقة والتوترات و إستهتار البعض بمؤسسات الدولة، في ظل عودة موجة ثانية خطيرة لفيروس كورونا، وتصاعد التناحر و الإستقطاب الثنائي والتخوين، كل ذلك ينذر بأن إذا استمر الوضع على ما هو عليه سوف تغرق السفينة ومعها سيغرق الوطن بما فيه، لابد من تدارك الامر ووضع حد إلى المؤامرات التي ترسم في غرف الظلام ضد إستقرار البلاد و المسار الديمقراطي ، مما يهدد النسيج الاجتماعي بالإنقسام و الإستقطاب الثنائي لتفكيك التعايش السلمي من خلال زرع بذور الفتنة بين أبناء البلد الواحد و زعزعة إستقرار بلادنا الجريحة.. فإرحموا هذا الوطن الذي إذا تهاوى لا تنفع لا الكراسي ولا المواقع..!!
لا يمكن للوطن أن يبقى أسيرا للفوضى وعدم الاستقرار، فكلما زادت الفوضى تراجعت فرص وصول البلاد إلى بر الأمان، وقد حان الوقت لتقدم الأطراف المتصارعة مصالح البلاد على مصالحها الشخصية و تجنيب الشعب ويلات إنهيار هو في غنى عنها.. و أعتقد أنه حان الوقت لكي تتحمل النخبة السياسية مسؤولية انقاذ البلاد و تهيئة المناخ الملائم لتشكيل الحكومة الجديدة والتوصل الى التوافق المطلوب لإنجاز مهام باقي المسارات بما يمكن من الخروج من عنق الزجاجة المتعفنة في أفضل الظروف.. ويستطيع هذا الشعب المسكين رؤية النور في نهاية هذا النفق الذي طال أكثر من اللازم.. إرحموا هذا الوطن ايها الساسة و إرحموا أنفسكم و إرحموا هذا الشعب المسكين و اعلموا جيدا أن إذا انهار الوضع فسينهار على رؤوسنا جميعا ولن ينجو أحد. ألا يستدعي الخطر المحدق بنا جميعا أن يتخلى الجميع عن أنانياتهم ومصالحهم من أجل إنقاذ ضروري وسريع لهذا الوطن الذي يسير بأقصى سرعة نحو الهاوية ؟؟
لن تستطيعوا إصلاح وطنكم إلا إذا أصلحتم أنفسكم..!! ولن يستقيم الظل والعود أعوج..!!

 

شاهد أيضاً

القضية الفلسطينية.. بين الصمت والتآمر والتضليل!!…بقلم الناشط السياسي محمد البراهمي

يرى كثيرون ان أصل الشرور في الشرق الاوسط في المائة سنة الاخيرة هو (اغتصاب فلسطين) …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024