الانسحاب المشرف للابطال الرياضيين العرب الجزائري والسوداني واللبناني من المنافسة الأولمبية وذلك رفضا لمنازلة إسرائيلين كما جاء في القرعة لهو دليل واضح على ان محاولة كي الوجدان والذاكرة الجمعية للشعوب العربية وبالرغم من إنفاق مئات الملايين من الدولارات إن لم يكن مليارات الدولارات على أبواق الفتنة ومحاولة تصوير الكيان الصهيوني الغاصب والمعتدي والفاشي على انه الصديق وحرف بوصلة الصراع في المنطقة ان هذه المحاولات باءت بالفشل ولم ولن تجد لها طريقا للنجاح.
الكيان الصهيوني وأجهزة إعلامه كانا اول من رصد هذه الظاهرة وعلق عليها وذلك ببساطة لان الكيان الصهيوني وطبقته السياسية وبالرغم من الضجة الاعلامية التي صاحبت إرتماء الامارات والبحرين مؤخرا في احضان ال صهيون وبشكل مقزز ومثير للاشمئزاز وشرب الانخاب تدرك أن إرتماء النظام العربي الرسمي وعلى الاخص الدول الخليجية إنما هو “سلام” مع هذه النظام الرسمي ولم يكن ولن يكون يوما مع الشعوب العربية.
فالشعوب العربية كانت وما زالت وستبقى ضد التطبيع ومقاومة له سواء التطبيع العلني أو الذي يجري في الخفاء. ويكفي ان نقول في هذا المجال اننا اصبحنا في الجيل الرابع والخامس منذ نكبة 1948 وما زالت الذاكرة الجمعية العربية متيقظة ومتجذرة ولم ولن تحرف بوصلة الصراع مع العدو الصهيوني. وهذه الاجيال أكثر جرأة من الاجيال السابقة في التصدي للاحتلال وممارسات القمع وكي الوجدان العربي من قبل الصهيونية العالمية وأبواق الفتنة والمنبطحين والمستسلمين. كما أنهم أكثر قدرة على إيصال القضية الفلسطينية وفضح ممارسات الاحتلال الصهيوني الفاشية وتهديده للسلم والاستقرار في المنطقة في المحافل الدوليةمن الاجيال السابقة. وهو إسقاط لمقولة جولدا مائير رئيسة الوزراء للكيان الصهيوني في ستينات القرن الماضي “ان الكبار سيموتون والصغارسيغلبهم النسيان”.
وهذا دليل ايضا على فشل الانظمة العربية المطبعة وأجهزة إعلامها الى جانب الاعلام الصهيوني والغربي في الترويج أن الصراع الان بات فلسطيني-اسرائيلي بدلا من انه كان وما زال وسيبقى صراعا اسرائيلي-عربي وهذا ما تثبته الوقائع والحقائق على الارض وما إنسحاب هؤلاء الابطال الرياضيين وغيرهم ممن سبقهم الا إحدى تجلياته. وهو صراع لن ينتهي الا بإجتثاث هذه الغدة السرطانية من منطقتنا للابد. يراها البعض بعيدة ونراها أقرب من اي وقت مضى.
* كاتب وباحث اكاديمي فلسطيني