يندهش المراقبون لحجم تلك الأعداد من القوائم للإنتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، علما أننا لا نزال حركة تحرر وطني، وتحت الاحتلال الاسرائيلي الاستيطاني العنصري، وسؤال المشروع من يمول هذه القوائم؟ حركة فتح لديها القدرة على الإمكانيات المادية والمعنوية إضافة إلى كونها مضى على إنطلاقتها ما يزيد عن نصف قرن، ولديها رصيدها التاريخي والنضالي والأهم الجمهور الفلسطيني بل وقطاع واسع من الجماهير الشعبية العربية والإسلامية على امتداد تاريخها الوطني.
حركة حماس لديها القدرة والامكانيات المالية كونها تسيطر على قطاع غزة وتملك العائدات المالية من الضرائب والرسوم والجمارك، إضافة إلى الدعم المالي الشهري من قطر بموافقة
“إسرائيل” يصل إلى سلطة حماس بشكل متواصل وكذلك الدعم المالي من التنظيم الدولي
لحركة الإخوان المسلمون، الفصائل التاريخية في منظمة التحرير الفلسطينية، مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لديهم إمكانيات مالية متواضعة تؤدي إلى الدعاية الانتخابية وهم يستمدون من خلال إرثهم النضالي وهذا ينطبق على حزب الشعب الفلسطيني، ولديها الرصيد النضالي التاريخي حيث يعتبر الحزب الشيوعي الفلسطيني من أقدم الأحزاب الشيوعية في المنطقة، إضافة إلى حزب فدا وهو فصيل ممثل في منظمة التحرير الفلسطينية.
وهناك المبادرة الوطنية وهي تحولات منذ وقت قريب إلى فصيل عشية إنعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في رام الله ٢٠١٨، وهي تعتمد على دورها في الإغاثة الطبية، كما وأنها تتلقى دعم مالي كبير جدا من خلال المؤسسات والمنظمات الأجنبية الائنجواز، حيث سبق أن شارك مصطفى البرغوثي في الترشح لرئاسة الفلسطينية ولم يتمكن من تحقيق أصوات رغم الإمكانيات المادية الهائلة والتي تقدر بملايين الدولارات، وقد شكل قائمة للإنتخابات التشريعية 2006 ولم يتمكن من الحصول على اكثر من مقعدين في المجلس التشريعي بالمشاركة مع السيدة رويا شو رحمها الله، رغم الإنفاق المالي الكبير.
هناك العديد من القوائم من الشخصيات الوطنية المستقلة والكفاءات الفلسطينية والعشائرية قد تحقق بعض النتائج ولكن الأخطر من بين القوائم قائمة المستقبل والتي تمثل ما يسمى التيار الإصلاحي الذي يتبع العميل الفار محمد دحلان وزبانيته من المشبوهيين، والذين يمثلون أجندات خارجية مع بعض الدول الخليجية ولهم ذيولهم من العملاء وسماسرة في العديد من الأماكن وهم سماسرة في التطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى الروابط التاريخية لي محمد دحلان مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وسوف تكشف الأيام القادمة مخاطر هذه الحفنة من العملاء لذلك عملية الانتخابات التشريعية ضرورية جدا رغم ما تحمل في طياتها من مخاطر على الأوضاع الداخلية الفلسطينية ولكن الفيصل وعي الجماهير الشعبية الفلسطينية
والتي لا تشترى ولا تباع وترفض المقايضة، أمام الثوابت الوطنية
فقد عايشنا جميعنا مسيرة النضال الفلسطيني وقد تساقط البعض ولكن المسيرة لم تتوقف، إضافة إلى كل ذلك أن دور، مكونات السلطة التنفيذي وتشريعي هو دوراً محدود لن يتجاوز حدود الدور الوظيفي للسلطة في الداخل، ويبقى الأساس منظمة التحرير الفلسطينية المكون الرئيسي لشعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات، ولنتذكر، أن ولادة السلطة من رحم المجلس المركزي الفلسطيني أحد أدرع المجلس الوطني الفلسطيني، في نهاية الأمر نحن لا نزال حركة تحرر وطني، نسعى إلى إنهاء الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، وفي نهاية الأمر إجراء الانتخابات في مدينة القدس العاصمة قرار وطني فلسطيني غير قابل للمقايضة.
Omranalkhateeb4@gmail.com