حكم البلاد لما يقرب من العقدين ،احدث بها إنجازات في مختلف المجالات، ازدهر اقتصاد البلاد، وتحسن الوضع المعيشي للشعب، عضو بحلف الناتو وشارك بكافة الاعمال العدائية ضمن الحلف التي قام بها الحلف ضد كل من العراق وليبيا ، عمل جاهدا على الانضمام الى الاتحاد الاوروبي، لكنه كان يُرفض بسبب تاريخ بلاده سيء الصيت في حقوق الانسان وبالأخص ضد الاقلية الكردية، والجارة اليونان.
وحينما لم يفلح في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي،حاول التوجه جنوبا الى حيث مستعمراته السابقة، ليس من خلال التعاون المشترك بل من باب الاستفزاز كما الحال مع كل من العراق وسوريا حيث بنى العديد من السدود على نهر الفرات غير مكترث بحصص كل منهما في مياه النهر وفق الاتفاقيات الدولية، وذلك لضعف الدولتين المعنيتين عقب حرب الخليج الثانية وسقوط بغداد في ايدي امريكا، اما عن سوريا فانه ساهم وبشكل فاعل في جلب والسماح للمرتزقة بالعبور الى الاراضي السورية عبر الحدود المشتركة.
قام بتغيير الدستور ومنح صلاحيات اقوى للرئيس ليكون الحاكم المطلق
تبنى نهج ما يسمى بالمعارضة السورية ومحاولة ايصالها الى الحكم لكنه جوبه بالتدخل الروسي والايراني في الشأن السوري، وكنوع من رد الفعل حول سياسات ترامب، الذي شدد من اجراءات دخول البضائع التركية الى امريكا والتي ادت وبشكل ملموس الى انهيار العملة التركية، فاتجه شرقا نحو روسيا لغرض التسليح بسبب رفض الكونغرس تزويده ببعض الاسلحة المتطورة، لم يقف اردوغان عند هذا الحد في التمرد على امريكا بل انه لم يفرض على عقوبات على روسيا بسبب حربها على اكرانيا وان وجد في الحرب الفرصة لتسويق طائراته المسيرة فأمد اكرانيا بها لاختبار قدراتها القتالية وقد اثبتت نجاحها.
اما عن تدخله في ليبيا فقد اعلن وفي محاولة منه لشق الصف الليبي وزرع الفتن بين ابنائه بان ما يقرب من المليون ليبي من اصول تركية ما يبيح له حرية التدخل واعتبارهم اقلية مضطهدة ،وقف الى جانب الاخوان المسيطرين على غرب البلاد والذين يستحوذون على مقدرات البلاد من خلال البنك المركزي بالعاصمة هم بمختلف انواع الاسلحة وبالأخص الطائرات المسيرة التي قلبت موازين القوى في ليبيا واجبرت الجيش الوطني على التراجع وترك غرب البلاد في عهدة الاخوان او ما يعرف بإقليم طرابلس ، وحدث تناغم بين اردوغان والادارة الامريكية بشان اضعاف الدور الروسي في ليبيا ومحاولة تحجيمه.
الوضع الاقتصادي الذي اصبح هشا، اجبره على الرضوخ للسعودية والامارات من اجل مساعدته ماليا وكان له ذلك، كذلك تسوية خلافاته مع مصر والمتمثلة في مؤازرته لتنظيم الاخوان الذين يمثلون العدو الرئيس للنظام الحاكم في مصر، فتم اغلاق بعض قنواتهم الفضائية التي تبث من تركيا والتضييق عليهم فغادر بعضهم تركيا .
يبقى اخوان ليبيا الذين يتواجدون وبصفة مستمرة على الاراضي التركية وقد نقلوا كل ما نهبوه من اموال الدولة الليبية واستثمارها في تركيا، علها تساعد السلطان في تخفيف العبأ على الميزانية العامة، إخوان ليبيا من مسؤولين و”رجال” اعمال، اعلنوا وعلى الاشهاد بانهم يساندون اردوغان في معركته الانتخابية بل نجدهم يقومون بالدعاية والاعلان لحملته الانتخابية لأنهم يرون فيه الاب الروحي لهم وحبل النجاة وسبب بقائهم في السلطة، ولولا مساعدته لهم لأصبحوا في الشتات، ومطالبين بإرجاع ما نهبوه من اموال الشعب الليبي، واجزم ان ذلك سيحدث يوما عندما تتحرر الارادة الليبية من التبعية للغير وتقوم الدولة الوطنية.
الانتخابات اظهرت تناقصا ملموسا في شعبية اردوغان، لم يحسم الامر في الجولة الاولى كالمعتاد، بسبب توحد المعارضة وتردي الاوضاع الاقتصادية، لكنه يبقى الاوفر حظا بالفوز بولاية ثانية، المعارضة التركية متخوفة من التدخل الروسي في الانتخابات على غرار ما اشيع بتدخلها في الانتخابية الامريكية لصالح ترامب، بينما لا تخفي امريكا سعيها التخلص من اردوغان ومساعدتها لخصمه.
الشيء العجيب في تصريحات اردوغان بعدما رفض الرئيس السوري مقابلته الا اذا كان هناك انسحاب للقوات التركية من بلاده او وعدا بذلك، انه لن يسحب قواته من سوريا خوفا من تسلل الإرهابيين اليه من سوريا!.
قبل نهاية الشهر الحالي سنعرف ما اذا تم التجديد لاردوغان ام لا، وعلى ضوء ذلك يكون مصير اخوان ليبيا، فإما الاستمرار في السيطرة على مقدرات البلاد واما السقوط المدوي وبذلك يختفون من المشهد السياسي ويلحقون برفاقهم في مصر وتونس.