بسم الله الرحمان الرحيم
“وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ”صدق الله العظيم
يحيي الشعب التونسي وأحرار الأمة العربية والإنسانية اليوم الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاد الحاج محمد براهمي الأمين العام المؤسس لحزب التيار الشعبي. وتأتي هذه الذكرى في ظل أزمة خانقة تعيشها بلادنا لم تشهدها منذ عقود طويلة، حيث أصبحت البلاد مختطفة من قبل حفنة من العملاء واللصوص يديرونها لحسابهم الخاص عن طريق واجهة سياسية فاسدة لا تهتم بأرواح التونسيين ومستقبلهم وسيادتهم ولا بتوفير العيش الكريم للطبقات الكادحة والمفقرة بقدر اهتمامها بخدمة الطغمة المالية سواء أباطرة التهريب والتوريد الدائرين في فلك الإخوان أو عائلات الريع التقليدية ووكلاء الشركات متعددة الجنسيات الذين تحالفوا جميعهم ضد الشعب التونسي ومصالحه. وباتت سيادة البلاد وأمنها القومي واستقلالها في وضع كارثي غير مسبوق.
وفي هذه الذكرى الخالدة لشهيدنا والتي تتزامن مع عيد الجمهورية ومايمثله ذلك من رمزية ومعنى .. يهم التيار الشعبي أن يؤكد على ما يلي:
1- إن كل ماعاشته بلادنا وما شهده الوطن العربي من أحداث جسام خلال هذه العشرية السوداء يؤكد صوابية الرؤية الاستشرافية الثاقبة للشهيد القائد الحاج محمد براهمي. ويؤكد صحة تحديده للأعداء وللحلفاء وتصوره لطبيعة المعركة وهو ماجعل القتلة يسارعون الي استهدافه غدرا وغيلة.
2- إلتزامنا بحفظ العهد والأمانة ومواصلة نهجه مستنيرين بأفكاره وحكمته وشرفه وتعففه وسائر فضائله؛ وبتجربته الاستثنائية في الدفاع عن قضايا الحق والعدل والانتصار لكل القضايا العادلة وطنيا وقوميا وإنسانيا وفق منظور تحرري مقاوم
3- إن الدماء الطاهرة للشهيد الصائم الحاج محمد براهمي ورفيقه الشهيد شكري بلعيد وكل شهداء تونس من أمنيين وعسكريين ومدنيين لا يمكن أن تكون موضوع تسويات سياسية. وان كشف الحقيقة أولوية أولويات الحزب ومعه كل أحرار تونس. رغم كل محاولات المجرمين لطمس الحقيقة نتيجة تواطؤ الكثيرين في الجهاز القضائي والأمني مع حركة النهضة الاخوانية وجهازها الخاص.
4- دعمه للجهود الجبارة التي تقوم بها هيئة الدفاع في ملف الشهيدين من أجل كشف الحقيقة كاملة ، مكبرا دورها الفاعل في القرار التاريخي لمجلس القضاء العدلي والقاضي بايقاف بشير العكرمي عن العمل واحالة ملفه على النيابة، والذي جاء تصديقا لكلّ ما صرّحتْ به هيئة الدفاع عن الشهيدين طيلة السنوات الفارطة، وكذلك جاء تأكيدا لضلوع حزب النهضة فرع الاخوان بتونس تخطيطا وإدارةً في محاولات تضليل العدالة للتغطية على جرائمه لا سيما المتعلقة بالاغتيالات السياسية في حق الشهيدين وفي شبكات التسفير.
5- مطالبة رئيس الجمهورية رئيس مجلس الأمن القومي وبالنظر لخطورة المعطيات التي تم كشفها في ملف الشهيد محمد براهمي بضرورة اعتبار الملف ملف أمن قومي بامتياز مرتبطا بالأمن الداخلي وبالسياسة الخارجية وخاصة الملفين الليبي والسوري وفي علاقة بالجهاز السري لحركة النهضة و ملف التسفير إلى بؤر الإرهاب
6- إن الأزمة الشاملة التي تعيشها بلادنا هي نتيجة حتمية لما تعرض له شعبنا ووطننا من تدمير ممنهج طال كل مناحي حياته الاجتماعية والاقتصادية وطال مؤسسات الدولة جميعها ووصل حدّ ارتكاب القتل الجماعي والإبادة، وهي جرائم ترتكب يوميا وليست محض صدفة أو نتيجة تقصير أو قصور وإنما هي سياسات ممنهجة ينفذها الاخوان وبقية العملاء لتصفية الدولة الوطنية وإنهاك شعبها وإذلاله وتبديد مقدّراته لتفرض عليه الجماعة مشروعها الرجعي خدمةً لمشغّليها في الخارج ووكلائهم في الداخل.
7- إن منظومة الحكم الحالية المشكّلة من الاخوان مُمَثلين في حركة النهضة وبقية مجاميع التكفير والإرهاب وأدوات أخرى من الفاسدين والخونة ممن باعوا ضمائرهم.. قد انتهت إلى الحضيض أخلاقيا وإنسانيا وسياسيا؛ واستمرارها هو استمرار للعدوان على بلادنا وشعبنا. وإن الحل الناجح والناجع والآمن بيد الشعب التونسي دون غيره وهي مناسبة لندعو كل القوى الوطنية أحزابا ومنظمات ونخبا إلى التعبئة الشعبية على هدف سياسي واضح ومحدد هو إنهاء المنظومة الحالية برلمانا وحكومة من خلال الخروج الشعبي العارم لفرض حكومة وطنية انتقالية وخطة اقتصادية واجتماعية قصيرة الامد تنفذها لإنقاذ البلاد من الإفلاس والوصاية وفتح أفق وطني جديد يصحح خلاله الشعب الأوضاع ويستعيد بلاده ومقدراتها وسيادتها من حفنة اللصوص والعملاء.
كما نحذر من أن خيار ترك الأوضاع لمزيد التعفن لا يختلف عن محاولات المنظومة ورعاتها في الخارج من إعادة إنتاج نفسها تحت مسميات الحوار والتوافق… وكلا الخيارين بمثابة إدامة للأزمة وتهديد شامل لاستقرار البلاد ووحدتها وأمنها القومي وهو ما يحتم دعوة الشعب إلى سرعة التحرك لوضع حد لمسار الانهيار والمنظومة القائمة عليه.
العزة لتونس والمجد للشهداء
التيار الشعبي
الأمين العام محمد زهير حمدي