الإثنين , 25 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة
الصحافة الأمريكية تسخر من معالجة ترامب لفيروس كورونا

الجانب المهمل من جائحة الكورونا…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

ما اظهرته جائحة الكورونا والدمار الذي خلفه هذا الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة والتي يجب ان يصطف ما يقرب من مليون منه في خط مستقيم ليكون واحد مليميتر على المسطرة، نقول ما اظهره هذا القاتل الخفي انه مهما امتلكت من صواريخ وقنابل نووية واساطيل بحرية وطائرات…الخ فإنك لن تستطيع الدفاع عن بلدك وأن مفهومك لما يسمى بـ ” الامن القومي” المقتصر على بناء ترسانة عسكرية بترليونات الدولارات والتمدد عسكريا افقيا وعموديا لن يحميك من هذا الفيروس.

وهو درس لمن يريد ان يتعظ ان “الامن القومي” يجب ان يبدأ من تأمين القطاع الصحي العام في بلدك من مستشفيات حديثة وأدوية ولقاحات وأطباء ذوي اختصاصات متنوعة وكفاءات وبناء مصانع أدوية, بمعنى بناء منظومة صحية متكاملة لتحقيق “الامن الصحي” وعدم ترك هذا الجانب من “الامن القومي” الى القطاع الخاص لان الهم الاساسي الذي يحرك هذا القطاع هو الارباح ومزيد من الارباح.

 وهذا ما إتضح جليا في الدولة التي تعتبر نفسها أكبر دولة في العالم فلم تستطع الولايات المتحدة “بعظمتها” ان تؤمن المستلزمات الطبية الاساسية من مواد معقمة وكمامات وأجهزة تنفس اصطناعية للمستشفيات في محاربتها لفيروس الكورونا. وليومنا هذا يعاني المواطن الامريكي من ازمة الحصول على الكمامات ومواد التنظيف والتعقيم لعدم توفرها في الصيدليات والسوبر ماركت وهذا ليس تجني وإنما هي الحقيقة المرة التي تسمعها من المواطن العادي.  

ولم تكن الولايات المتحدة الوحيدة بين الدول الغربية التي كشفت عورتها في هذا المجال الاساسي لحماية مواطنيها فغالبية الدول الاوروبية لم تكن بأفضل حال. والكيان الصهيوني بعنتريته وعنجهيته وتفاخره بتقدمه في المجال الطبي ومستشفياته المتقدمة اضطر الى شراء الكمامات والالبسة الطبية الواقية من قطاع غزة المحاصر بحرا وجوا وبرا لسنوات عديدة. 

وتحقيق “الامن الغذائي” لا يقل أهمية عن” الامن الصحي” فهو جانب اساسي ايضا من “الامن القومي” وهذا ايضا الدرس الذي يجب ان تتعظ به الدول وخاصة دولنا ذات الامكانيات المحدودة وحتى تلك التي يعتقد البعض ان إمكانياتها كبيرة لتواجد البترول على اراضيها فالدولارات لن تحميها من الفيروس ولن تتمكن من محاربته لا بالاوراق الخضراء ولا بالاسلحة التي دفعت مئات المليارات لشرائها من شركات الاسلحة في الولايات المتحدة وغيرها ولا الجزية التي تدفعا سنويا للبيت الابيض لحمايتها. 

ومن هنا نقول ان الاهتمام بالزراعة والصناعة الموجهة من قبل الدولة لتحقيق ما أمكن من الاكتفاء الذاتي في الغذاء والدواء والماء هو حاجة اساسية وملحة وهي عناصر اساسية من “الامن القومي”. هذا عدا عن إنها وسيلة فعالة في مقاومة الاحتكارات العالمية ومقاومة الاستكبار والعنجهية والضغوط الغربية التي تمارس على بلداننا وخاصة من قبل الولايات المتحدة وسلاح العقوبات الجائرة والغير شرعية واللاخلاقية . فهل من مجيب؟؟؟؟؟ 

شاهد أيضاً

هل سيتكرر سيناريو1982…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

عندما اجتاح جيش الكيان الصهيوني في عمليته “المحدودة” تحت إمرة السفاح شارون آنذاك ووصلت الى …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024