بالبداية، لا يمكن انكار حقيقة ان هناك مشروع صهيو – غربي – اقليمي، يستهدف نقل الفوضى الامنية التي تعيشها بعض البلدان العربية الى الجزائر،
فقد شكلت اسقاطات ومفاهيم ‘الفوضى الخلاقة’ التي بنى عليها المشروع الامريكي –الصهيوني، كل اماله وطموحاته لتغيير شكل المنطقة العربية جغرافيا وديمغرافيا، شكلت عاملا استراتيجيا واضحا بالنسبة لمشروع ومؤامرة الحرب على البلدان العربية تحت ستار استدراج تناقضات البنى الاجتماعية والسياسية، في المجتمعات العربية، بهدف توليد ديناميات جديدة ومفاهيم جديدة للداخل العربي المتماسك اجتماعيا، ومن هنا عمل مهندسي ‘الفوضى الخلاقة’ على محاولة تغيير حقائق الواقع الاجتماعي والسياسي للدول العربية، بهدف اعادة تصنيع نظام اجتماعي وسياسي جديد للعرب، بهدف تسهيل مشروع تفتيتهم وتقسيمهم خدمة للمشروع التوسعي الصهيوني . وقد انتهج المشروع الامريكي –الصهيوني نهجا واضحا بحربه على العرب، من خلال اعادة تظهير الهويات والعصبيات التقليدية (الطائفية، والمذهبية، والقبلية، والعشائرية، والمناطقية، والعائلية)، وتزويدها بطاقة التجدد والاشتغال، وهذا ما يخطط للجزائر حاليا، فاليوم تؤكد التقارير الاعلامية انه تم انشاء شبكات ومنظمات في بعض البلدان الغربية وبعض العربية والاقليمية والمحيطة بالجزائر، للمساهمة في تغيير وجهة الراي العام في الجزائر، وتوجيه الراي العام على قاعدة الصراع على السلطة، وما هذا الا تمهيد وتحضير الارضية ” لاحداث فوضى امنية في الجزائر “تحت عناوين الصراع على السلطة “، وللتمهيد لكل هذا عمدت الاجهزة الاستخباراتية المنخرطة بهذا المشروع، الى استمالة المئات من الشباب الجزائري والعربي والغربي، للتدرب على وسائل (نشر الفوضى في الداخل الجزائري) وحصل ذلك تحت غطاء منظمات تعاون دولية، و ايضا هناك نخبة من الناشطين الجزائريين حصلت على تدريب وتمويل من منظمات لها تجربة “باصطناع الفوضى “. واليوم، تؤكد التقارير، ان هناك ناشطين جزائريين “معارضين للسلطات الجزائرية ” بداؤوا يتعاونون مع منظمات لها خبرة “باصطناع الفوضى “مثل منظمة كمارا – الجورجية التي لها فروعها الاوكرانية (تحت اسم بورا) و التي تحصل على تمويل من مؤسسة الحرية الامريكية، ومن المعهد الديمقراطي الامريكي ومن الاتحاد الاوروبي ومن مؤسسة المنح الديمقراطية الامريكية ومعهد الديمقراطية الدولي ومنظمة الامن والتعاون الاوروبية ومن المجلس الاوروبي، وقد اظهر فيلم وثائقي بعنوان (عدوى الثورة) مجموعة من الشباب العرب وبينهم جزائريين وهم يتدربون على طرق نشر الفوضى. ختاما، بــ المحصلة وليس بعيدا عن ما يخطط للجزائر اليوم، يمكن القول انه، وبعد ما يقارب الثمانية اعوام واكثر على انطلاق ما يسمى بــ “الربيع العربي “المصطنع والمزعوم” وتحت شعار “مشروع الحرب على العرب من اجل حرية الشعوب العربية “وهذا الشعار هو راس الحربة لاستراتيجية الحرب والمؤامرة التي تستهدف العرب اليوم، فاستراتيجية المشروع “بالحرب من اجل الحرية “تعتمد على شبكة مخابراتية بالغة الخطورة والتعقيد مدربة تدريب مخابراتي عالي جدا ومدعومة بإمبراطوريات اعلامية كبرى وشبكة من المثقفين العرب المصطنعين لهذه الغاية وبرجال دين مصنوعين صناعة اعلامية كصناعة نجوم هوليود ومدعومين بوسائل اعلامية ضخمة تتولى عملية بث الاكاذيب وفبركة الحقائق الميدانية من اكثر من مصدر ومن اكثر من وسيلة اعلامية بين قنوات فضائية وصحف ومواقع انترنت وفي عدة اوقات متقاربة لتبدوا هذه الاكاذيب وكانها حقيقة بحيث تصعب على المواطن البسيط فهم ما يجري حوله وبالتالي اسقاط هذا المواطن في الفخ المخابراتي فاما سينخرط في صفوف ‘الثوار’ او سيحيد عن نصرة بلده ضد هذه المؤامرة، واليوم تحاول هذه الشبكة المخابراتية ومن سقط معهم في هذا المشروع من ابناء الجزائر، شبك خيوطها العنكبوتية المسمومة في الداخل الجزائري .
* كاتب وناشط سياسي -الاردن
hesham.habeshan@yahoo.com