السودان البلد العربي الذي إنعقد فيها مؤتمر القمة العربية بعد هزيمة الرابع من حزيران 1967وحمل شعار قمة اللاءات الثلاث والذي إنعقد في العاصمة السودانية الخرطوم ، لا سلام، لا أعتراف ،لا مفاوضات، مع “إسرائيل” ويعود الفضل بتبني اللاءات الثلاث إلى موقف الوفد الفلسطيني برئاسة أحمد الشقيري رئيس منظمة التحرير الفلسطينية وأعضاء الوفد وهم سعيد السبع وشفيق الحوت بفرض اللاءات الثلاثة على مؤتمر الخرطوم سبتمبر إيلول 1967 إنعقاد أعقاب هزيمة الرابع من حزيران والتي إستمرت تحمل اللاءات حتى حرب أكتوبر 1973 منذ ذلك الوقت بدأ العد التنازلي عن الثوابت العربية من فكرة الصراع العربي الإسرائيلي إلى أن وصلنا إلى( كل حد يقلع شوكه بيديه).
ليس من محض الصدفه وصول المجلس العسكري في السودان إلى السلطة من خلال الانقلاب، وبغض النظر عن الأسباب التي رافقت الانقلاب العسكري على النظام السوداني الأسبق برئاسة الجنرال عمر البشير فقد كان هناك توجه ورأي في نظام البشير، يدعو إلى التطبيع مع “إسرائيل” حيث أعلن نائب الرئيس السوداني غازي صلاح الدين عن زيارة “إسرائيل” وأن هناك علاقات سرية بين” إسرائيل” والسودان كما أعلن ويؤكد ذلك وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي أيوب قرا حيث أكد كانا يحتفظان بعلاقات سرية ومنذ سنوات كان يعتبر لدى نظام عمر البشير أن حل مشكلة السودان تنحل من خلال البوابه الإسرائيلية حيث تردد العديد من القيادات العسكرية والمدنية في الحكومات السودانية المتعاقبة بزيارة سرية “إسرائيل ” وأصبح ثمن رفع الحصار والعقوبات يتم من خلال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي أولاً تحت ذريعة هذه الأسباب تدافع إلى التطبيع، ولكن حقيقية الأمر أن هولاء من بعض القيادات العسكرية هم فاسدين حيث نتذكر الجنرال جعفر النميري الذي شارك بشكل فعلي مع المخابرات الإسرائيلية الموساد بنقل يهود الفلاشا من إثيوبيا عبر السودان إلى “إسرائيل” حيث شارك النميري بهذه الصفقة مقابل الملايين من الدولارات على حساب تاريخ الشعب السوداني الشقيق المعروف في هويته العربية النضالية والثقافية المتطورة مع أمته العربية والإسلامية وبشكل خاص مساندة الشعب السوداني للقضية الفلسطينية..واليوم يتكرر المشاهد في بيع السودان وتاريخها مقابل خمسة آلاف طن من القمح حيث يستطيع أي من رجال الأعمال السودانيين بتقديم أطنان القمح إلى بلادهم ، ومن ضمن صفقة مساعدات مالية بمليارات الدولارات تتكفل الإمارات في هذه الالتزامات والمساعدات المادية حيث تم تخصيص مبلغ 350مليون دولار إلى ضحايا السفارة الأمريكية في السودان..وسوف تصبح السودان قاعدة أرتكاز “لإسرائيل” ومحطة المرور لدول إفريقيا والسيطرة الأمنية على الممرات المائية وتحكم بمياه النيل. والثروات الطبيعية وتحكم بسلة الغذاء العالمي الجنرال برهان الذي يترائس المجلس العسكري الانتقالي خائن للمؤسسة العسكرية والأمنية السودانية حيث تعهد خلال اللقاء مع نيتنياهو في أوغندا على تطبيع العلاقات مع “إسرائيل” مقابل دعمه في البقاء على برئاسة السودان ورفع من قائمة الإرهاب ورفع الحصار والعقوبات الأمريكية..وبذلك تصبح السودان الدولة العربية الثلاثة في إنتهاج سلوك التطبيع مع “إسرائيل” بعد دولة الإمارات والبحرين لا أحد من هذه الدول ان ينكر الاصطفاف وتحالف مع الاحتلال الإسرائيلي هي خيانة عربية بأمتياز للقيم العربية والإسلامية ،وبشكل خاص خيانة وطعن للقضية الفلسطينية وللمقدسات الإسلامية والمسيحية، لذلك، لا يقول لي هولاء أشباه الرجال ،دول الخيانة والتطبيع أن هذا السلوك يقع تحت مسمى السيادة الوطنية لدول التطبيع مع “أسرائيل” بل هو شكل من اشكال العماله والخيانة الوطنية للقيم العربية والإسلامية وطعنه بتضحيات الشعب الفلسطيني العظيم الذي يرزخ تحت اطول إحتلال عنصري استيطاني فاشي ويقاوم شعبنآ وجماهير أمتنا العربية، المشروع الصهيوني الاستيطاني العنصري الممتد من فلسطين والجولان وجنوب لبنان إلى الدول العربية والإسلامية تحت بند التطبيع مع “إسرائيل” مقابل رفع العقوبات الأمريكية وبضع دولارات تدفع من خزينة الدول الخليجية.
لا يوجد وصف وتعبير لكل هؤلاء الأقزام أشباه الرجال غير كونهم خونه لا يعبرون عن إرادة شعوبهم في هذة المواقف الخيانية التي تستهدف النيل من القضية الفلسطينية وعروبته وقوميته والتي لن تنتهي مهما أشتدت التحديات والضغوطات.
لن يستكين شعبنا الفلسطيني وجماهير أمتنا العربية والإسلامية بغير الإنتصار وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري مهما عظمت التحديات.
إرادة شعبنا ستنتصر
Omranalkhateeb4@gmail.com