قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، “عندما يعجزون أمام المقاومة في لبنان يمكن أن يلجأوا إلى العمل من أجل حرب أهلية”، متحدثاً عن وجود “بعض الجهات الداخلية تدفع باتجاه حرب أهلية وتبحث عن الوقود لها”.
وقال السيد نصر الله في كلمة متلفزة بذكرى “يوم الجريح المقاوم” مساء الخميس إن الأيام أوضحت “حقيقة الجماعات الإرهابية التكفيرية المسلحة وهوية من يديرها ويحميها”،
واضاف أن “الأمثلة كثيرة” من اليمن وسوريا والعراق حول تشغيل المخابرات الأميركية لـ”داعش” والجماعات التكفيرية، “لتدمير الدول والجيوش كي تصبح إسرائيل هي الملجأ ودرة التاج في هذه المنطقة”.
هناك من “يعمل من أجل حرب أهلية”
وفي الشأن اللبناني الذي يشهد تطورات متسارعة عقب انخفاض قيمة العملة الوطنية والفشل في تشكيل حكومة جديدة بعد أكثر من 8 أشهر من استقالة حكومة رئيس الوزراء حسان دياب، قال نصر الله إن لبنان “في قلب أزمة حقيقية ووطنية وسياسية كبرى وهي أزمة نظام وحاضر ومستقبل”.
ودعا إلى مقاربة أوضاع البلد “بعقل ومسؤولية وحكمة بعيداً عن الغضب والمزايدات لأنها لا توصل إلى أي نتيجة”، موضحاً أن هناك من “يعمل من أجل حرب أهلية” في لبنان.
وتابع: “عندما يعجزون أمام المقاومة في لبنان يمكن أن يلجأوا إلى العمل من أجل حرب أهلية”، متحدثاً عن وجود “بعض الجهات الداخلية تدفع باتجاه حرب أهلية وتبحث عن الوقود لها”.
الضغوط الأميركية أساس في الأزمة
وشدد على أن حزب الله “ليس في وارد اللجوء إلى السلاح من أجل تأليف حكومة أو إصلاح وضع اقتصادي أو مالي”، داعياً إلى “وضع سقف” في الضغوط والمواجهات السياسية “ألا وهو عدم الذهاب إلى اقتتال داخلي”.
واستعرض أمين عام حزب الله بعض الأسباب التي أدت إلى تأزيم الوضع اللبناني، لافتاً إلى أن “افتراض أسباب خاطئة للأزمة يعني الذهاب إلى معالجات لن تؤدي إلى نتيجة”.
وأوضح أن من أسباب الأزمة “السياسات الاقتصادية والمالية وسياسة الاستدانة والاقتراض والفوائد والفساد”، بالإضافة إلى “تهريب الأموال للخارج وتجميد الودائع وانفجار المرفأ والتوترات”.
واضاف: كما شكلت الضغوط الأميركية على لبنان و”إخافته من الذهاب لخيارات اقتصادية معينة” أساساً في الأزمة، وهذا ما يستدعي “معالجة كل هذه الأسباب وإلا فلا يمكن الذهاب إلى حل”.
وتابع نصر الله: “هذا الوضع هو نتاج عشرات السنين ولا يمكن معالجته بسنة أو سنتين”، ويتطلب حل متكامل و”نحتاج لإصلاح اداري ومالي ولسد بعض الثغرات في نظامنا السياسي”.
الخيارات الصعبة تحتاج إلى حكومة سياسية
وحول أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية قال الأمين العام لحزب الله أنه إذا اتفق الرئيس المكلف سعد الحريري والرئيس ميشال عون، يوم الاثنين (القادم)، على حكومة اختصاصيين غير حزبيين “فنحن ماضون بذلك”.
وأضاف: “الأميركيون يطلبون أن يكون لبنان جزءاً من المحور الأميركي الإسرائيلي كما يحصل مع دول عربية”، في وقت يخشى بعض المسؤولين “من التوجه نحو الصين خوفاً من الأميركيين”.
وأمام الخيارات الإصلاحية الصعبة التي ينبغي على الحكومة الجديدة القيام بها، في ظل الأزمة الاقتصادية والسياسية التي يشهدها البلد، تساءل نصر الله: “هل تستطيع حكومة الاختصاصيين تحمل قرارات مفصلية كبيرة؟”.
أنصح بتأليف حكومة “تكنو – سياسية”
وبناءً على ذلك، نصح نصر الله الرئيس المكلف “بتأليف حكومة تستطيع تحمل الأعباء”، و”إعادة النظر في قرار تأليف حكومة اختصاصيين”، ناصحاً بتأليف حكومة “تكنو – سياسية”.
وتابع: “فليؤلف الرئيس المكلف حكومة تضم القوى السياسية كي تتحمل مسؤولياتها ومن يتنصل يجب أن يحاكم”، فيما حكومة الاختصاصيين إن تم تأليفها “لن تصمد ولن تستطيع أن تتحمل مسؤولية الأزمة في البلد”.
ودعا الأمين العام لحزب الله جميع القوى السياسية إلى “توظيف قدراتها الداخلية وعلاقاتها الخارجية في حل أزمة البلد”، مطالباً كل من لديه علاقات مع تجار أو دول أن “يوظفها لإنقاذ الشعب اللبناني من الأزمة”.
وأشار إلى العرض الإيراني بمساعدة لبنان، مبيناً إلى أن تنفيذ العرض الإيراني إذا تم “فسيكون عبر الدولة اللبنانية ووفق قوانينها”.
ممارسة الحكومة المستقيلة لمهامها قد يكون حلاً
وأكد نصر الله أنه إذا استمر التأزيم في ملف تأليف الحكومة “فالحل الأول هو إعادة تفعيل عمل الحكومة الحالية”، ففي الأسبوع الماضي “كانت البلاد بلا أي مسؤول وقد تم وضع القوى الأمنية والجيش في وجه الناس”.
ولفت إلى أن مسؤولية رئيس حكومة تصريف الأعمال هي “إعادة جمع الحكومة والتصرف”، وإذا استمر التأزيم في تأليف الحكومة “فسنضطر للذهاب إلى حل دستوري للمشكلة”.
السيد نصرالله لحاكم مصرف لبنان: “مسؤوليتك حماية العملة الوطنية وأنت تستطيع ذلك”
وأوضح السيد نصر الله أن حاكم مصرف “يتحمل مسؤولية كبرى في الحفاظ على العملة اللبنانية”، وتوجه إلى حاكم مصرف لبنان: “مسؤوليتك حماية العملة الوطنية وأنت تستطيع ذلك”.
وشدد على أن قطع الطرقات في لبنان “لا يساعد في حل الأزمة وهناك أشكال أخرى للاعتراض”، كما أن قطع الطرقات “يزيد جوع الناس ويؤدي إلى مقتل أبرياء ويضع البلاد على فوهة اقتتال داخلي”.