إن للتطورات السياسية في ليبيا عواقب وخيمة على جهود التخفيف من حدة التصعيد في المنطقة على نطاق واسع نظرًا للدور البارز الذي تلعبه القوى الإقليمية في الصراع، الذي طال أمده في البلاد. فقد تفضي عودة ليبيا إلى وضع الحكومتين المتعارضتين، والمنقسمتين على الخطوط الشرقية والغربية، إلى تصعيد التنافس الإقليمي بالوكالة، كما حدث عدة مرات في الماضي.
فها هي ليبيا اليوم تعيش مرة أخرى حالة من الإنقسام بين حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة وبين حكومة الإستقرار برئاسة فتحي باشاغا. وعلى الرغم من فشل إجراء الإنتخابات الرئاسية في 24 ديسمبر الماضي لعدة أسباب واحد منها هو تقاعس حكومة الوحدة عن أداء مهامها، إلا أن تكليف حكومة جديدة برئاسة وزير الداخلية السابق بحكومة الوفاق فتحي باشاغا لن يضع حداً للأزمة.
فكيف لليبيا أن تنسى ما إرتكبه باشاغا فترة توليه لمنصب وزير الداخلية وتحويله للعاصمة طرابلس مركز للميليشيات والمرتزقة الأجانب الذين جاءت بهم تركيا إلى ليبيا عن طريق توقيع إتفاقية أمنية مع رئيس حكومة الوفاق السابقة فايز السراج، ما حول حياة المدنيين إلى جحيم بسبب ما ترتكبه هذه الميليشيات من أعمال نهب وسرقة وترهيب.
وبعد أن فشل فتحي باشاغا من تولي منصب رئيس الدولة عبر الإنتخابات الرئاسية التي فشل المجتمع المحلي والدولي من ضمان إنعقادها في 24 ديسمبر الماضي، وفشل في تولي رئاسة الحكومة المؤقتة العام الماضي عبر ملتقى الحوار السياسي الليبي، قرر أن يعود للساحة من جديد عبر تحالفه مع رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح وقائد الجيش الوطني الليبي في الشرق، خليفة حفتر، وعاد بحكومة الإستقرار الجديدة وبدأ يلوح بشن حرب على عبد الحميد الدبيبة ودخول طرابلس بالقوة.
تحركات باشاغا وبحسب المحللين هي محاولة منه لتولي حكم البلاد رغماً عن إرادة الشعب، والتلويح بإستخدام قوة السلاح لدخول طرابلس سيُعيد ليبيا إلى مربع الصفر ويجعل من الإنتخابات البرلمانية والرئاسية حلم بعيد المنال، بالإضافة إلى أن وصول باشاغا لمنصب رئيس الوزراء يُقصي تماماً فكرة إخراج المرتزقة وتفكيك الميليشيات، كون هو من جاء بهم في المقام الأول.
فكيف لليبيا أن تخرج من أزمتها في ظل وجود من كانوا سبب التوغل الأجنبي في البلاد، وكيف سمحت لهم أنفسهم أن يخرجوا إلى الملأ ويلقون بالأكاذيب في وجه الشعب الليبي الذي ذاق المر وعاش حالة من الرعب وفقدان الأمن والأمان وإنعدام الإستقرار فترة تولي باشاغا لمنصب وزير الداخلية، فماذا ستشهد ليبيا مع توليه لمنصب رئيس الوزراء بالحكومة الجديدة؟
الوسومفتحي باشاغا ليبيا نداء حرب
شاهد أيضاً
ليبيا….ماذا بعد رحيل الكبير؟…بقلم ميلاد عمر المزوغي
واخيرا وليس اخرا تكتيكات الدبيبة ومجلسه الرئاسي آتت اكلها, فر الكبير هاربا بحياته على امل …