طالما أن اليسار الفلسطيني التقليدي هو جزء من م.ت.ف وبعض فصائله مشارك في السلطة وكله يتلقى مخصصاته من الصندوق القومي الفلسطيني أو من جهات تمويل غربية(انجيوز) فهو جزء من منظومة آوسلو ويتحمل قسطاً من المسؤولية عن حالة التردي والإنهيار التي وصلنا إليها حتى لو إدعى بعض اقطابه بانهم معارضة.
فهذا اليسار لم يعد ثوريا، رغم وجود تاريخ مشرف وشهداء وأسرى وعناصر مناضلة محترمة لا احد يستطبع ان يزاود عليها او ينتقص من قيمة ما قدمته، بل بات مدجناً بالمعنى الحرفي للكلمة،ولا يستطيع ان يتخذ مواقف او ينتهج سياسات تغضب آولي الأمر لانه لو فعل ذلك سوف يفقد مصدر التمويل ويذهب بمتفرغيه إلى البيت ويحل نفسه
وبما أن الوزن الجماهيري لليسار بمختلف فصائله محدود جداً فإن حتى لو شكل قائمة موحدة لخوض الإنتخابات ألتشريعية والرئاسية القادمة فإنه لن يحصل سوى على عدد محدود جداً من المقاعد التي لن تؤهله للعب اي دور مؤثر في الحياة الساسية الفلسطينية ولكنها بألتأكيد سوف تساعد على شرعنة ما هو قائم.
وعليه فإن من يبيع الأوهام بأن مشاركة “اليسار” في الآنتخابات التشربعية والرئاسية ألقادمة سوف تؤدي ربما إلى إحداث تغيير ايجابي في الواقع المأساوي الراهن فهو مخطئ ولا يعي ما يدور حوله.
فهكذا يسار وإن إدعى بأنه معارض فهو مثل المعارضة التقليدية التي كانت في روسيا القيصرية قبل إنتصار ثورة اكتوبر الإشتراكية فيها عام ١٩١٧ من القرن الماضي ،معارضة للقيصر وليست معارضة ضد القيصر .
وآسف سلفاً إن كنت بكلامي هذا قد اثرت غضب من يتضايقون من قول الحقيقة أو يعتبرون النقد تجريحاً فألحقيقة دائماً مرة والنقد البناء ليس تجريحاً ،وألسياسة كما الطبيعة لا تحب الفراغ ولا تطيقه.