السبت , 23 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

تدهور العملة التركية…. مؤامرة ام ماذا؟؟

الدكتور بهيج سكاكيني |

هناك عدة عوامل أدت الى ان يواجه صرف الليرة التركية تدهورا ملحوظا مقابل الدولار الامريكي. ولا شك ان هروب الكثير من الاستثمارات الاجنبية من البلد كان له تاثير في إضعاف العملة التركية. والسبب في ذلك يعود الى السياسة الداخلية التي اتبعها اردوغان وخاصة بعد محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في 15 يوليو 2016 فقد تم تسريح وإعتقال عشرات الالاف من الاعلاميين والسياسيين وعناصر من الجيش وموظفي الدولة وتم إغلاق العديد من المؤسسات الاهلية.

الى جانب ذلك لم يفي اردوغان بالوعود التي قطعها على نفسه بشأن القضية الكردية في تركيا وانتهج سياسة أكثر عدوانية في تدمير منطقتهم في الجنوب الشرقي للبلاد. هذ ابالاضافة الى السياسة العدوانية التي انتهجها تجاه سوريا والعراق مما أفقد تركيا منافذ رئيسية للبضائع التركية وصعوبة وصولها للاسواق العربية حيث فقد الاقتصاد التركي مليارات الدولارات بسبب ذلك, كما لم تصله المليارات الموعودة من قبل دول الخليج لانخراطه في العدوان على سوريا.

كما ولعب عداءه للناتو والولايات المتحدة وتقربه من روسيا وإيران دورا في هذا وخاصة فيما يخص الاكراد التي كانت تعول عليهم امريكا وحلف الناتو في تقسيم سوريا. وصنف اردوغان بأنه حليف لا يمكن الوثوق به نتيجة تقلبه وانتهازيته ….كل هذه العوامل مجتمعة خلقت نوع من عدم الاستقرا في البلاد وبشكل تراكمي الى ان وصل الحال لما هو في تركيا.

وربما الجانب الذي يغيب عن ذهن البعض ان النهوض الاقتصادي الذي شهدته تركيا مع مجيء اردوغان وحزبه الى السلطة يعود الى حد كبير الى خصخصة جانب كبير من القطاع العام وفتح الاسواق أمام الاستثمارات الاجنبية بحوافز كبيرة وإذا ما عدنا الى الوراء قليلا الى عهد السادات في مصر صاحب فكرة “الانفتاح الاقتصادي” وما وصلت اليه مصر من بعده نستطيع ان نتفهم جانب ربما من التدهور في الاقتصاد والعملة التركية.

البعض يريد ان يصور تدهور سعر صرف الليرة التركية والاقتصاد التركي على انه مؤامرة غربية يراد منها اسقاط النظام في تركيا وذلك لتبيان أردوغان “نصيرا” للقضية الفلسطينية أو لخلق نوع من التضامن والتعاطف مع حكمه وتصويره انه قد يقع ضحية للتآمر الغربي.

ولكن لا بد لنا من الاشارة الى ان تركيا ما زالت دولة من دول حلف الناتو العدواني الذي دمر ليبيا وحولها الى دولة فاشلة ومرتع للارهاب وبؤرة للمهاجرين الغير شرعيين الى الشواطىء الاوروبية ومحطة لتجارة البشر واعضاءهم تحكم من قبل امراء حرب. ويجب ان لا ننسى الدور القذر الذي لعبه في سوريا وإنخراطه كلية في تدمير بلد عربي وبغض النظر عن راي البعض بالنظام في سوريا فقد تم تدمير قدرات عربية وفتح البلاد امام كل حثالة الارهاب الذي جمع من أكثر من 80 دولة فتحت لهم تركيا اردوغان حدودها ودعمتهم لوجيستيا الى أبعد الحدود ونهبت بشكل مباشر وغير مباشر خيرات سوريا من مصانع في حلب وبترول وقطع اثرية نادرة وحتى الحبوب والمنتجات الزراعية واخيرا تدخلت عسكريا في محاولة لقضم جزء من الاراضي السورية تحت حجة محاربة الارهاب ومنع قيام كيان كردي في الشمال السوري.

هذا وقد قامت بإرسال قوات تركية الى العراق دون اية تنسيق مع الدولة المركزية هنالك وبرغم النداءات المتكررة للحكومة العراقية لتركيا بسحب قواتها والشكوى الى مجلس الامن الدولي ما زال بعض من قواتها متواجدة على الاراضي العراقية وتدخلها في الشأن العراقي واضح للعيان.

الى كل هذا يجب ان لا ننسى انه وبالرغم من الصياح والصراخ لادانة الكيان الصهيوني من قبل اردوغان ما زالت العلاقات الامنية والعسكرية والدبلوماسية والسياسية والاقتصادية قائمة بين تركيا واسرائيل. البعض يقول لنا ان هذه العلاقات كانت قائمة قبل مجيء اردوغان الى السلطة وهذا صحيح. ولكن السؤال الذي يجب طرحه إذا ما كان أردوغان فعلا يؤمن بما يقوله تجاه هذا الكيان لماذا لم يقطع علاقاته مع اسرائيل ويخرج تركيا من اتفاقياتها بمجملها معها. هذا النفاق الذي يمارسه اردوغان لا يمر على احد حتى على اقرب المقربين له.

هنالك عدة عوامل أدت الى أن تواجه صرف الليرة التركية تدهورا بالنسبة للدولار ولا شك ان هروب الاستثمارات الاجنبية من البلد سبب في ذلك وهذا يعود الى السياسة الداخلية لاردوغان وخاصة فيما يخص قمع المعارضة داخل تركيا بشكل كبير سواء من السياسيين والاعلاميين والجيش الدولة بالاضافة الى عدم إيفاءه بالوعود التي قطعها على نفسه فيما يخص إيجاد حل للمشكلة الكردية وأكيد سياسة التهور التي إتبعها فس سياساته الخارجية في سوريا والعراق والتحدي للناتو أثار حفيظة الغرب بإعتباره سياسي لا يمكن الوثوق به …كل هذه العوامل خلقت نوع من عدم الاستقرار داخل البلد وهو عنصر هام لاية استثمارات أجنبية …ولقد خسرت تركيا كثيرا إقتصاديا من العدوان على سوريا التي كانت اراضيها تشكل منفذا هاما للصادرات التركية للاسواق العربية بكلفة مقبولة لنقلها الى هذه الاسواق… أضف الى كل هذا ان النهضة الاقتصادية التي شهدتها تركيا كانت على حساب خصخصة القطاع العام وهذا التاثير بدء يضعف…..

شاهد أيضاً

هل سيتكرر سيناريو1982…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

عندما اجتاح جيش الكيان الصهيوني في عمليته “المحدودة” تحت إمرة السفاح شارون آنذاك ووصلت الى …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024