ضرب الرئيس التركي، اردوغان، عرض الحائط بكل النداءات الدولية التي تحذر من عودة داعش بسبب دعمه للجماعات الإرهابية التي لطالما وفر لها الملاذ الآمن، إذ يتم برعايته التحضير لإنشاء خلافة داعش الكبرى العابرة للقارات من خلال انضمام عناصر متطرفة في عدة مدن بالشمال السوري، إلى فرقة “السلطان مراد” التي أنشئت سنة 2013، بعد هيمنة تركيا عليها، هؤلاء المتطرفين سيكون لهم الدور الأكبر في تأسيس تنظيم داعش الإرهابي في الصحراء الكبرى.
لكن يبدو لنا أن ما يستحق السخرية هو ما يفعله اردوغان في ليبيا بشحنه آلاف من المرتزقة إلى ليبيا من خلال تجنيده 8 آلاف مقاتلٍ سوري بهدف القتال هناك في صفوف الميليشيات التي تقودها حكومة “الوفاق” ، حيث ستندمج هذه الفصائل مع مقاتلي الايغور التركمنستان مع داعش نيجيريا “بوكو حرام” وداعش مالي ومرتزقة من السودان وباقي المرتزقة في دول جنوب الصحراء، سيكّونون تنظيم يضم مئات الألوف من المرتزقة الأفارقة بالإضافة إلى ما يرسله اردوغان من فصائل إرهابية تابعة له يريد من جهة استعمالها لضرب دول المنطقة وتحويلها إلى خراب ودمار، ومن جهة يريد التخلص منهم لأنهم على حدوده ويهددون بلده لأن أوروبا ترفض استقبال مواطنيها الدواعش، هؤلاء الإرهابيين سيتحكمون في آبار النفط المنتشرة في الصحراء وسينتقلون كالطاعون من دولة لأخرى.
على خط مواز، عرض المستشار العسكري الأول للرئيس التركي، عدنان تانوردي، تفاصيل خطة الرئيس اردوغان لتأسيس الخلافة الإسلامية العابرة للقارات، على أساس دستور كونفدرالي يضم 61 دولة عربية وإسلامية، يتولاه معهد البحوث الإستراتيجية لأنصار العدالة ليكون بمثابة العقل التنظيمي لمشروع أردوغان في توظيف شعارات الإسلام السياسي وتشكيلات “الأخوان المسلمين” من أجل الترويج لكونفدرالية إسلامية وذلك من أجل العمل على تفتيت هذه الدول وشرذمتها إلى دويلات طائفية وأثنية وخلق حالة من اللاستقرار السياسي والمادي لغرس الثقافة الإخوانية هناك.
فالذي يحدث هنا هو تهديد مباشر للأمن القومي والعربي بأكمله، وسيضرب السياحة في المنطقة وإباحة حدودها كما يضرب الاستثمارات الاقتصادية لهذه الدول، كما سيكون ذريعة لأمريكا لتتدخل في هذه المنطقة بدعوة محاربة داعش وأخواتها، وبعد استنزاف ثروات الخليج ستحط الرحال في شمال أفريقيا لاستنزاف ثروات بلدانها من النفط والغاز، سواء في البحر أو في الصحراء.
ربما أستطيع القول، على الدول التي تتواجد على تماس مباشر مع الحدود الليبية أن تتدخل في ضربة استباقية تحمي بها البلاد من هذا الطاعون الذي ينتشر بسرعة البرق في هذه المنطقة، كما ينبغي معه المزيد من التضامن بين أبناء الوطن الواحد ” مصر وتونس والجزائر”، والالتفاف حول الجيش وهو يخوض حرب حقيقية ضد الإرهاب الذي يهدد حياة ومستقبل الشعب الليبي والمنطقة بأكملها لأنهم أول من سيكتوون بهذا الطاعون القاتل نظرا للجغرافيا المشتركة بينهما.
مجملاً….إن عام 2020م سيكون مرحلة مفصلية في تاريخ المنطقة كونه يحمل في جعبته الكثير والكثير من المفاجآت التي ستغير شكل المنطقة، لذلك سنتوقع في الأسابيع المقبلة أن يكون هناك تحول كبير بالساحة الليبية وتطورات كبيرة تعمل على تضييق الأزمة الليبية، كما أن هناك بعض الدول ستخسر رهانها بالحرب على ليبيا، فالأحداث والوقائع الميدانية تشير إلى انهيار كبير بين صفوف القوى المتطرفة والجماعات المسلحة الأخرى في طرابلس، يقابله صمود الشعب الليبي وإصراره على تحرير دولته من الإرهاب وتحطيم كافة مشروعات تركيا وأزلامها في المنطقة.
وأختم بالقول، أن مصر وتونس والجزائر وليبيا، مدعوين اليوم للوقوف صفاً واحداً أمام الإرهاب الذي يهددهما في أكثر من مكان، ومن هذه النقطة يجب عليهم العمل المشترك لدحر قوى الإرهاب وهزيمة هذا التيار المتطرف ورد هجمته عن منطقتنا ومجتمعاتنا وأهلنا.
كما إن هناك رسائل أرسلها الجيش الليبي إلى أعدائه مفادها إن الشعب الليبي على موعد مع انطلاق عمليات تحرير كبرى مقبلة في طرابلس، فالضرب من حديد قادم لا محال، وسيسحق كل المتآمرين بغض النظر عن من يقف وراءهم وسيلاقون مصيرهم المحتوم، وإن ليبيا كانت وستبقى الجدار المتين في وجه المشروع التركي الذي يواجه سقوطاً وفشلاً ذريعاً على أبواب طرابلس.
khaym1979@yahoo.com