يوم مولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس عيداً كما يتوهم العوام، لأنه أكبر من العيد، وأعظم وأشرف منه، فالعيد يأتي مرة واحدة في السنة، أما الاحتفال بمولد النبي الخاتم والاعتناء بذكره وسيرته يجب أن يكون دائماً، لا يتقيد بزمان ولا مكان.
نحن نحتفل بمولد النبي دائما وأبداً في كل وقت وفي كل مناسبة، وعند كل فرصة يقع فيها فرح أو سرور أو نشاط، ويزداد ذلك في شهر مولده، وهو ربيع الأنوار، وفي يوم مولده وهو الاثنين، ولا يصح لعاقلٍ أن يقول: لماذا تحتفلون؟.
لأنه كأنه يقول: لماذا تفرحون بالنبي؟.
فهل يصح أن يصدر هذا السؤال من مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؟
لأنه سؤال بارد لا يحتاج إلى جواب، ويكفي أن يقول المسؤول في الجواب:
أحتفل لأني مسرورٌ وفرحٌ برسول الله، وأنا مسرورٌ وفرحٌ به، لأني مُحِبٌ له، وأنا محب له، لأني مؤمن.
والاحتفال بمولده صلى الله عليه وآله وسلم يعني ببساطة الاجتماع لسماع سيرته، والصلاة والسلام عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، والإكثار من ذكر الله، وسماع المدائح التي تُقال في حقه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام، وإكرام الفقراء والمحتاجين، وإدخال السرور على قلوب المحبين، والدعوة إلى الله، وتذكير المسلمين بأخلاق نبيهم وآدابه وأحواله وسيرته ومعاملته وعبادته، ونصحهم وإرشادهم إلى الخير والفلاح، وتحذيرهم من البلاء والبدع والشر والفتن، وكشف المؤامرات التي تُحاك ضد المسلمين، وتروم الإساءة إلى رسول الله وتشويه تعاليم الإسلام، كما نراه اليوم من الرئيس الفرنسي، والذي لم يُخفِ حقد أجداده من قادة الحرب الصليبية، وسيكون لنا قراءة مستفيضة عن العداء الغربي لرسول الإسلام والإسلام، خصوصاً وأن ما أقدم عليه الرئيس الفرنسي ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير.
ما هو المولد النبوي؟
هو اجتماع الناس لتلاوة ما تيسر من كتاب الله، وقراءة ما ورد من أخبار عن مبدأ أمره صلى الله عليه وآله وسلم، وما وقع في مولده من الآيات، وبعض خصائصه وشمائله وفضائله، وإنشاد شيئ من المدائح فيه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، ومن الرقائق التي تحرِّك القلوب إلى بارئها، والاستماع إلى ما يُلقيه المتحدثون من مواعظ فيها لفتُ النظرِ إلى بعض مناهج الخير، والإشادة بفضله وجهاده، وما أتم الله على يديه من إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ودلالتهم إلى الطريق المستقيم، ثم الدعاء للحاضرين والمسلمين عامة.
وليس في هذا شيء يمكن أن يُعترض عليه، إذ ليس في أفراده ما يُنكره الشرع، كما أنها تهدف إلى تعظيم قدر النبي وإظهار الفرح بمولده، وشكر الله على منته تعالى على الخلق برسول الله.
فإحياء هذه الذكرى ذاتُ هدفٍ نبيل، وهي أسلوب غير مباشر للتذكير بما تم على يدي رسول الله من صنوف الخير، وسبب من أسباب استمالة القلوب، واجتذاب النفوس إلى الخير.
قال الشيخ محمد متولى الشعراوي رحمة الله عليه: “إكراماً لهذا المولد الكريم فإنه يحق لنا أن نُظهر معالم الفرح والابتهاج بهذه الذكرى الحبيبة لقلوبنا كل عام وذلك بالاحتفال بها من وقتها”، وقال شيخ علماء التركستان المبشر الطرازي: “إن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف أصبح واجباً أساسياً لمواجهة ما استجد من الاحتفالات الضارة في هذه الأيام”.
من هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
هو النبي الأكبر، والرسول الخاتم، العاقب –الذي لا نبي بعده– المُطَهَر، صفي الله على الخلائق، ومختاره في العلم السابق، منتهى أنباء السماوات، ومبلغ أسباب الرسالات: أبو القاسم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب – شيبة الحمد – بن هاشم – عمر – بن عبدمناف – المغيرة – بن قُصَي – زيد – بن كلاب بن مُرَّة بن غالب بن فِهر – قريش واليه تُنسب قبيلة قريش – بن مالك بن النضر – قيس – بن كنانة بن خزيمة بن مُدركة – عامر – بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
قال صلى الله عليه وآله وسلم: “إن الله أنزل قطعة من نور، فأسكنها في صُلب آدم، فساقها حتى قسمها جزئين، فجعل جُزءاً في صُلب عبدالله، وجُزءاً في صلب أبي طالب، فأخرجني نبياً، وأخرج علياً وصياً”.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: “إن الله اصطفى من ولد آدم إبراهيم، واصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم”، وهم زرع إبراهيم الخليل، أسكنهم الله بيته المعظم، وولاهم الحرم المحرم.
وأمه صلى الله عليه وآله وسلم: آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وكانت رحمة الله عليها من الموحدين على مِلة إبراهيم الخليل عليه السلام ولم تعبد لصنم قط، كما هو حال والد رسول الله ووجده عبدالمطلب وعمه أبو طالب، وتكلم عن ذلك العديد من قُدماء مراجع الفريقين، وبسطوا المؤلفات حول هذه المسألة.
مولده صلى الله عليه وآله وسلم:
مولده صلى الله عليه وآله وسلم بمكة المكرمة في صبيحة يوم الإثنين 9 ربيع الأول وقيل 12 ربيع الأول وقيل 17 ربيع الأول، بعد 55 يوماً من هلاك أصحاب الفيل عام 570 وفي رواية 20 أو 22 أبريل 571 م، وسنة 882 من تاريخ الإسكندر ذي القرنين عليه السلام، و40 سنة خلت من ملك كسرى أنو شيروان.
بعد ولادته أرسلت أمه إلى جده تُبشره بحفيده، فجاء مستبشراً ودخل به الكعبة، ودعا الله وشكره، وسماه “محمداً”، ولم يكن هذا الاسم معروفاً في العرب.
توفى والده وهو لايزال في بطن أمه، وتوفيت أمه بالأبواء – موضع بين مكة والمدينة – وله 6 سنين.
فتولى جده رعايته، وتوفي -بعد أن أوصى إلى ابنه أبي طالب- وله صلى الله عليه وآله وسلم 8 سنوات وشهرين و10 أيام، فكفله عمه أبو طالب – شيخ الأبطح – رحمة الله عليه، وظل فوقه 40 سنة يُعِزُ جانبه، ويبسط عليه حمايته، ويصادق ويخاصم من أجله.
وحكّمته قريش في وضع ركن الكعبة وعمره 25 سنة، وفيها تزوج خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي سلام الله عليها، وتوفيت هي وكافل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وناصره أبو طالب عليه السلام قبل الهجرة بثلاثة أعوام، وبعثه الله إلى الخلق وهو في 40 سنة.
ونزل إليه روح القدس جبريل الأمين عليه السلام يوم الاثنين في شهر ربيع الأول، وفي بعض السير في شهر رمضان.
وقبضه الله صبح يوم الاثنين من شهر ربيع الأول سنة 63 من عام الفيل، و23 من البعثة، و11 من الهجرة، ودُفن صلى الله عليه وآله وسلم في حُجرته المباركة، في موضع وفاته، بمسجده في المدينة المنورة.
وُلد صلى الله عليه وآله وسلم وبُعث وهاجر ودخل المدينة وقُبض يوم الاثنين، وفي هذا التوافق سِرٌ عظيم.
إرهاصات وبشارات مولده صلى الله عليه وآله وسلم:
صَاحَب مولده صلى الله عليه وآله وسلم العديد من الإرهاصات والعلامات الدالة على انتهاء عهد الظلام وبداية عهد النور، منها:
1 – هلاك أصحاب الفيل، ولقد كان في هلاكهم على يد أضعف مخلوقات الله، هي الطير الأبابيل، دلالتان:
أ – بشرى ووعد رباني بهلاك الطاغوت والطغاة، وولادةٌ لفجر العدالة والحياة.
ب – اجتماع لكلمة قريش بعد تَفَرُق وتَبَلبُل، لذا أنزل الله سورة قريش بعد سور الفيل مباشرة، وفيها بيان لأحد أسباب هلاك أصحاب الفيل وهو تألُف قريش، وفيها تذكيرٌ لهم بنعمتين عظيمتين، هما: “أطعمهم من جوع”، وتَمثّل ذلك في رحلتي الشتاء والصيف، و”آمنهم من خوف”، وكلمة “خوف” هنا منكرة للدلالة على العموم، فيدخل في ذلك “كلُّ خوفٍ ألمَّ بهم فأمِنوا منه”، كما في قصة أصحاب الفيل وأبرهة الأشرم، أو “خوفٍ يحدث لهم بعد ذلك ظاهراً” كبعثة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما هو رحمةٌ وأمنٌ وأمانٌ لهم ظاهراً وباطناً، حينما يُظهِره الله، كما أهلك أصحاب الفيل، كي تتعلق القلوب برب البيت الذي أهلك البغاة، وكيف يكون شكرهم له وقاية.
2 – اضطراب إيوان كسرى أنوشيروان، واهتزاز الأرض من تحته، فسقطت 14 شرفة من شرفاته، وكانت الأنظار مشدودة اليه والى صاحبه، باعتباره مثلاً أعلى للقدرة والسلطة التي لا تزول.
3 – انطفاء نار فارس لأول مرة منذ ألف سنة، وفي ذلك تنبيه لسدنة معابد النار والكُهان الذين منعتهم حُجُب التعصب والتقليد الأعمى عن التفكير في آيات الله في الكون وفي أنفسهم، الى أن للسماء خبراً، ولهذه اليوم شأن عظيم.
4 – جفاف بحيرة ساوة.
5 – نزوله صلى الله عليه وآله وسلم عند ولادته ساجداً، رافعاً رأسه إلى السماء، مختوناً، طاهراً مطهراً، ولا صحة لواقعة شق الصدر، لما فيها من قدح، وتفنيدها من حديث الفريقين مبسوط ومشهور، كما لم تشعر أمه رحمة الله عليها بأي ألم عند ولادته، وخروج نور منها أضاء قصور بُصرى بالشام.
صفته صلى الله عليه وآله وسلم:
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فيما رواه عنه حفيده الإمام زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام: “كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبيض اللون مشرباً بحمرة، أدعج العينين – شدة سواد العين في شدة بياضها – سبط الشعر – منبسط ومسترسل – دقيق العرنين – الأنف وقيل الرأس – أسهل الخدين – سائل الخدين غير مرتفع الوجنتين – دقيق المسرُبة – مادق من شعر الصدر سائلاً إلى الجوف – كث اللحية – كثير الشعر – كان شعره مع شحمة أذنه إذا طال، كأنما عنقه إبريق فضة، له شعر من لبته إلى سرته، يجري كالقضيب، لم يكن في صدره ولا في بطنه شعر غيره، إلا نَبَذات في صدره، شَثِن – غليظ – الكف والقدم، إذا مشى كأنما يتقلّع من صخر، وينحدر في صبب، إذا التفت التفت جميعاً، لم يكن بالطويل، ولا العاجز اللئيم، كأنما عرقه اللؤلؤ، ريح عرقه أطيب من المسك، لم أر قبله ولا بعده، مثله صلى الله عليه وآله وسلم”
خصائصه صلى الله عليه وآله وسلم:
نراه صلى الله عليه وآله وسلم في مناسبات مختلفة: زوجاً مرحاً سعيداً مع خديجة، وزاهداً غارقاً في التأمل في غار حراء، وتاجراً ناجحاً يرحل مع القافلة إلى الشام، وفارساً مِقداماً في غزوة بدر الكبرى، ودبلوماسياً بارعاً في مفاوضات صلح الحديبية، وأباً رحيماً مع فلذت كبده الزهراء، ورجلاً رؤوفاً يبكي على قبر صديقه، ومؤمناً صلباً ومستبصراً، يبعثُ رسله في الجهات الأربع من العالم المعروف آنذاك، لأنه كان يؤمن إيماناً لا يتزعزع بعالمية رسالته.
اجتمعت كل هذه الخصائص التي عادةً ما تُلغي بعضها بعضاً، في إنسان واحد، وتكاملت واتحدت في شخصية نبي الرحمة، وإذا كان الإسلام انسجام وتناغم القوى الجسدية والروحية المتناقضة، فإن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم قد جسّد أكمل صورة للعلم الذي جاء به، والرسالة التي بلّغها إلى العالمين!.
وعندما يتحدث القرآن الكريم عن النبي الخاتم مبرزاً أنه رجل، ومؤكداً الجانب البشري في شخصيته، فإنه لا يحط من قدر رسول الله، ولكنه يرفع ويُعلي فيه الإنسان.
أولاده صلى الله عليه وآله وسلم:
القاسم، وبه يكنى، وهو أكبر ولده، توفي بمكة، وزينب، وعبدالله وهو الطيب، ويقال: الطاهر، وُلد بعد النبوة ومات صغيراً، وأم كلثوم، وفاطمة الزهراء – توفيت بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بـ 6 أشهر، وعمرها 28 سنة، وقيل: دون ذلك وهو الأصح، كما أوضحه في طبقات الزيدية، وأفاده ابن حجر في فتح الباري وجامع الأصول، ويدل عليه ترتيب ولادتهم، وفي جامع الأصول أنها أصغر بنات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ورقية، وهؤلاء لخديجة بنت خويلد عليها السلام، وإبراهيم أمه مارية القبطية.
غزواته وسراياه وبُعُوثُهُ صلى الله عليه وآله وسلم:
27 غزوة قادها بنفسه، و47 سرية، و12 بعثة في الزكاة.
السنة الهجرية الأولى 622 – 623 م: بعث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عمه أسد الله حمزة بن عبدالمطلب عليه السلام غازياً إلى سيف البحر، وكان أول جهاد في الإسلام، ومن أهم الأحداث التي شهدها هذا العام: بناء مسجد قباء والمسجد النبوي، والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وكذا بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم والإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وإنفاذ سرية أبي عبيدة بن الحارث إلى رابغ وسرية سعد بن أبي وقاص إلى الخرار، والمعاهدة مع يهود المدينة.
السنة الهجرية الثانية 623 – 624 م: من أهم أحداثها غزوة بدر الكبرى التي اجتث الله بها المشركين، واستشهد فيها عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبدمناف، وذلك أنه خرج من صف المشركين عتبة، وشيبة، والوليد رؤساء قريش وأبطالهم، فبرز لهم من صف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الإمام علي، وحمزة، وعبيدة، فقتل أمير المؤمنين علي الوليد، وقتل حمزة شيبة، واختلفت بين عبيدة وعتبة ضربتان قتل كل منهما صاحبه.
ومن أحداثها: غزوة الأبواء/دان، غزوة بواط، غزوة ذي العشيرة، غزوة بني قينقاع، سرية نخلة، سرية قتل عصماء بنت مروان، سرية سالم بن عمير، فرض الجهاد، وتحويل القبلة، ومؤامرة عمير بن وهب الجمحي لاغتيال النبي.
السنة الهجرية الثالثة 624 – 625 م: غزوة أحد، وفيها استشهد أسد الله حمزة بن عبدالمطلب عليه السلام، وظهر للوصي علي عليه السلام: سيف ذو الفقار.
وفيها قتل الإمام علي عليه السلام بني عبد الدار، وهم أصحاب رايات المشركين.
ومن أحداثها: غزوات بني سليم وذي أمر وبحران وحمراء الأسد، وسرية قتل ابن الأشرف، وسرية زيد بن حارثة الى القردة.
السنة الهجرية الرابعة 625 – 626 م: جلاء بني النضير، وغزة بدر الثانية، وسرية أبي سلمة بن عبدالأسد الى القطن، وبعث الرجيع، ومأساة بئر معونة.
السنة الهجرية الخامسة 626 – 627 م: غزوة الأحزاب/ الخندق، وقد اجتمع ألوف من أعداء الله يريدون اصطلام الإسلام، كما قال الله تعالى: “إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا، هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا” الأحزاب 10 – 11
فخرج الإمام علي عليه السلام، وقتل فارس العرب وقائدها عمرو بن عبد ود، وهزم الله به المشركين، وثبت بذي الفقار في ذلك اليوم وغيره قواعد الإسلام.
ومن أحداثها: غزوات بني قريظة وذات الرقاع ودومة الجندل، ووفاة الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه.
السنة الهجرية السادسة 627 – 628 م: صلح الحديبية، ونزول فريضة الحج، وحديث الإفك، وغزوات القرطاء وبني لحيان والغابة ذي قرد وبني المصطلق المريسيع، وإنفاذ سرايا الإمام علي بن أبي طالب الى بني سعد بفدك، وزيد بن حارثة إلى العيص والطرف وحسمي وأم قرفة، وعبدالرحمن بن عوف إلى دومة الجندل، وعبدالله بن رواحه إلى أسير بن زرام، وأبي عبيدة إلى ذي القصة.. الخ.
السنة الهجرية السابعة 628 – 629 م: فتح الله لرسوله خيبر، وظهرت معجزة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لمّا أخبرهم بأن الله يفتحه على يد أخيه علي بن أبي طالب عليه السلام، وفيها وصل من هجرة الحبشة جعفر بن أبي طالب عليه السلام.
وفيها أكل النبي من الشاة المسمومة، وعمرة القضاء، وحصار وادي القرى، وإنفاذ 6 سرايا الى نجد وتربة وفدك والميفعة والجناب.
السنة الهجرية الثامنة 629 – 630 م: غزوة حنين، وفيها وقف الرسول في وجه العدو، وقد انهزم المسلمون كافة، ولم يبق معه إلا الإمام علي، وعمه العباس، وابنه الفضل، و4 من أولاد عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقُتل معهم أيمن بن عبدالله، ابن مولاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم “أم أيمن”، فأنزل الله سكينته على رسوله، وعلى هؤلاء المؤمنين الذين ثبتوا.
وفيها: غزوة مؤتة، وقتل جعفر بن أبي طالب عليه السلام، وزيد بن حارثة، وعبدالله بن رواحة، ومن معهم من الشهداء رضي الله عنهم، وفتح الله لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم مكة، وأمره أن يُباهل نصارى نجران بأهل الكساء/ النبي الأكرم والإمام علي وفاطمة الزهراء والحسنين.
ومن أحداثها: غزوة الطائف، وقدوم وفد هوازن مسلماً، وعمرة رسول الله من الجعرانة، وفتح مكة، وإنفاذ 7 سرايا أهمها ذات السلاسل.
السنة الهجرية التاسعة 630 – 631 م: بلَّغ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام سورة براءة يوم الحج الأكبر، وفيها: استخلفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على المدينة، لمّا خرج إلى غزوة تبوك، ومراسلة النبي الملوك والأمراء، وبناء مسجد الضرار، وإنفاذ النبي 4 سرايا أهمها سرية الإمام علي إلى الفلس، وبعث خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة، وإسلام عدي بن حاتم الطائي، وقدوم مجموعة من وفود القبائل الى المدينة المنورة لإشهار إسلامهم، منها: همدان وكندة وبني حنيفة وعبدقيس وبني عامر وتميم وثقيف.
السنة الهجرية العاشرة 631 – 632 م: حَجَةُ الوداع، وفيها جمع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الخلق يوم غدير خم لتبليغ ما أمره الله به في وصيه علي بن أبي طالب، وتأكيد ولايته وأخبرهم أنه خلّف فيهم كتاب الله وعترته، وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض.
ومن أحداثها ادعاء مسيلمة الكذاب النبوة.
السنة الهجرية الحادية عشرة 632 – 633 م: مرض ووفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتجهيز جيش أسامة بن زيد لقتال الروم، ووصول وفد نُخع الى المدينة المنورة.
ومن أهم أحداث فترة الدعوة بمكة المكرمة، والتي استمرت 13 سنة، منها 3 سنوات كانت الدعوة فيها الى الإسلام سرية، و10 سنوات جهرية:
السنة 1 – 3 للبعثة النبوية 611 – 614 م: مبعث النبي، وإسلام خديجة بنت خويلد، والإمام علي وهو أول من أسلم من الرجال وثالث ثلاثة بعد النبي وخديجة، ثم إسلام أبو بكر الصديق وزيد بن حارثة.. الخ.
السنة الرابعة للبعثة 614 – 615 م: انتقال الدعوة من السرية إلى الجهر، وبِدأ اضطهادات قريش للنبي وأصحابه.
السنة الخامسة للبعثة 615 – 616 م: الهجرة الأولى للمسلمين إلى الحبشة.
السنة السادسة للبعثة 616 – 617 م: عودة المهاجرين من الحبشة، وانطلاق الهجرة الثانية إلى الحبشة.
السنة 7 – 9 للبعثة 617 – 619 م: مقاطعة قريش لبني هاشم وبني عبدالمطلب في شعب أبي طالب.
السنة 10 – 11 للبعثة 619 – 621 م: نقض صحيفة المقاطعة، ورفع الحصار ووفاة زوجة النبي خديجة بنت خويلد عليها السلام، وعمه أبي طالب عليه السلام، وعرض الإسلام على القبائل بموسم الحج، ودعوة أهل الطائف الى الإسلام، وإكرام الله لنبيه بمعجزة الإسراء إلى بيت المقدس، وإسلام مجموعة من الأنصار.
السنة 12 من البعثة 621 – 622 م: بيعة العقبة الأولى.
السنة 13 من البعثة 622 – 623 م: بيعة العقبة الثانية، والإذن بالقتال والهجرة.
(بتصرف)
المراجع:
1 – العلامة الحُجة مجدالدين بن محمد المؤيدي، التحف شرح الزلف، مؤسسة أهل البيت – صنعاء، الطبعة الأولى 1994.
2 – السيد أبي الحسنين عبدالله الحسني المكي الهاشمي، الاحتفال بالمولد النبوي بين المؤيدين والمعارضين، الطبعة الأولى 1996.
3 – عبدالرحمن الحميدي وأخرون، ملف خاص عن رسول الله، صحيفة الثقافية، مؤسسة الجمهورية، تعز، العدد 218، 13 نوفمبر 2003.
4 – علي عزت بيغوفيتش، عوائق النهضة الإسلامية، ترجمة حسين سباهيتش، جمعية قطر الخيرية، الطبعة الأولى 1997.
5 – مؤسسة في طريق الحق، حياة نبي الإسلام، ترجمة الشيخ محمد علي التسخيري، طبعة 1403.
6 – د. أسامة أبو زيد، المولد النبوي الشريف.. احتفال ديني وظاهرة اجتماعية منذ عقود، أخبار اليوم المصرية، 8 نوفمبر 2018.
7 – زيد يحيى المحبشي، مولد الهدى، بحث مخطوط، 28 ربيع ثاني 1421.