إنتقل إلى جوار ربه المرحوم بإذن الله تعالى المناضل الكبير العروبي الأصيل الدكتور خير الدين حسيب، الذي كرس حياته في تقديم أفكاره ودراستها من أجل قضايا الأمة العربية، وكان في مقدمتها الدخل القومي العربي من أجل بناء الاقتصاد الوطني والعربي.
لقد كان الهم الأكبر لديه كيف يتم العمل على الاستفادة من الثروات العربية، وإستخدام تلك الإمكانيات للخروج من التبعية الاقتصادية للدول الاستعمارية، التي تسيطر على مدخرات الأمة العربية، حيث قام بإعداد الدراسات والبحوث العلمية لتحقيق التوافق العربي وبشكل خاص في المجال الإقتصادي.
وكان الدكتور خير الدين يسعى دائماً للإنخراط في هموم المواطن العراقي والمواطن العربي، واحتياجات الإنسان العربي من العيش الكريم في مختلف القضايا الحياتية.
ولقد عانى من الإعتقال والاستبداد والظلم، ولكن الإرادة والتصميم لديه لم تتوقف، ثم إنتقل إلى لبنان، وأقام مركز دراسات الوحدة العربية في العاصمة اللبنانية بيروت، وشارك أيضاً في تأسيس المؤتمر القومي العربي، إلى جانب قامات عربية تعمل على بناء المشروع العروبي القومي الجامع لمقدرات الأمة العربية.
وكانت فلسطين من النهر حتى البحر وعاصمتها القدس، حاضرة في مسيرة حياته النضالية بل يعتبر فلسطين البوصلة للأمة العربية من المحيط إلى الخليج، الراحل الكبير خير الدين حسيب عراقي وعروبي وقومي أصيل حتى النخاع..وفلسطين في عقله ووجدانه حتى الرمق الأخير من حياته النضالية.
لم يطمح في موقع أو منصب، بل كان مميزاً جداً في الفكر والتعبير، إضافة إلى سلوكه الأخلاقي والإنساني، سيبقى ذكراه في قلوبنا ما حيينا.
“رحمه الله مع الشهداء والصالحين وأحسن أولئك رفيقا”.
عمران الخطيب
عضو المؤتمر القومي العربي
Omranalkhateeb4@gmail.com