شهدت مدينة عدن جنوبي اليمن، الأربعاء، تصعيدا خطيرا حيث أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي الحشد عسكريا نحو القصر الرئاسي بعدن، وذلك بعد مقتل عنصرين من قوات الحزام الأمني في اشتباكات مع الحرس الرئاسي.
وجاء هذا التصعيد بين الطرفين بعد مقتل عنصري “الحزام الأمني” في اشتباكات مع قوات تابعة لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي بعد اشتباكات خلال تشييع جنازة لضحايا الهجوم الذي ضرب معسكرا في مدينة عدن يوم الخميس الماضي.
يذكر أن قوات الحزام الأمني لها نفوذ كبير في الجنوب اليمني وتشارك في التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين، لكن أثناء تشييع الجنازة بدأت اشتباكات مع قوات من الحرس الرئاسي الحكومية، لينتهي الأمر بمقتل اثنين.
وتعد قوات الحزام مكونة بشكل أساسي من مواطنين من الجنوب اليمني الذي يطالب بدولة مستقلة ويمثله بشكل كبير المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو ما تعارضه الحكومة اليمنية برئاسة هادي والمدعومة من السعودية.
يذكر أن الجنوب اليمني كان دولة مستقلة حتى إعلان الوحدة من الدولة الشمالية عام 1990.
ونقلت وكالة رويترز أن الاشتباكات جاءت صباح الأربعاء مع تشييع ضحايا “الخميس الدامي” الذي قصف فيه الحوثيون معسكر الجلاء في مديرية البريقة بصاروخ بالستي وطائرة مسيرة.
جاء رد الفعل من المجلس الانتقالي الجنوبي قويًا بإعلان حالة النفير العام، ودعوة مناصري “الدولة المستقلة” في جنوب اليمن إلى التحرك نحو القصر الرئاسي في عدن.
لكن هنا ظل نائب رئيس المجلس هاني علي بريك، مؤكدا على دعمهم لحكومة هادي المعترف بها دوليًا، وقال في بيان إن التحرك يهدف إلى مواجهة حزب الإصلاح الإسلامي الذي يمتلك نفوذا كبيرًا في عدن، وهو حزب محسوب على جماعة الإخوان المسلمين المصنفة إرهابيا في مصر والسعودية والإمارات.
وأضاف بريك أن هناك مساع لإسقاط عدن في أيدي حزب الإصلاح. ويذكر أن الحزب الإسلامي متحالف في الوقت الحالي مع الرئيس عبدربه منصور هادي، لكن تظل الشكوك تحوم حوله.
كما هدد بريك بأنه لن يلوم على أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي لو خرجوا إلى الشوارع مطالبين بخروج حكومة هادي من الجنوب اليمني.
يذكر أن هجوم الخميس الدامي في عدن كان الأسوأ منذ اشتباكات سابقة بين انفصاليين جنوبيين مع قوات تابعة لحكومة هادي في عام 2017. ولقي 36 شخصًا من قوات الحزام الأمني مصرعهم في الهجوم خلال عرض عسكري.
وأشارت وكالة رويترز في تقرير لها أن الانفصاليين في الجنوب يتهمون حزب الإصلاح بالتواطؤ في الهجوم الذي أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه.
وفي وقت شوهدت فيه طائرات حربية تحلق في سماء عدن، عبّر المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن جريفيث عن قلقه من التصعيد العسكري في عدن والتي تتخذها حكومة هادي مقرا لها.
وقال جريفيث على تويتر “أشعر بالقلق من التصعيد العسكري في عدن اليوم، بما في ذلك التقارير عن الاشتباكات في محيط القصر الرئاسي، كما أنني أشعر بقلق عميق من الخطاب السائد في الآونة الأخيرة الذي يشجع على العنف ضد المؤسسات اليمنية”.
من جانبه وصف وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، التطورات في عدن بـ”المقلقة”، داعيًا إلى التهدئة.
وقال في تغريدة على تويتر، إنه “لا يمكن أن يكون التصعيد خيارًا مقبولًا، لافتًا إلى أن الإطار السياسي والتواصل والحوار ضروري تجاه إرهاصات وتراكمات لا يمكن حلها عبر استخدام القوة”.
لا يبدو أن الأمور ستهدأ في عدن حيث أعلن المجلس الانتقالي أنه لن يتراجع عن مواجهة ما اعتبرها قوات حزب الإصلاح في القصر الرئاسي.
وأكد بيان للمجلس على “استمراریة الشراكة في الحرب مع دول التحالف العربي بقیادة المملكة السعودیة والإمارات.