د.عابد الزريعي |
حين تأتي الذكرى 66 لثورة يوليو1952 ونحن نعيش لحظتنا المشحونة بخيبات وآمال لا تحصى، يكون الاستخلاص والاعتبار هو اهم اشكال الاحتفاء بالذكرى. ولقد علمنا التاريخ ان الثورات من اكبرها الى اصغرها لاتولد في فراش من قطن وحرير تحف به الملائكة من الجانبين، وانما دائما ــ وهذا قدرها ــ لاتولد الا في فراش تحف به الشياطين والعبيثات من كل اتجاه، تمد يدها لتخطف روحها ولسانها تهزأ منها وتعبث في مفاصلها الطرية لتعيقها عن المسير ، فان كتبت لها الحياة تبقى عوجاء عرجاء. لذلك فان القيادة الثورية المجربة وادواتها الضابطة وليست التعاويذ هي ضمانة وصولها الى محطة السلامة . ومحطة السلامة تليها محطات ومحطات الامر الذي لا يسمح للقيادة الثورية بان تسهو او تأمن او تستكين لحكم العادة والتعود على وجوه المحيطين، فقد يخرج من بينهم من يجر الثورة من يدها ويسلمها مكممة الفم موثوقة اليدين الى شياطين البداية التي لاتمل الانتظار، عندها كم سيكون الانتقام رهيبا. ومع ذلك تبقى فكرة الثورة كفكرة عامل الهام متجدد للانسان في اصراره على مقاومة كل ماينتقص من كرامته الانسانية، وتبقى انجازاتها عامل الهام بان التقدم فعل انساني قابل للتحقق. وتبقى دروس كبوتها وسيلة ايضاح عملية نتملك من خلالها القدرة على عدم تكرار الاخطاء التي كانت.