تداعيات انفجار مرفأ بيروت ألقت بظلالها على الساحة السياسية فتسارعت وتيرة الاستقالات بعد زيارة ماكرون إلى لبنان الذي لا يشك المتتبع للشأن اللبناني أن زيارة الرئيس الفرنسي اندرجت ضمن تحقيق المصالح السياسية تحت غطاء مشروع اعمار بيروت مقابل ما في وطاب الثعلب الفرنسي مهرولا جذلانا لاتاحة الفرصة لوضع يد الوصاية على لبنان متملقا بعبارات الأسف على ما جرى لعروس الشرق بيروت ، تهافت عليه ثلة تهافت الذباب على موضع القمامة ، وخروا لهبل سجدا مسبحين له الوصاية وعودة الانتداب .
استقالات المسؤولين اللبنانيين في هذا التوقيت تحديدا يكشف طبيعة زيارة ماكرون ، ويبين مدى حجم الضغوط الدولية و رؤوس الفساد في الداخل على الأطراف الفاعلة والمحركة للأزمة اللبنانية لطي ملف الانفجار بإدانة حزب الله أو تدويله كملف اغتيال الحريري ، وقد فات الفاعلين أن مسعاهم الخيبة ولن يفلحوا أبدا لتجردهم من الدين ومن الوطنية ، ورضوا بالذل والقعود مع سماسرة الوطن يلعقون ما يرمى لهم من نخاسة الاستكبار .
لقد عاش لبنان ازمة سياسية خانقة طال به الأمد على المستويين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة حتى عد الأمر عاديا عند المواطن اللبناني، انعكس سلبا على الاقتصاد ، وكلما هددت معيشته انتفض محتجا على تردي الوضع المالي وسوء الخدمات منددا بالفساد والفاسدين .
واليوم يدخل لبنان مرحلة الفراغ السياسي بعد استقالة حكومة حسن دياب على إثر استقالة عدد من الوزراء على خلفية انفجار مرفأ بيروت ، فراغ لا يخدم إلا مصالح الكيان الصهيوني بدرجة أولى . فهل ترتد تداعياته على المجلس النيابي أم يصمد أمام هزات التجاذبات الحزبية والمناورات الحسابية الطائفية ؟ أم نذير حرب قد تؤججها الأيادي العابثة بأمن لبنان واستقراره خدمة للأعداء .؟
الوسومحسان دياب مريم المقداد
شاهد أيضاً
بين الخطابين: تجليات الحكمة والحماقة
بقلم : مريم المقداد – تونس | بين العقل والجهل مقدار ما يحمله الإنسان من …