ثورة الصندوق لم تكن في الموعد واكثر من ثلثي الشعب هجر “الانتفاضة” الموعودة. من غمس اصبعه في الحبر (وهي بالمناسبة اسوا تعبيرة عن تخلف العملية الانتخابية) اعطى صوته، في غالبية الاحيان، للمنظومة مكذبا بذلك مقولة جماعة “الاونتي-سيستام”!
لم تشتغل الالة الدعائية للفضاء الأزرق ولم يكن مبرمجا ان تخلق الحلقات المغلقة للتوجيه والرصد الشخصي والتهديف المشخص وبالتالي، انهار طيف قيس سعيد ولم يترجم اصواتا لدى الثورجية المتخلفة وتبددت ظواهر انتهازية صنعها فايسبوك كلطفي المرايحي…
وعلى الرغم من قناعتي ان القوى الخارجية وادواتها العميلة داخل الساحة نجحت في القسم الأول من مشروعها التفتيتي للبلاد، ألا أنني ألاحظ حدود هذا المخطط وبداية تصدعه بفعل الضعف العميق لمكونات المشهد الذي انتجته عملية التشظي الحزبي.
لذلك وجب التاكيد على حقيقة الاوضاع في البلاد بعد كارثة الانتخابات والتي يمكن ايجازها في ما يلي :
1/ النهضة جثة في حالة وفاة سريري على راي جهبذ الديبلوماسية أبو شبشب الشيراتوني
2/ من اعتبروا انفسهم منتصرين بالامس، لم تتجاوز الاصوات التي حصدوها 2% من الجسم الانتخابي، ولو طبقنا معايير التصويت الدولية لكانوا تحت عتبة التمثيل النيابي
3/ ستفشل كل مكونات البرلمان في تشكيل حكومة وسيكون الحل خارج باردو. أما الشوارع والساحات وثورة الجياع واما تسليم المفاتيح (ولكن بعد حين) الى القوى الوحيدة القادرة على الاضطلاع بالحكم على غرار الرباعي
4/ سيكون لدخول البلاد نفق عدم الاستقرار عواقب على سيادة الوطن وقد تكون هذه التشكيلة الضغيفة في البرلمان مدخلا لدفع تونس نحو الاستحقاقات المرة كالقبول بمناطق تجميع اللاجءين والاسهام في مخطط تقويض امن الجزاءر وفي تقسيم ليبيا
5/ امام هذا الكم من الأخطار الوجودية، ستستفيق قوى وطنية صادقة بدأت تؤمن ان الاحزاب والمنظومة المؤسساتية و”منجزات” ما بعد 2011, هي مجرد اوهام وان سقوطها من قبيل المسلمات.
…..
لذا، ستكون معركة انقاذ الوطن اقرب مما نتصور وهذا يستوجب بناء القوة الفاعلة سياسيا وشعبيا في اقرب الاجال…قوة تعتمد على الوجوه والكفاءات الملتزمة بالسيادة … على أفراد لا يؤمنون بذواتهم المتضخمة…ولم ينخرطوا في منظومة الفشل.