قبل إشهار علاقتهما…دور الكيان الوظيفي الإماراتي في اغتيال القيادي محمود المبحوح

قبل أن تشهر مشيخة الامارات علاقاتها مع اسرائيل كانت أحد أهم أذرع اسرائيل الاستخبارية في المنطقة، وشاركتها في تنفيذ العديد من الخطط الارهابية، ووحدها تحملت تمويلها، ووصلت هذه العلاقات مرحلة متقدمة، وأقامت مع اسرائيل تدريبات عسكرية مشتركة، ولعبت الممثليات الاسرائيلية في أبوظبي المطلة على ضريح الشيخ زايد دورا كبيرا في تعميق العلاقات وتطويرها.
وجاءت حادث اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح عام 2010 بمثابة العلامة الأهم على مدى وعمق العلاقات بين المشيخة واسرائيل واغتياله مثل نقطة تحول في هذا المسار الذي ما لبث أن تصاعد على كافة المستويات خلال العقد الماضي وحفزت وتيرته المتسارعة المتغيرات التي شهدتها المنطقة العربية والتي كانت كواليسها عبارة عن تنافس عربي عربي على قيادة التطبيع وادارة العلاقات مع اسرائيل.
وخيّل لحاكم أبوظبي الفعلي محمد بن زايد أنه من خلال ابرام الاتفاق التطبيعي مع اسرائيل سيعزز من مكانة مشيخته القيادية في العالم العربي، بعد أن تراجع الدور المصري، وانشغلت سوريا بمحاربة الارهاب، ودور المشيخة الضخم في الجغرافيا السياسية، لكن، هذا الاتفاق وباختصار يبقى فرصة لاستثمار انتخابي متبادل بين نتنياهو وترامب وليس لأبوظبي دور فيه الا الموافقة عليه وتمريره، فمشيخة الامارات مشيخة وظيفية تقدم الخدمات بأنواعها لواشنطن وتل أبيب، وعلى أراضيها منذ سنوات تقام معسكرات الارهاب وتتحكم في مفاصل المشيخة عناصر اسرائيلية وأمريكية، وهي الممول الاساس للعصابات الارهابية والحروب في المنطقة في اطار دورها الخبيث في تقسيم الدول العربية وتجزئتها.