لبنان امام مفترق طرق بعد استقالة حكومة حسان ذياب التي جاءت كنتيجة غير طبيعية لما يجري في لبنان ,فانفجار مرفأ بيروت وبدلا من ان يمهد الارضية لاستمرار الحكومة من اجل معالجة الاوضاع وتضميد الجراج والخروج من النفق الحالي والكشف عن نتاائج التحقيق بما يوفر سقف الامان ويعطي الحالة اللبنانية للانطلاق الايجابي نجدها تغامر بالوضع اللبناني وتتركه امام تجاذبات جهات يهمها ان يغرق لبنان في وحل الازمات .
السؤال المطروح هل ان هذه الاستقالة، جاءت بسبب التوجهات الدولية، او التظاهرات التي يشهدها لبنان خلال الايام الاخيرة، او للضغوط الممارسة من قبل الساسة المشربين بالطائفية، من اجل تمرير اجندات تسعى لقلب الطاولة السياسية واستثمار حدث الانفجار والدخان الاسود المتصاعد الذي مازال يحجب الحقيقة ، تساؤلات مهمة وتطرح بدورها اكثر من علامة استفهام , ولكن الامر المفروغ منه هو انه في ضوء هذه الاستقالة وتحول الحكومة الرسمية الى حكومة تصريف اعمال ثانية، فان لبنان سيعاني لفترة غير محددة من عقد خطيرة من قبيل التجاذبات والازمات وابقاء البلد دون حلول لمشاكله ودون مداواة من جراحه .
قضية اسقاط الحكومة يبدو واضحا انه ياتي بفعل توجهات عديدة سبقت الانفجار وكان استقالة وزير الخارجية هي المؤشر الابرز لياتي الانفجار ويطيح بهذه الحكومة المتهمة بالتبعية لحزب الله رغم انها فسيفساء لكل الواقع اللبناني ورغم انها انبثاق عن توافق لبناني داخلي اساسا وبالتالي فالذين اسقطوا الحكومة يعتقدون انهم اسقطوا هيمنة حزب الله عليها حسب زعمهم .
كما ان اسقاطها يمكن جاء بضغط من السراق والفاسدين للتعتيم على التحقيق المحلي وخلط الاوراق واثبات نفوذهم امام الاسياد لكن كل المعطيات ستؤكد خيبة امل هؤلاء الاذناب الذين انتهى سريان مفعولهم وباتوا عبئا على الاسياد كما انهم باتوا منبوذين من الشعب اللبناني بعد ان فاحت روائح فسادهم واستشرت حالتهم مما دفعهم لاخر فصل من فصول جرائمهم ومحاولاتهم الشريرة .
بمنأى عن انه متى سيتم تشكيل الحكومة الجديدة، وهل ستستوفي هذه الحكومة عنوان حكومة الوحدة الوطنية، يبدو ان اهم ما يقع على عاتق هذه الحكومة هو البت في ملف انفجار مرفأ بيروت وتحسين الظروف المعيشية والاقتصادية الهشة. يجب ان ننتظر ونرى من سيكون الشخص البديل لدياب وهل هو بمستوى المسؤولية.
اما الثابت الاهم وسط كل هذه التغيرات الحاصلة هو ان حزب الله باق كمقاومة لها الحق في مواجهة الاحتلال، وان اي حكومة جديدة حتى لو عاد اليها بعد الوصوليين او المطبعين مع الاحتلال او بعض من رقصوا على دماء اللبنانيين، فان هذه الحكومة لن تحصل على شرعيتها بدون بند المقاومة لان الحتمية التاريخية تفرض نفسها ولان المقاومة باتت رئة لبنان التي تقاوم كل الهواء المتعفن الموبوء.