الإثنين , 23 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

ماهي السيناريوهات المحتملة بعد انسحاب النهضة من التشكيلة الحكومية؟ و كيف سيخرج الفخفاخ من هذا المأزق السياسي؟

بقلم محمد إبراهمي |

بعد تسع سنوات على ثورة الحرية و الكرامة أصبحت فوضى سياسية و إجتماعية عارمة أبرزها خطاب الكراهية و المحاصصة الحزبية و المصالح الضيقة أصبحت ظاهرة سياسية معقدة ومركبة، تفاقمت و شكلت آفة انتشرت و أصبحت حرية مطلقة بلا ضوابط أخلاقية و دون قوانين رادعة٠٠

هذا الوطن أصبح في حاجة لرقية شرعية او عصى سحرية و ربما يحتاج لمعجزة إلهية، ماهذا الإستهتار والغباء السياسي الذي يأخذنا إلى نفق مظلم و يجرنا إلى مالايحمد عقباه٠٠
هل لي ان أسأل كيف سنخرج من عنق الزجاجة المتعفنة؟ ومن القادر اليوم على إعادة البلاد لمسارها والخروج من هذا المأزق السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي ؟

ضباب كثيف يخيم على مشهد تشكيل حكومة الفخفاخ و يحتدم الصدام بين حركة النهضة و الفخفاخ و أعلنت الحركة قبل ساعات من عرض رئيس الحكومة المكلف حكومته المقترحة، سحب مرشحيها من الوزراء بسبب خلافات حول مشاركة حزب قلب تونس الذي استبعده الفخفاخ من المفاوضات و قررت عدم منحها الثقة و هذا يضع الفخفاخ في مأزق سياسي و طبقا للدستور التونسي، فإن الفخفاخ ملزم بعرض حكومته ونيل ثقة البرلمان في أجل لا يتجاوز الشهر،
و لا يزال المشهد السياسي معقد واعادة الإنتخابات التشريعية في هذا الظرف الذي تمر به البلاد كارثة على تونس و تبقى كل السيناريوهات و الفرضيات محتملة في منح الثقة لحكومة الفخفاخ من عدمها ٠٠ الخلافات السياسية أوقعت رئيس الجمهورية في حرج كبير، ولا يريد أن يكون في خط مواجهة مع بعض الكتل السياسية و الأحزاب ٠٠
أرى أن بعض القوى ما زالت متمسكة بخياراتها وتحاول فرض شخصيات من داخل بنيتها السياسية للحفاظ على مصالحها حتى إن قاد ذلك إلى تازم الوضع السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي المتدهور و ذلك لاختيار رئيس حكومة وفق مقاساتها.

إﻥ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﺃﺳﻴﺮا ﻹﺳﺘﻔﺮﺍﺩ ﻓﺌﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﻭﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ و على النخبة السياسية ان تغلب المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية الضيقة و يرتقوا إلى تغير جديد و بعقول جديدة و مسار عقلاني ناضج منبعث من روح وطنية و نكران الذات و الأدوار بعزيمة عالية تصب في مصلحة الجميع.. إلى متى يتصارع هؤلاء الساسة من أجل مكاسب شخصية رخيصة و آنية على حساب هذا الوطن المنكوب بنخبته المتآمرة عليه قبل تعمق ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻭتزيد ﺗﻌﻘﻴﺪﺍﺗﻬﺎ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺑﺎﻫﻀﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﺘﻔﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻟﻠﺸﻌﺐ و سياسة لي الذراع و الإبتزاز السياسي..

سقطت الأقنعة و إنكشفت الوجوه و لا أحد يستطيع ان يلقي بلومه على الجملي او الفخفاخ و حتى و إن سقطت حكومة الفخفاخ فقد سقطت معها أقنعة الطبقة السياسية المفلسة و غلبت مصالحها الشخصية على مصلحة الوطن العليا و الشعب سيكون بالمرصاد لكل من تخول له نفسه الإنحراف بمسار البلاد، و على الفخفاخ ان يتصرف بحكمة و عقلانية و لا يرضخ للإبتزاز السياسي و يعيد توسيع الحزام السياسي من خلال تركيبة حكومته و لا أحد يريد ان يكون في مكانك في هذا المأزق الذي سقطت فيه كل الأقنعة و انكشفت وجهوهم للشعب٠٠ و ان أعيدت الإنتخابات فالعقاب سيكون بالصندوق و عندها يقول الشعب يريد مشهد جديد!!

في إعتقادي كل السيناريوهات محتملة ولكن لن يكون سيناريو إعادة الإنتخابات التشريعية و بعيدا عن المصالح الشخصية لقد كان للجملي و للفخفاخ دورا مهما في إنكشاف الأقنعة و ضهرت النفوس المريضة فشكرا لكم ٠٠

يبقى السؤال مطروحا : على ماذا تبحث النهضة؟
وماهي السيناريوهات و الفرضيات المحتملة و إلى أين تتجه البلاد؟

 

ناشط سياسي

شاهد أيضاً

القضية الفلسطينية.. بين الصمت والتآمر والتضليل!!…بقلم الناشط السياسي محمد البراهمي

يرى كثيرون ان أصل الشرور في الشرق الاوسط في المائة سنة الاخيرة هو (اغتصاب فلسطين) …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024