ما الذي تريده أمريكا من مختبراتها البيولوجية في أوكرانيا؟…بقلم محمد الرّصافي المقداد

ما الذي تريده أمريكا من مختبراتها البيولوجية في أوكرانيا؟…بقلم محمد الرّصافي المقداد

لم تقم روسيا بغزو أوكرانيا الا بعد أن تأكدت من خطورة السياسة التي انتهجتها هذه الدولة في عهد رئيسها المهرّج الصهيوني زيلنسكي، بعدما فتح بلاده على البوابة الأمريكية وتغلغل حلف النّاتو على أراضيها ببناء قواعده ونشر صواريخه، قريبا من الحدود الروسية مما أصبح يشكل تهديدا جدّيا وخطرا أمنيا جسيما على روسيا الإتحادية، كما أنّ المخابرات الروسية تمكنت من الحصول على معلومات مؤكّدة، بشأن مختبرات بيولوجية سرّية، قامت أمريكا ببنائها في مناطق أوكرانية، تُجرى فيها أبحاث لها علاقة بصناعة أسلحة بيولوجية.

هذه المعامل بيولوجية الأمريكية بادرت الطائرات الروسية بتدميرها، بعدما ثبتت للخبراء العسكريين الروس نوايا الولايات المتحدة الخبيثة، في تطوير نواة قنابل جرثومية، يمكن اطلاقها بيسر وسهولة دون أن يكتشف أمرها سريعا، وهي أحد أسلحة أمريكا السّرّية في حروبها القادمة، ضد من صنّفتهم أعداءها، وأعداؤها هؤلاء الذين قالوا لا للسياسة الأمريكية ومنطق الخضوع لها، وهي دول أعلنت تحررها من سيطرة وهيمنة أمريكا، ودول الغرب الموالية لها والمنخرطة في حلف الناتو، المهيمن عليه من طرف قادة  البنتاغون.

وعن هذه المخابر كتبت (سفيتلانا ساموديلوفا) على صحيفة (موسكوفسكي كومسوموليتس):

أجبرت العملية الروسية الخاصة على أراضي أوكرانيا علماء الفيروسات الأمريكيين على كنس آثارهم على وجه السرعة، ففي السادس والعشرين من فبراير، اختفت معلومات حول المختبرات البيولوجية الأمريكية من الموقع الإلكتروني لسفارة الولايات المتحدة في أوكرانيا.

وفقا للخبراء، يعمل 16 مختبرا بيولوجيا أمريكيا على أراضي أوكرانيا، يتم تصنيف بعضها، حيث يمكن إنتاج فيروسات قاتلة بالسرية، والخطير أن هذه المخابر الحيوية ليست في مناطق نائية، إنما بالقرب من المدن الكبيرة.

يقول عالم الفيروسات العسكري (إيغور نيكولين): هناك 4 منها في كييف، و3 في لفوف، ويوجد أيضا مخابر في أوديسا، وخاركوف، ودنيبروبيتروفسك. التجارب تنفذ عمليا بالقرب من حدودنا.

و”لم تصادق أمريكا قط على اتفاقية حظر استحداث الأسلحة البكتريولوجية والتكوسينية وإنتاجها وتكديسها، ولا على تدمير تلك الأسلحة، لقد قاموا ببساطة بإبعاد هذه المختبرات الخطرة عن أراضيهم، وهي الآن تعمل كأنما في منطقة رمادية، مختبراتهم البيولوجية لا تقتصر على أوكرانيا، إنما هي موجودة أيضا في جورجيا وأذربيجان وكازاخستان وقيرغيزستان وأرمينيا. أي تحيط بـ (روسيا) كعدو محتمل. في هذه المختبرات، يختبر علماء الفيروسات العسكريون أحدث ما ينتجونه على مجموعات جينية محددة: على البشر والحيوانات والنباتات، وبالمناسبة الصين محاطة أيضا بالمختبرات البيولوجية الأمريكية..وقد تحولت أوكرانيا عمليا إلى “قنبلة بيولوجية” بالنسبة للبلدان المجاورة.

لدى استخباراتنا معلومات تفيد بأن عينات من فيروس الجدري نُقلت سراً إلى مختبر خاركوف في حاويات خاصة. وقد انتشر خبر التقرير الذي أرسل إلى البنتاغون. وفيه، تحدث علماء الأحياء الدقيقة الأمريكيون عن نتائج مظفرة. فقد تمكنوا من تخليق بنية فريدة من جينوم فيروس الجدري، يمكن أن تتنكر في شكل فيروس كورونا، وقد قال رجل الأعمال الأمريكي بيل غيتس مؤخرا إن الوباء القادم سيكون الجدري، الذي يتسبب بوفيات تبلغ 90٪ من المصابين.(1)

بينما تفيد معلومات بعيدة عن قنوات إعلام معسكر الغرب، أن الولايات المتحدة بالغت في توسيع نطاق برنامجها البيولوجي في أوكرانيا، وفي 2019 فقط، أقامت مختبرين في مدينتي كييف وأوديسا، وهما المدينتان اللتان بادرت روسيا بقصفهما، مع بداية عملياتها العسكرية في أوكرانيا، بالإضافة إلى مختبرات أمريكية أخرى في مدن وضواحي فينيتسا، ولفيف، وخيرسون، وتيرنوبيل، ومناطق أخرى محاذية لحدود شبه جزيرة القرم.

وأضاف المسؤول الأمني الروسي، حسب ما نقلته عنه في حينه صحيفة «روسيا بيوند» الرسمية أن «واشنطن تطور في مختبراتها بأوكرانيا أوبئة خطيرة يمكن استغلالها لاحقاً في أغراض عسكرية أو سياسية ضد روسيا». وفي تصريحات مناظرة في يوليو العام ذاته، قال بتروشوف: «تعكف الولايات المتحدة على تهديد روسيا والصين ببناء مختبرات بيولوجية، ولا ندري ما يجري بين حوائط تلك المختبرات؛ لكن المختبرات تذكرنا بنشاط الولايات المتحدة العسكري البيولوجي في مختبرات مناظرة بولاية مريلاند على مدار عشرات السنين».

وفي أكتوبر الماضي 2021، دعت روسيا والصين في بيان مشترك الأمم المتحدة إلى «فرض رقابة على عمليات تطوير محتملة لأسلحة بيولوجية أمريكية، وتضمن نص البيان أنه «في ضوء التقدم السريع في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وزيادة قدرات استغلالها، تتزايد مخاطر اعتماد الولايات المتحدة على مواد بيولوجية وتحويلها إلى سلاح فتَّاك.

وسعت روسيا والصين من خلال البيان وغيره، إلى لفت الإنتباه لأنشطة الولايات المتحدة العسكرية البيولوجية وحلفائها، لا سيما في ظل معلومات، تؤكد نشر واشنطن ما يربو على 200 مختبر بيولوجي خارج أراضيها، وأن تلك المختبرات تعمل في صمت تام، وبعيداً عن أية شفافية، فضلاً عن إثارتها مخاوف وعلامات استفهام لدى المجتمع الدولي، حول موقف معاهدةBWC،  لمنع تطوير وإنتاج وتخزين الأسلحة البيولوجية من بيان روسيا والصين أمام الأمم المتحدة

وفي أبريل 2014، كشفت تقارير صحفية عن بناء وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» مختبراً بيولوجياً «مزدوج الأغراض» في كازخستان، وأن واشنطن رصدت لبناء المختبر 5.6 مليون دولار، لاستكمال منظومة منشآت مناظرة، يقيمها «البنتاغون» على امتداد الحدود الروسية. وعلقت موسكو على التقرير بتأكيد أن الممارسات الأمريكية تمثل تهديداً مباشراً على الفيدرالية الروسية ودول وسط آسيا.

وقد تمكنت المختبرات البيولوجية الولايات المتحدة، من إجراء عمليات فحص محظورة لأكثر من موقع، من خلال عملاء بيولوجيين عبر مراقبة السموم، وحالات الوفيات، وكل ما يتعلق بعمليات التطبيق المحتملة، ولا يستبعد خبراء معهد أبحاث الميكروبيولوجي في وزارة الدفاع الروسية، ضلوع المختبرات البيولوجية الأمريكية في جورجيا أو أوكرانيا على وجه التحديد، في انتشار أمراض غير نمطية جنوب روسيا عام 2013، لا سيما «التهاب السحايا»، الذي أصبح الأكثر تفشياً بين الأطفال في مدينة روستوف، و«حمى الخنازير الأفريقية» في شمال منطقة القوقاز.

الأكثر من ذلك، وحسب تقارير صحفية، جرى نقل العديد من الأوبئة المخلَّقة في المختبرات البيولوجية بدول الاتحاد السوفييتي السابق، إلى المركز الطبي العسكري الأمريكي، وسمحت أذربيجان عام 2005 بنقل ما يربو على 60 عينة من الفيروسات الخطيرة، إلى المركز الطبي العسكري ذاته، مقابل الحصول على مساعدات أمريكية، ولعب السيناتور ريتشارد لوغر، ونظيره فلوتر ريد، وكذلك السيناتور باراك أوباما دوراً كبيراً في إبرام تلك الصفقة، وواصل الأخير بعد أن أصبح رئيساً للبيت الأبيض، تمويل برامج من هذا النوع، نزولاً عند أوامر «البنتاغون» بهذا الخصوص.(2)

اذا لم يكن غزو روسيا لأوكرانيا، سوى دفاع عن أمن بلادها وشعبها، وعملية استباقية لكنس كل ما يتهددها من مخاطر أمريكية، منتصبة على الأراضي الأوكرانية، بتأييد من الرئيس المهرّج زيلنسكي الذي يبدو أن وقع في فخ نصبته له دول الغرب وخذلته في الأخير، ومن هذه العمليات المضادة التي أقدمت عليها القيادة الروسية، يبدو الوضع العالمي قابلا للتطوّر إلى الأسوأ بين قوى استكبارية تسعى لإخضاع دول وشعوب العالم لمشيئتها، ودول خارجة من منظومة التبعية، في وضع المدافع عن حظوظها وحقوق شعوبها وبلدانها، ليست مستعدة للسكوت على أيّ خطر يتهدّد أمنها، ولو ادّى الأمر إلى المواجهة مهما كلّفت من تضحيات، الأيّام القادمة حبلى بالأحداث، فلا المضمرون شرّا لهذا العالم سيمسكون ويتراجعون عن شيطنتهم، ولا الدول وشعوبها الحرّة ستسكت على ما يحاك ضدّها.

المصادر

1 – ما الذي كانت تفعله مخابر الولايات المتحدة السرية في أوكرانيا؟

https://arabic.rt.com/press/1330638

2 – برنامج أمريكي يرعى مختبرات محظورة في مدن فينيتسا ولفيف وخيرسون وأوديسا

واشنطن تنشر 200 مختبر سرِّي على حدود روسيا والصين وفي أوروبا وأفريقيا

https://www.alroeya.com/60-64/2272021-

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023