التهديدات الإسرائيلية المتكررة للرئيس أبو مازن، لن تكون الأخيرة، رئيس الشاباك الإسرائيلي المدعو أرجمان، هدد وبكل وقاحة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بأن “إسرائيل” ستقاضي السلطة في محكمة الجنايات الدولية هذه التهديدات تأتي بعد تقديم دولة فلسطين سلسلة من الجرائم إلى محكمة الجنايات، وبعد إدانة أكثر من 550 منظمة ومؤسسة في جنيف جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
في البداية اسمحوا لي أن أقول أن النظام الانتخابي الفلسطيني للمجلس التشريعي، قد يعتبر أفضل الأنظمة الإنتخابية في دول المنطقة، وخاصة أن الوطن دائرة واحدة مما يتيح المجال في الضفة الغربية وقطاع غزة من الاقتراع والترشح دون إعاقة، وتبقى قضية الانتخابات في مدينة القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، فإننا على المستوى الداخلي الفلسطيني، مطالبين بإستخدام كل الوسائل والإمكانات في إنجاح هذه الإنتخابات، وبغض النظر عن المنافسة بين القوائم فإن الجانب الإسرائيلي يعمل بكل الوسائل ليس فقط بمنع الانتخابات في القدس فحسب، وإنما يسعى إلى منع الإنتخابات الفلسطينية بشكل عام وخاصة التشريعية والرئاسية، حيث تشكل هذه الانتخابات، مرتكزات وقواعد الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً للاعتراف الدولي في الأمم المتحدة بدولة فلسطين عضواً مراقب في الأمم المتحدة، إضافة إلى إنضمام دولة فلسطين إلى المنظمات والمعاهدات والمؤسسات الدولية وخاصة الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية.
لذلك فإن دولة فلسطين أمر واقع لا تستطيع سلطات الاحتلال الاسرائيلي بكل ماتملك من إمكانات من الاستيطان والإرهاب ومصادرة الأراضي، أن تمنع الوقائع الفلسطينية رغم ما تمتلك من سلاح وإمكانيات لوجيستية ودعم أمريكي غير محدود، لذلك يقع على مختلف القوى والفصائل الفلسطينية وشعبنا الفلسطيني العمل على نجاح عملية الانتخابات، وخاصة بعد أن تم تسجيل القوائم للخوض الانتخابات التشريعية، ليكون التنافس ،كيف نتمكن من المحافظة على سير الانتخابات، وبناء الشراكة الوطنية حتى نعمل على بناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وعلى الصعيد الدولي فإن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والاتحاد البرلمان الدولي والبرلمانات الأوربية والإفريقية والأسيوية ومختلف البرلمانات بدول العالم، مدعوون اليوم، إلى وقف ومنع الإجراءات الإسرائيلية والتي تسعى من خلالها إلى منع وعرقلة الإنتخابات التشريعية وخاصة في مدينة القدس المحتلة منذ عام 1967.
سلطات الاحتلال الاسرائيلي تعمل على تنفيذ صفقة القرن من خلال سلسلة من الإجراءات بضم ومصادرة الأراضي كما يحدث الآن بمنطقة الشيخ جراح بمدينة القدس..وقد تقدم الأردن بمذكرة إحتجاج رسمية تطالب إسرائيل بإحترام الوضع القائم في القدس، وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية السفير ضيف الله الفايز:”إن الوزارة وجهت مذكرة إحتجاج رسمية عبر القنوات الرسمية”، ولم تتوقف سلطات الاحتلال الإسرائيلي السلوك والإجراءات الإرهابية عند هذا الحد.
مختلف تلك التداعيات والأسباب تدفعنا إلى وحدة الصف الوطني الفلسطيني، وأن نتذكر أننا تحت الإحتلال وأننا حركة تحرر وطني نسعى إلى إنهاء الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني بمختلف الوسائل والأدوات النضالية.
وعلينا الإستفادة من خلال نجاح الانتخابات التشريعية والتمكن من تشكيل حكومة وحدة وطنية؛ لمواجهة التحديات الإسرائيلية وخاصة أن الموقف الأمريكي مازال منحاز إلى جانب “إسرائيل” حيث أن إدارة الرئيس الأمريكي جون بايدن تمتنع عن وصف الضفة الغربية بالأرض المحتلة على غرار دونالد ترامب بعد أمتناعها عن وصف الضفة الغربية بالأرض المحتلة،في تقريرها السنوي حول حقوق الإنسان.
هذه المواقف والمؤشرات تؤكد على أننا أمام تحديات كبيرة جداً لن تتوقف، مما يتطلب تمكين الجبهة الداخلية الفلسطينية حتى نستمر على كافة المستويات وبشكل خاص على الخارطة السياسية حتى نخوض معركة التحرر الوطني وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي العنصري؛ لذلك المطلوب التوقف عن جلد الذات ونواصل المسيرة.
Omranalkhateeb4@gmail.com