من ثمار التوافق في حوار الفصائل الفلسطينية في القاهرة، يوم الاثنين ، الثامن من فبراير الجاري، أن الجانب المصري قد تجاوب مع دعوة أبناء شعبنا الفلسطيني بفتح معبر رفح، حيث يعاني المواطنين من إغلاق المعبر، إضافة إلى الحصار والبطالة والظروف الاقتصادية الصعبة و انعكاساتها السلبية، إلى جانب الأوضاع الصحية وبخاصة مع تفشي فيروس كورونا ونتائجه السلبية.
كل تلك التداعيات والأسباب تتطلب من الفصائل الفلسطينية وبشكل خاص من حركة حماس
المسيطر على قطاع غزة، أن تستبدل السيطرة العسكرية والأمنية والاستبداد بمزيد من الحريات العامة وتبادر برزمة من الإجراءات العملية، قبيل ذهاب المواطنين إلى الانتخابات التشريعية والاقتراع، فيما يلي أبرز الخطوات التي يجب الأخذ بها.
الخطوة الأولى التوافق على قيام الحكومة الفلسطينية بدورها الطبيعي في قطاع غزة وتسلم قوات الأمن الوطني الفلسطيني معبر رفح، لتسهيل حركة المواطنين في ذهاب والعودة،
ثانيا الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين لدى الأجهزة الأمنية لحركة حماس وكتائب القسام
برفع القبضة الأمنية عن المواطنين والسماح بحرية التعبير، ثالثا إلغاء القرارات الصادرة والتي تمنع النساء من السفر بدون محرم، هذه الإجراءات تتناقض مع حرية المواطنين وإلانتماء وحقوق الإنسان، تستطيع أن تمنع حماس وكتائب القسام كل من ينتمي إلى حماس أي قرار حزبي، دون المساس في الحقوق المدنية للمرأة الفلسطينية والتي يكفلها القانون، هذا السلوك العدواني الاستبدادي يعبر عن عقول متخلفة تتقاطع مع دواعش وطلبان والجماعات الإرهابية التكفيرية، رابعاً على حركة حماس قيادة وكوادر وأعضاء أن تعيد نظر في سلوكها بشكل شمولي، حتى تستطيع أن تكون من الكيمياء الفلسطينية،بدون أدنى شك أن حماس تسيطر على قطاع غزة، ولكن لن تستطيع السيطرة على إرادة المجتمع الفلسطيني.
حين توجه المواطنين إلى صناديق الاقتراع والانتخابات التشريعية 2006 قام آلاف المواطنين في قطاع غزة والضفة والقدس في إختبار حماس ليس لفكرها الإخواني ولكن كونها حركة مقاومة، لذلك كانت أسباب التضامن في شارع العربي، سادساً حين استبدلت حماس المقاومة في السلطة من خلال الانقلاب العسكري الدموي في قطاع غزة وفرض نظامها من أجل تبرير وجودها كحركة مقاومة.
كتبت هذه السطور لست بصدد توجيه الاتهام أو الانتقادات أو العداء لحركة حماس خاصة بعد الخطوة الأولى والتوافق خلال حوار القاهرة وتجاوب القيادة المصرية على دعوة اللواء سليم البرديني الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية، حيث قال:”احمل رساله من أهلكم في قطاع غزة تتمنا عليكم فتح معبر رفح للمواطنين وإزالة المعوقات،
وقد تجاوب الجانب المصري على هذه الدعوة..وأعتقد أننا أمام إنفراج كبير في المستقبل القريب سينعكس على شعبنا في قطاع غزة”.
وجاء ذلك بعد الكلمة الختامية لمعالي وزير المخابرات المصرية الذي كشف النقاب عن رزمة من الإجراءات العملية التي تتعلق بفتح معبر رفح للمواطنين بشكل شمولي وفتح مول كبير والعديد من المشاريع، وأعتقد أن سيتم إقامة منطقة حرة في المستقبل القريب، وكل ذلك في إطار إنهاء الانقسام وتجديد الشرعية عبر صناديق الاقتراع وتشكيل حكومة تفرزها نتائج الانتخابات، حتى نستنهض طاقات شعبنا في إنهاء الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري ولن يتم ذلك بدون إستعادة وحدتنا الوطنية الفلسطينية نحن أمام تحدي كبير يتتطلب الأفعال لا الأقوال.
Omranalkhateeb4@gmail.com